ريتا النخل ترسم

Views: 318

حكايات مشوّقة من واقع الحياة

في معرضها الأخير
في معرضها الأخير
زينب حمّود

لوحاتها تشبه الشريط السينمائي الذي يروي حكاية مشوقة من فصول الحياة، عن الناس الذين يعبرون الأمكنة ويبحثون عن استراحة على مشارف الكون.. لوحاتها قصة تروي المظلات التي تخبئ تحتها أحلام الهروب من حقائق سرية وأخرى معلنة، حرائق ونيران مترابطة تشي بجحيم سواده قاتم ونيرانه حمراء صفراء وردية وبرتقالية، ألوانها تعبر عما تود أن تقوله التشكيلية الشابة ريتا النخل في معرضها الجديد الذي أقامته في قصر الأونيسكو في بيروت وقدّمت خلاله أكثر من ثلاثين لوحة بتقنية الزيت وبأحجام كبيرة.

الفنانة التشكيلية ريتا النخل
الفنانة التشكيلية ريتا النخل

لوحات صارخة بألوانها، وحشية بتشكيلها، دافئة بأنامل فنانة شفافة، إنه التوهج الحميم الحارق، ذاك الذي تواجهنا به. ريتا النخل ونحن نحدق ونتأمل، كم هي شغوفة بما تفعل، وكأن مراوداتها الحسية وغير الحسية، تنصرف إلى جريان الضوء وسوائله وإشعاعاته وانفجاراته، وتتلاشى في سديم فلكي كوني شمسي يحمل متشابهاته واستعاراته، حتى كأنها تقرأ تقلبات روحها وجسدها في ما تفعل، أو أنها تؤرخ سيرة واقع ووقائع حياة وحيوات وانفعالات ومشاعر داخل اللوحات وخارجها، سيرة من خلالها تحاول تأصيل الوجود ومحو العدم من لوحة النفس، وما ذلك بهين حين تختلط أحاسيس الفنانة بالزمن عبر أبجدية الألوان التي تعمل طاقاتها في اشتقاقاتها وكيماوياتها، حتى كأنها تحدث وتتذوق ألوان الهواء والسراب والنار والسماء والمطر، وتجري فيهم عبر متاهة تفضي بها إلى حلم ملون.

من أعمالها
من أعمالها

اهتمامها بالألوان دفعها لاختيار موضوعات كالشارع. والفضاء والمظلة الواقية والديناميت ووسائل الحرب والاشتعال والحرائق، وهي بطبيعتها غنية بالألوان وتتيح لها استعمال ألوان صارخة، ذلك أنها اعتمدت اللون كوسيلة للتعبير، تجسد بواسطته من خلال تقابل السطوح الملونة الحركة التي تأخذ طابعاً تجريدياً.

النخل في محترفها
النخل في محترفها

تقول إنها تتعاطى مع اللوحة بطريقة ثورية: “أشعر بأشياء كثيرة في داخلي سرعان ما تتحول على القماشة إلى حالة لونية معبرة، فالفن بنظري جوهر ثابت، أما لماذا الإكثار من الألوان النارية؟ فالسبب يعود إلى الأنا التي تغلي في داخلنا، إلى ما يجري حولنا من قتل ونيران، إلى الأمطار التي تهطل في غير موسمها، إلى الانفجارات التي تحدث هناك وهناك والمتاهات التي تحط رحالها في حواضرنا، مداراتنا آسرة مشغولة بما يجري والأزمنة تحير في ألوانها، وصولاً إلى نيران واشتعالات تحرقنا”.

“أرسم من وجعٍ، ومن انتظار ومن ترقب، أتدارك ما يجري في لونية مبهرة ورؤية طموحة، وصولاً إلى تشكيل غنائي إيقاعي ملحمي، يمارس طقوسه وينجدل بالتحولات على مشهديات بصرية ذات دلالات وإيحاءات، تمارس الحلول في فضاءات مشحونة بكهرباء كونية لها ضياءاتها وظلالها أنوارها وعتماتها”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *