الأديب انطوان ابو رحل

ندوة حول كتاب “غصون وارفة في الشعر والنثر”

بدعوة من مجلس “قضاء زحلة الثقافي، والكليّة الشرقية”، وقّع الأديب انطوان ابو رحل كتابه “غصون وارفة: في الشعر والنثر”، مساء السبت الفائت، في إحتفال، تضمن ندوة، أقيمت في صالة الكليّة، وشارك فيها كل من: كريستين زعتر معلوف (مجلس قضاء زحلة الثقافي)، والأب سابا سعد (رئيس الكلّيّة الشرقيّة)، والأديبة إملي نصرالله، والشاعر صالح الدسوقي، والوزير الأسبق الزميل جورج سكاف والنائب الدكتور نقولا فتّوش.

حضر الإحتفال حشد من اهل الكلمة والفكر والشعر والرهبان والراهبات، تقدمهم النائب السابق سليم عون، الوزير السابق عادل قرطاس، المطرانان جورج اسكندر وجوزف معوض ممثلاً بالنائب الاسقفي العام في ابرشية زحلة المارونية المونسنيور جورج معوشي، الياس الصباغ ممثلاً محافظ البقاع انطوان سليمان، السفيران سمير شما وفؤاد الخوري، رئيس غرفة التجارة في زحلة ادمون جريصاتي، الرئيسة العامة لراهبات القلبين الاقدسين الام دانييلا حروق، القاضي جورج القاصوف، محافظ البقاع السابق دياب يونس، مفوض نقابة المحامين المحامي منير البقاعي، وعدد كبير من الادباء والشعراء ورجال الفكر.

مجلس قضاء زحلة الثقافي

استهلت الحفل الاعلامية كريستين زعتر معلوف بكلمة ترحيب معرفة بالكتاب، ومما قالت: “نلتف اليوم حول الزميل انطوان ابو رحل لنحتفي معاً بصدور كتابه الجديد “غصون وارفة في الشعر والنثر” عن دار نلسن، هذا الكتاب يقع في خمسمئة صفحة من القطع الكبير والطباعة الفاخرة والاخراج الانيق، وقد تناوله عدد من الشعراء والنقاد، بينهم الشاعر موريس وديع النجار، الذي قال فيه: “دوحة عريقة للاديب المكتنز الديباجة، وجميل هذا الكتاب محيط ومفيد، نضعه بعناية المعجب المحب في رف الصدارة من مكتبتنا، بين الكتب التي يطيب الرجوع اليها كلما لجَّ عطش الى الكلمة الصافية والجرس النقي. كما قال فيه الناقد سلمان زين الدين: “كتاب مرجعي في موضوعه غني في مضمونه، متنوع في مادته، انيق في شكله جميل في اخراجه يتكامل فيه الشكل والمضمون. (Tramadol Online) اما الشاعر هنري زغيب فقد اعتبره من غالي المحفوظات لدى ارشيف الحركة الادبية والثقافية في لبنان. وهو ذاكرة لزحلة ولبنان يعب من بردوني الابداع قطرات ندى للبنان الخالد في مكرسيه المباركين.

الاب شاهين

ثم القى باسم الرهبانية الباسيلية الشويرية الاب المدبر يوسف ميشال شاهين قصيدة باللغة العامية ضمنها مشاعره تجاه نسيبه مؤلف الكتاب، واظهر البعد الابوي للرهبانية في تكريم ابنائها ومما قال: “إنت بكتابك جمعت بين جيل وجيل/وعصرت خمرَك، من أحلى الدوالي/والرهبنة الشويرية بالعِلم باعا طويل/عملت مع اهل الفِكر حالي وحالي/وأنا إبن إمَّين ومن معدن أصيل/أمي والرهبنة لفيهن بشوف حالي/الأولي عطيتني هالخال النبيل/جوهرة للحب من الزغل خالي/والتانيي بيفضلا عالثقافي، فتحتلي سبيل/يكون كل صاحب فكر خيّا وقِلّو أنا إنت خالي”. وانهى الاب شاهين بالقول: “وكروم الأدب كل شي فيها عنب وعناقيد/تأنى بقطفا وجمعها بشطارا/وصار الفِكر يتخمّر بروحو متل النبيذ/لبيطيب شربو كل ما تعتّق بالاجرارا/وطل بغصونو الوارفي للجيل العتيد/مرجع ثقافي لزحلي عرش الإمارة”.

نصرالله

ثم تكلمت الروائية املي نصرالله، فأجازت لنفسها ان تسمي الكتاب “الاقلاع عكس الزمن” مستعيرة عنوان كتابها قبل ثلاثين سنة، انما التسمية هنا تأتي لأسباب مختلفة، فهي في حينه، كتبت عن رحيل الاجداد بدل الاولاد، الى المهجر حين نشرت الحرب، وبات متعذراً على الابناء والبنات العودة الى الوطن لزيارة اهلهم فيه،واطفاء حرقة الغياب الدائمة الاستيعار. واضافت: “وجودي معكم هذا المساء، لأفي اخي انطوان بعض حقه من التقدير خصوصاً وانه ادخلني ضمن دائرة موسوعته، وشرفني بتناول بعض قصصي ورواياتي اما بالنقد البناء المحب، او بالكتابة عن خلفيات بعض أعمالي”.

الدسوقي

والقى الشاعر المحامي صالح الدسوقي، رئيس المجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا، قصيدة محبوكة بالمحبة والتقدير واعقبها بكلمة عن المؤلف، ابرز ما جاء فيها: “لا ابالغ ولا اجامل ان قلت، ان زحلة الابداع تختصر في لبنان والى مدى ابعد، مجد الشعر والادب والفن، ومن حقه وحق البقاع ولبنان ان يفاخروا بهذه الكنوز المثمنات، كيف لا، ونوابغ الامة وفي مقدمهم الشعراء – هم بناة مجدها وصناع حضارتها ومنارات عزها المشعشعات على الدهر حضارة وحباً وجمالاً وكرامة (…) اختار ابو رحل من منابع زحلة ومن شوامخها اعلى القمم مبتدئاً مع اسطورة الشعر، ومؤسس الرمزية ومعجزة العصر في الابداع دون منازع، استاذنا الكبير سعيد عقل ونعم البداية”. واضاف: “تابع ابو رحل في افياء غصونه الوارفة مشوار المبدعين مع راجي الراعي، علماً من اعلام الادب والقانون، والجاً منه الى دنيا نخبة مميزة من تاريخ لبنان في الادب والقانون والصحافة، من نقولا فتوش، وجورج سكاف وادمون صعب وميشال عاصي كباقة متألقة في حدائق إبداع زحلة الواسعة. وختم بالقول: “أدهشني انطوان الصحافي، وهو يرتفع بقوة الى انطوان الاديب، الكاتب والناقد، والمؤرخ لجزء من عصر ذهبي ادهش الشرق والعالم بما هو خالد في عروة الدهر لا يبلى، ولا شك ان انطوان قد حجز مكانه في تاريخ الادب الزحلي”.

سكاف

نائب نقيب الصحافة السابق جورج سكاف، الذي تغيّب لاسباب صحية، أوكل الى الأديب سليمان بختي مدير “دار نلسن” ان يلقي كلمته، التي استهلها بالقول: “لم تأتك الكتابة إرثاً او هبة عفوية بل جهد ومثابرة من قلب محب واندفاع لعزيمة جياشة، اقتحمت مجال الاعلام بكليته بدفق بردوني كتابة صحافية وبثاً اذاعياً وتلفزيونياً وحملات اعلانية قاربت الادب والادباء بكياسة وحماسة”. وأضاف: “برعت عندما صرت في مجلس قضاء زحلة الثقافي، غلبت الناحية الادبية على ما عداها واعطيت حبك الكبير للكلمة مداها الارحب، بلا حدود”.

فتوش

ثم تكلم راعي الحفل د. نقولا فتوش بطريقة مؤثرة خاطب فيها العقل والوجدان ومما قال: “سفرك الجليل ليس حصاد العمر، فعمرك مجبول بحروف الكلمة مذ كنت في الكلية الشرقية ومسؤولاً عن المجلة الى الصحافي الأديب في الصحافة الزحلية واللبنانية، التي نشرت فيها المقالات والروبورتاجات عن بلاد الاغتراب، كانت لوحات رائعة ناطقة، لأنه بين يديك تحوّل الورق الى حدائق زهر ومرجان”. وأضاف: “من يتأمل اناقة الصياغة وعمق الافكار، يدرك كم وراءها من لهات وعرق ويطمئن الى قول فاليري: لو يدرك بعضهم ما خلف الشكل من تجارب ومعاناة لما فصلوه يوماً عن المعنى”. وختم بالقول: “انت لست ناقداً عادياً، ولست ناقداً حاقداً، فالناقد المعروف له عدته العلمية ومقاييسه، اما انت فمشيت مع الشعراء والادباء والمفكرين مشاوير صادقة مجبولة بالفرح والتقدير والمحبة ايماناً منك بما قاله فكتور هيغو: “كل انسان كتاب يكتب الله سطوره”.

وفي الختام شكر الزميل انطوان ابو رحل كل الذين حضروا من زحلة او بيروت واضاؤوا على الكتاب وتفاصيله.