مشهد التراب الأخير

Views: 215

 Hallak

دموع الحلاّق

في ظل شجرة كبيرة، تبدو كسماء ثانية فوق أفكاري الخضراء، كنت أخطّ في التراب صوَرا لأحلامي من الليلة الماضية.

ومن يراقب حركة إصبعي في التراب، يظنّه يراقص أعماقي، ويصنع منها دائرة لا تنتهي، وأشكالاً تعدُ بولادات جديدة لكائنات ضائعة.

في أحلامي مطر خفيف وأصوات سوداء.

في أحلامي أسوار وناس تتهاوى.

في أحلامي سنابل قمح شمسية.

في أحلامي وجوه من مواسم العشق المنسية.

ويكمل إصبعي رحلته الترابية، يكمل أشكاله التي تصنعني أكثر من صنعها لشيء آخر.

غداً في أول الصباح، سيستيقظ العالم على صيحات الحياة المقبلة،

سيستيقظ على غياب،

سيستيقظ على خسارة الذين عاشوا في شرايينا، كائنات من دماء، كائنات في صراخها عناق للسماء،

وسيكتشف العالم أنه العالم، مع فارق بسيط:

تحت شجرة تبدو كسماء ثانية فوق أفكاري الخضراء،

إصبع يخطّ مشهد التراب الأخير.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *