وأنتم لِمَن تكتبون؟؟؟؟؟؟

Views: 14

باسم عون

أن ترى بِأُمِّ العين ما انبلج من روحك، من شؤونٍ لكَ وشجون أبَتْ إلّا الخروج الى النور،أو ترنوَ الى بناتِ أفكارٍ لكَ وقد تَجسَّدَنَ على الورق مَلِكاتٍ آسِرات على صفحات ” صاحبة الجلالة”، فهذه لَعَمْري مُتعةٌ ما بعدها متعة…

  عزيزي القارئ، أَخالك تقول لي:”دَعْ عنك بعض غرورٍ وهاتِ ما عندك من الآخِر”.

-ولكن دعني أقول، أيُّ غرورٍ هذا الذي ترميني به يا صديقي، إلّا إذا جعلتَ ما تختبره الأم غَبَّ احتضانها -ولأول مرة- لمولودها البكر، غروراً! أم تراك يا سيِّدي قد نسيت سِجن حَمْلِها لتسعة أشهرٍ، ناهيك عن ألم المخاض و…

   حسناً، حسناً لا تغضب يا سيِّدي القارئ…الحقُّ معك…أفهم…لا يعنيك من شأن المخاض وممن يتمخّضون شيئاً…وكما طلبت، سآتيك من الآآآآآخِر…

لقد تكرمت إحدى الصحف مشكورة –وكحَسنةٍ لِوَجه الله الكريم- أن تنشر لي بعضاً مما أُسَوِّدُ به الصفحات، وكان هذا مما يثلج صد…ر…ي

ولكن يا سيِّدي القارئ لا تكن نزِقاً…نعم…حسناً…بدون مقدمات….سأختصر.

     بينما كنت في طريقي الى بعض أعمالي ، و بمعيِّةِ أحد ابنائي وهو طالب جامعيّ، إذا بالموبايل الذكي يلعلع، فتخالك في طوارئ إحدى المستشفيات. كان المتصل صديقة تَزُفُّ إليَّ بُشْرى نَشْر قطعة أدبية لي على الصفحة الثقافية في الصحيفة التي حَرَمَنا القارئ من ذِكرها وشُكرها…

   وعليه فما كان منّي- وأنا من عشّاق الصحافة المكتوبة- إلّا الطلب من رفيق  الدرب أن يترجَّل عند واجهة إحدى المكتبات، فيبتاع الصحيفة، وهكذا كان وعاد بالصحيفة الغرّاء.

ولمّا كنت خلف المقْوَد، وقانون السير الجديد لمّا يجفّ حبره بعد، طلبت من مُرافقي العثور على “تحفة” أبيه، وعلى شفتيّ ابتسامة ماكرة.

ولا تسَل عمّا اعترى صاحبي من الهمّ من جَرّاء طلبي هذا. فراح يخبط خَبْطَ عَشْواء فيما بين الصفحات. إفتُتِحَ البَحث في أعمدة الصفحة الأولى لكأنَّ الوالد أمين عام الأمم المتحدة أو مستشار ترامب للأمن القومي. ثم راح يُعيث في الصفحات “شقْلبةً” ذكَّرتني بفوضى جدّي يوم بعثر محتويات صندوق عرس الجدَّة بحثاً عن حُجّةَ البيت.

     وبعد هُنَيْهة ساد الصمت والتركيز. فقلت في سرّي لقد وجدها. ولكنني بطرفة عين وجدته ينقِّب في الصفحة الرياضية، فخلت مقطوعتي الأدبية خطّة الهجوم يلقيها مدرِّب ريال مدريد…

فقلت يا ولد، تجدها في الصفحة الثقافية، فقال أين؟ فكدتُ أقول : هناك على جسر اللوزيِّة ولكنني عدلت فأشرت الى الصفحة الثالثة عشرة او الرابعة عشرة، فاستجاب، وتوفيراً لوقته الثمين، ولأنَّ الرسائل على الواتساب لا تنفك تَرِدُ من كل حدبٍ وصوب،إنتزع من الصحيفة صفحاتها الداخلية فأرقدها بسلام على المقعد الخلفي. وبعد عَناءٍ وقع على الصفحة المنشودة.ولكنه ما لبث أن أردف والخيبة على وجهه:

-“لم ينشروا لك اليوم…لا شيء هنا”…

-وهل تصفحتها بهذه السرعة؟

-لا  ولكنني لم أرَ صورتك في الصفحة.

-وهل ظننتني هيفاء وهبي أو مايا دياب لتقتفي أثر صورتي؟

-ولكن يا بابا “نحنا بعصر الصورة، وين بعدك”؟

-“بعدني هونيك”.  ألم تجد ضالتكَ بعد؟

-وأخيراً، ها هي…”قاتلي”؟…باسم عون…شِعْر؟

-الحمدالله.

وهنا ربَّت مرافقي على كتفي قائلاً:

KING يا  PAP-

ومن ثمَّ وضع الصفحة فوق سابقاتها على المقعد الخلفي. واستعاد جهازه الخلويّ بشوق كبير، حيث تراكمت بانتظاره عشرات الرسائل النصّية الهامة جداًّ…

أمّا كل معمعة البحث تلك ، فقد ذكرتني بعنوان مسرحية لشكسبير”جعجعة ولا طحين”.وكيف لا، وقد كان جَليّاً أنَّ الطالبَ الجامعيّ  لم يقرأ بيتاً واحداً من القصيدة واكتفى بِـ :

 KING يا  PAP…

اصدقائي الكتّاب، عذراً على السؤال المُلِحّ: وأنتم أيضاً  لِمَن تكتبون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

(tjc.org)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *