أيها المواطن لا تأمل خيرا

Views: 454

 

melhem-karam-1
المحامي ملحم مارون كرم

المحامي ملحم مارون كرم


ثبت أن الطبقة الحالية الحاكمة في لبنان لم تعد قادرة على استيعاب الوضع الامني والاجتماعي والاقتصادي المتردي يوما بعد يوم، ويا للاسف. على أي حال لم تكن هذه المجموعة من السياسيين يوما قادرة على حل أزمة لبنان، انما على العكس ان الحالة تزداد سوءا وخطورة.
فعندما يبيع السياسيون وجدانهم وضمائرهم وأخلاقهم وسمعتهم، بغية تحقيق مآرب ومصالح خاصة، أعني هنا مصالح مادية عن طريق صفقات مريبة ومشبوهة وغير نظيفة، وبعد هضم حقوق الناس، جميع الناس، من كل الطوائف والمذاهب والانتماءات السياسية والاجتماعية، يكون من الطبيعي أن يتدهور البلد أكثر فأكثر، وأن يتجه الى الهاوية والافلاس.
 
أيها المواطن المسكين، لا تأمل خيرا، من الآن وصاعدا، بحكامك وحاكميك، لان الاكثرية الساحقة من الذين يحكمون البلاد هم أصلا من الطبقة الاجتماعية المفجوعة
والفقيرة، ناهيك عن أن هنالك بعض السياسيين الذين لا يتقنون القراءة والكتابة، واذا كان في قولي  هذا شيىء من المبالغة، فعلى الاقل يمكنني التأكيد أن الشهادات العليا ليست بحوزة هؤلاء الذين أتحدث عنهم، بل عند الاكثرية الساحقة. فيأتي  النائب أو الوزير، أو الاثنان معا، فقيرا وغير متعلم، يريد الاستفادة قدر المستطاع من منصبه ومن الصفقات اليومية  أو الاسبوعية أو الشهرية التي يعقدها أو تعقدها عشيرته وله منها العمولة والحصة بالتأكيد.
 
أيها المواطن، كيف لك أن تستبشر بهكذا طبقة حاكمة؟ طبقة تريد افقارك أنت وغناها هي، على حساب بلد يستنزف الدم والمال والنخبة من الشباب الذي يهاجربالآلاف شهريا أو أسبوعيا أو يوميا؟
 
أيها المواطن،بربك يجب أن تعي خطورة وحقارة ما وصلنا اليه، عن طريق عدم اعطائك صوتك وثقتك وجزء من عنفوانك وكرامتك في الانتخابات النيابية المقبلة، لان الفقر على الابواب، والجوع على الابواب، والحرب على الابواب، بل لا تعطي صوتك الا لمن يستحق تمثيلك وتسيير أمورك وأمور بلدك نحو الافضل، لان المصير ليس بالسهل، فلا يبهرنك المرشح بماله الانتخابي الملوث بالشكوك المصيرية المستقبلية، فأنت تعرف كل المعرفة أن هذا المرشح سوف يأخذك الى الهاوية والمصير المتعب والهجرة من لبنان والتشرد.
 
لا أستثني أحد، الا من  يستثنيه التاريخ وشهادة الناس والمواطنين، ومن تستثنيه أعماله الطيبة وسمعته الحسنة وارادته الجدية والفعلية بحسن تسيير شؤون المواطنين والبلاد الى الافضل، علنا ننقذ بلدنا الحبيب والغالي  لبنان، من أزمته، بل من أزمة الآخرين على أرضه، لانك أيها المواطن، ان جلت العالم بأسره لن تجد حضنا يأويك ويشعرك بالامان والطمأنينة، مثل حضن أهلك ووطنك.
 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *