أنطوان أبو رحل

Views: 265

القاطف سرّ الحبّ

مارون أبو شقرا
مارون أبو شقرا
 مارون أبو شقرا

يصير الحبّ حبراً والطيبة سطوراً والنبل كلمات….

يندلق الضوء رسماً وتقديراً وحكايات بهاء وربيع ….

ينقلب القلب وطناً والنبض حضناً والروح ينابيع عطر وشلالات زهر وقرابين وداد …

عندما يحدث كل هذا التغيّر المنطلق المتجاوز الطالع الباقي، يكون أديباً جميلاً وصحافياً عتيقاً وكاتباً أنيقاً اسمه أنطوان أبو رحل يوحّد ما بين البوح والصمت المبدع … يسكب من عقيق روحه خواتم نقاء لعروس الجمال الآتي….

نذر الأديب أنطوان أبو رحل صبره ليكون عصفوراً يبحث عن لوز القمر، النابت على تلال الرؤيا، المغروس في تربة الغد وجلالي التطلّع إلى سحر، يقطف لينقّلنا بعض سماوات، كأنه المبشّر الواقف على ضفاف أردنّ النقاء، والصوت الهادر على طريق دمشق يزيل عن صممنا غشاوات الضجيج التي أعمت عيون النسيم فينا، حتى بات شوقنا جفافاً، ونبعنا حجراً، فكان أن زقزق أبو رحل وديعاً صافياً وفيروزاً وجبال باروك وعبير سحاب…..

“غصون وارفة”، صفحات من شدوٍ بيزنطي فخم، على رقّة سريانية وعزف بردوني الهوى، يوم انساب السَحَرُ عبقاً عذرياً لم يمسسه بشرٌ إلا تبارك بثلج صنين وحوريته الخالدة …

هو كتاب يؤرّخ لدهشات، لا كالتأريخ الموسوعي الساكت او الانطولوجي المحايد، هو إذ يلتقط اللمع، يُلبِسُك من خيوطه حرير الإباء والرفعة، يأخذ بك إلى حيث اشتعال البدع يلتهب، فتجدك في ملكوت من حسن، وعالم من روعة، لا رتابة ولا زلل ولا كراهية ولا شتيمة ولا اعتداء بل فرح وحب وحنوّ وكبر…

إليك أيها القاطف سرّ الحبّ ألف شكر وألف وردة، وللمكتبة العربية باقة عطر أبدي….

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *