من جمعة … إلى جمعة

Views: 423

 

syriasyria_2561755

سوريا: سباق بين الحل

التفاوضي والحل العسكري

flat-sketch-silhouette-cartoon-bird-dove-crow

حسّان فكتور الخوري

23-Tanks-Reuters

*لم تعد الحرب في سوريا

 حربًا محلية فقط

أو مجرد حرب إقليمية

 بل حرب كونية تاريخية حاسمة*

56c0701ac46188c1348b4607

en092614williams

هل يؤذن التقدم الذي حققته القوات الموالية للنظام السوري بدعم من الفصف الجوي الروسي في حلب ببداية نهاية الحرب في سوريا حيث تذعن القوى المعارضة لشروط الأسد وبوتين على طاولة المفاوضات في جنيق؟ أم خلافًا لذلك سيجر إلى تصعيد مضاد، وبالتالي سيؤذن بببداية حرب جديدة أكثر إتساعًا وضراوة تضع القوى الإقليمية والدولية في مجابهة مباشرة حاولت إلى الأن تجنبها(بإستثناء عملية إسقاط الطائرة الروسية على يد الأتراك)؟

Russian-Airstrikes-on-Syria-AP-640x480

هل حصل تحول في الموقف الأميركي من الحرب؟

ما مدى هذا التحول في حال حصوله فعلًا؟ أهو تحول تكتيكي شكلي ما زال ملتزمًا بالأهداف المرسومة، لكن يسعى إلى تحقيقها باسلوب آخر وطريقة أفضل؟ أم أنه تحوّل إسترتيجي جوهري يقلب قواعد اللعبة رأسًا على عقب؟

ما أسباب هذا التحول: صفثة جانبية  عقدت على هامش الإتفاق النووي مع إيران لم تسلط الأضواء عليها في حينه؟ أمتولد قناعة جديدة لدى الإدارة الأميركية على ضؤ التطورات الميدانية؟

الحدود السورية-التركية
الحدود السورية-التركية

وهناك الكثير من الأسئلة الفرعية الأخرى.

من أبرز المؤشرات الحسية الملموسة على حصول تبدل ما في الموقف الأميركي:

*عدم إصرار وزير الخارجية جون كيري على وقف إطلاق النار  قبل البدء بمفاوضات السلام في جنيف، بخلاف ما كانت تطالب به المعارضة، ما أتاح لقوات الأسد من تحقيق خلال أيام معدودة ما عجزت عن تحقيقهفي سنوات  بالنقدم على جبهة حلب بدعم من القصف الجوي الروسي، وهو تطور ميداني لا يمكن الإستهانة به إذ بسد المنافذ أمام المعارضضة للوصول إلى المتوسط وكذلك إلى خطوط الإمدادات من تركيا.

*تراجع واشنطن عن مقولتها بضرورة رحيل الأسد قيل البحث بأي حل لإنهاؤ الحرب قي سوريا وفبولها بمشاركته في حكومة مؤقتة تشرف على إجراء الإنتخابات.

*تغاضيها عن تجاوز النطام السوري الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس باراك أوبامل بشأن إستخدام الأسلحة الكيميائية.

*تردد الولايات المتحدة في إقحام قواتها البرية في القنال الدائر رغم إستعداد المملكة العربية السعودبة وتركيا والإمارات العربية المتحدة والبحرين للقيام بذلك، وأقصى ما ذهبت إليه إحنمال إرسال عدد محدود من القوات الخاصة.

أفغانستان ثانية

20131018-afghan-war

باب التفسيرات والإجتهادات مفتوح على مصراعيه، فمن قائل أن الولايات المتحدة، التي تعتبر داعش التنظيم الإرهابي الاكثر خطورة، غدت مقتنعة بأن إيران أكثر تشددًا لإعتبارات طائقية في محاربته، وقد عقدت صفقة جانبية أو على الأقل توصلت إلى تفاهم معها على هامش الإتفاق النووي، بما يشبه تحالف غبر مباشر وغير معلن، بأن تلعب الأخيرة دورًا أكبر قي الحرب السوربة، ولذا غضت النظر، وربما شجّعت  تدخلها العسكري المباشر في الحرب السورية سواًء عير الحرس الثوري أو حزب الله أو بعض الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانبة  الموالية لها.

على خط مواز لوت واشنطن بوجهها عن القصف الجوي الروسي المكثف- رغم توجيه إنتقادات عابرة  من حين إلى آخر بأنه عشوائي ويطال الفصائل المعارضة المعتدلة والمدنيين- نظرًا لقناعة بعض المسؤولين في الإدارة الأميركبة بأن سوريا ستكون بمثابة أفغانستان ثانية لروسيا ، أو لأن موسكو تعتبر أن التطرف الإسلامي يشكل خطرًا رئيسيًا عليها بالدرجة الأولى لوجود مجموعات إسلامية داخل الفدرالية الروسية وفي المناطق المتاخمة لها، وأن الآلاف من الشيشان يقاتلون في صفوف داعش وغيرها من المنظمات الإسلامية المسلحة المتطرفة، بل يتولون مناصب قيادية هامة فيها إلى جانب آخرين من دول الإتحاد السوفياتي السابق، بل من روسيا بالذات، ومن البديهي أن يتخوف بوتين من عودتهم إذ سيكونون بمثابة قنابل بشرية مؤقتة لا يُدرى متى وأين ستنفجر أو تُفجّر، فعملية حجز الرهائن في أحد مسارح موسكو في العام 2003 وأدّت إلى مقتل أكثر من 100 شخص، وعملية التفجير في مطار دوموديدوفو موسكو  في العام 2011 التي سقط فيها 37 قتيلًا، ومؤخرًا عملية إسقاط طائرة الركاب التجارية الروسية في أجواء مصر لا تزال طرية في الأدهان ويصعب محوها من الذاكرة الروسية.

كارثة أمنية

56bfccbbc4618820648b45ba

اللافت أن تركيا كانت الوحيدة بين دول الخلف الاطلسي التي عارضت “الخيار الروسي”  لتخوفها  من أنه سيؤدي إلى تعاظم شوكة الأكراد  وإتساع المناطق التي يسيطرون عليها في جوارها،و هو تطور تعتبره بمثابة كارثة أمنية وهذا  ما دفعها إلى الإعلان عن إستعدادها لإرسال قواتها للقتال في سوريا ، وقبلًا إلى إسقاط الطائرة الروسية التي خرقت مجالها الجوي 17 ثانية فقط آملة أن تؤدي العملية إلى ردة فعل روسية إنتقامية عنيفة ما يجر الحلف الاطلسي إلى التدخل ضد روسيا وإجهاض دورها في سوريا  بموجب ميثاق الحلف الذي يلزم أعضاؤه بالتدحل اذا ما تعرض عضو فيه إلى إعنداء خارجي، إلا أن روسيا إكتفت بعقوبات إقتصادبة وتجارية وسياحية ما أحبط مسعى تركيا وألحقضررًا فادحًابإقتصادها.

إلى قائل، خلافًا لذلك، أن روسيا تعمدت قصف كل القوى المعارضة من دون أي تمييز كي تضع الولايات المتحدة أمام خيارين لا ثالث لهما: نظام الأسد أو داعش، فيما يربط آخرون الحملة العسكرية الروسية بمفاوضات السلام في جنيف، ويرون أن موسكو تسعى لإن يفاوض الوفد الحكومي من موقع قوة، ما يؤشر إلى سباق بين الحل العسكري والحل السلمي للقضاء على داعش وبقية المنظمات المتطرفة المشابهة أكثر منه لإنهاء الحرب في سوريا.

بعض المراقبين يربطون الموقف الروسي أكثر برغبة موسكو بأن تظهر في أعين العالم بأنها لا تزال دولة لها قدرات عسكرية لا يمكن تجاهلها، وجاءت الأزمة السورية فرصة لعرض عضلاتها  عبر إطلاق الصواريخ  على بعد آلاف الأميال من على متن سفنها في بحر قزوين ، وإستخدام الطائرات الحربية المتطورة ونظام  “اس 400” المضاد للطيران.

10409070_750351615046353_2125757884164742693_n

محللون آخرون يلفتون إلى أن روسيا تعاني من مشكلات إقتصادية، فإنخفاض سعر النفط أدّى إلى فقدان الروبل نصفقيمته، وعجز في الميزانية، وتراجع القوة الشرائية لدى العديد من المواطنين، وسقوط القيمة الفعلية للأجور بنسبة 10%  وإنكماش الإقتصاد 3.7 %، وتأتي الحرب السورية بمثابة عملية إلهاء  للروس عن معانتهم الإفتصادية، كما صرفت هذه الحرب أنظار العالم عن عملية ضم جزيرة الفرم  والدعم الذي تقدمه روسيا  للإنفصاليين الأوكرانيين.

لامبالاة أوباما

أن إحجام الرئيس أوباما عن إقحام القوات المسلحة البرية في القنال عائد إلى أنه وصل إلى البيت الأبيض بفضل وعوده  التاخبينبإعادة الجنود الأميركيين الذين يقاتلون في الخارج إلى الوطن، وقد إلتزم بوعوده، ولا يريد، ،و خاصة في السنوات الأخيرة من حكمه ، زج الجنود في مغامرات عسكرية يُعرف كيف تبدأ، لكن لا يُعرف كيف تنتهي، لكن هذا الموقف بدأ يجر إنتقادات الكثير من المنظّرين والمفكّربن وصناع الرأي الأ ميركيين الذين يتهمونه في جملة إتهامات عديدة بالتخلي عن القيم الأميركية و اللامبالاة إزاء  ما يجري في سوريا من جرائم حرب ومآس إنسانية وتصاعد أعداد القتلى والجرحى واللاجئين وخراب مما ليس له مثيل قي التاريخ المعاصر، وتكر سبحة الإنتقادات والإتهامات لتشمل إتهامه بالسلبية،و أن سياسة رقع اليدين وغض النظر ولوي االوجه التي ينتهجها بذريعة إنقاذ الأرواح أدت إلى سقوط المزيد من القتلى.

ما هو مؤكد أن الحرب في سوريا لم تعد حربًا محلية، ولا حربًأ إقليمية وإنما هي حرب كونية تاريخية حاسمة.
لقطة نادرة لفلول الجيش العثماني في مدينة حلب، مطلع القرن الفائت
لقطة نادرة لفلول الجيش العثماني في مدينة حلب، مطلع القرن الفائت

المؤلف ومحرر الشؤون الخارجية في موقع هوفينغتون- بوست جو لوريا يقول  إن سوريا كانت دائمًا “ساحة المعارك بين الأمبراطوريات”، بدًأ بهزيمة الحثيين أمام جيش رعمسيس الثاني في معركة قادش قرب بجيرة حمص، مرورًا بإستيلاء الفرس والإسكندر الكبير والرومان عليها، وإنتصار الفاتحين العرب على الأمبراطرية البيزنطية في  معركة اليرموك ، وعدم نجاح الإمام علي في التغلب على معاوية في معركة صفين قرب الحدود العراقية- السورية فأصبحت دمشق عاصمة الخلافة قبل أن تنتقل لاحقًا إلى بغداد، وغزوها من قبل الصليبيين، وسيطرة المماليك عليها، وولادة الأمبراطورية العثمانية فوق أراضيها إثر معركة  مرج دابق غلى بعد 44 كلم شمال حلب، وإنتهاًء بالإنتداب الفرنسي في أعقاب إنهيار الأمبرطورية العثمانية وإنسحاب النازيين بعد معركة دمشق، وينتهي لوريا إلى القول: قد نكون نشهد اليوم حربًا ملحمية ذات مغزى تاريخي مماثل .

جيش رعمسيس الثاني
جيش رعمسيس الثاني
الفرس
الفرس
جيش الاسكندر المقدوني
جيش الاسكندر المقدوني
الرومان
الرومان
معركة اليرموك
معركة اليرموك
battle of siffin
معركة صفين
066
الصليبيون
المماليك
المماليك
معركة مرج دابق
معركة مرج دابق
جيش الانتداب الفرنسي في دمشق
جيش الانتداب الفرنسي في دمشق

large

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *