جهاد الزغير دكتورًا بعلامة قصوى عن أطروحته “ملاحم إسلاميّة بأقلامٍ مسيحيّة”… جورج شكور وبولس سلامة نموذجًا

Views: 1184

ناقش الطالب جهاد عدنان الزغير أطروحة  لنيل شهادة الدّكتوراه  في اللّغة العربيّة وآدابها في عنوان “ملاحم إسلاميّة بأقلامٍ مسيحيّة”، وذلك في المعهد العالي للدّكتوراه /الجامعة اللّبنانيّة ، في حضور عميد المعهد العالي للدّكتوراه الدّكتور محمّد محسن، ورئيس الحركة الثّقافيّة في لبنان بلال شرارة،  والشّاعر جورج شكّور.

 تكوّنت لجنة المناقشة من: العميد د. خليل أبو جهجه (مشرفًا)، والدّكتورة هند أديب (رئيسًا)، والدّكتور علي حجازي (عضوًا)، والدّكتور يوسف عيد (عضوًا)، والدّكتورة لارا خالد (عضوًا). وقد  نال تقدير جيد جدًّا العلامة القصوى (٨٩%).

في ما يلي كلمة  جهاد عدنان الزغير مقدمًا أطروحته:

باسم الله والوطن

ما من مجتمعٍ إلّا وعرف أبناؤه الملاحمَ فنًّا، سواءٌ أكانوا منتجين له، أم متذوّقينَ، فالإنسانُ في سعيه الدّائم إلى التّحضّرِ والرّقيّ، يرصدُ أحداثًا جسامًا كان لها تأثيرُها في مسيرته نحو الارتقاء. وفي رصده هذا، وانطلاقًا من ذاته المبدعة، يُكبّرُ ما كان صغيرًا، ويُعظّمُ ما كان وضيعًا؛ فيأتي نقلُه الأحداثَ مطابقًا للواقعِ الفكرةِ، ومخالفًا لتفاصيلها، حيثُ يظهرُ أبطالُها أنصافَ آلهةٍ، لهم أفعالٌ خارقةٌ تتجاوزُ المألوفَ، حتّى أنّ الآلهةَ تتدخّلُ مباشرةً لنصرتِهم حينَ يتطلّبُ الأمرُ ذلك.

وقد اختلف الباحثون حول تحديدِ تعريفٍ جامعٍ مانعٍ للملحمة، فالقواسم المشتركة الواسعة بين بعض الأنواع الأدبيّة والملاحم جعلتْ من الصّعب التّمييز بينها، “فالعناصر الواقعيّة، والأخرى الأسطوريّة تؤدّي إلى ظهور ألوانٍ مختلفة من القَصَصِ الخياليّ، كالحكاية الشّعبيّة، أو الأسطورة، أو الخرافة، أو السّيرة الشّعبيّة، أو الملحمة، فإنهم يخلطونَ، أحيانًا، فيما بينها، فيطلقونَ عليها جميعًا اسْمَ الملاحم”().

والمفارقة الّتي يجب التّوقّفُ عندها خلوُّ أدب العرب قديمًا من الملاحم، لكنّه ولم يخلُ من النّفس الملحميّ الّّي نراهُ واضحًا جليًّا عند عنترة، وأبي الطّيّبِ المتنبّي، وأبي تمام، وغيرِهم؛  فسليمان البستاني في مقدّمته يذكر كيف بارك له جمال الدّين الأفغاني التفاتته الفريدة إلى الملحمة، متأسّفًا لما فات العرب من اهتمامهم بالملاحم، وانصرافهم عنها لصالح الشّعر الغنائيّ. ولهذا رأيتُني مشدودًا شدًا إلى اتّخاذ الملاحم عند شاعرينِ لبنانيينِ: بولس سلامة، وجورج شكّور، موضوعًا لدراستي المتواضعة هذه. وقد اخترت هذا الموضوع بالذّات كونَ الملاحم العربيّة نصوصًا بِكرًا، فهيَ لمْ تُعالج، بحسب علمي، على الأقلّ من النّاحيتين الأسلوبيّة والتّاريخيّة، وإن عولجت من النّاحية المضمونيّة فقط.

لماذا بولس سلامة وجورج شكّور، تحديدًا؟ لأنّهما من الشّعراء المعاصرين؛ فإذا كانت إلياذة (هوميروس) قد حَظِيَتْ بعشرات الدّراسات، فإنّ أحدًا لم يدرس ملحمة “الغدير” لبولس سلامة دراسة منهجيّة معمّقة، أمّا ملاحم “جورج شكّور” فلم يطرقها أيّ باحث في دراسة عربيّة أكاديميّة، نظرًا إلى قرب تاريخ نشرها من اليوم.

جهاد عدنان الزغير والشاعر جورج شكور

 

يثير هذا الموضوع إشكاليّة النّظر إلى ملاحم المسلمينَ لجهة الأحداث والشّخصيّات، ولا سيّما النّبيّ محمّد بن عبد الله(ص)، والإمام عليّ(ع)، والإمام الحسين(ع)، في ملاحم شاعرينِ لبنانيّينِ مسيحيّينِ. فهذه الدّراسة محاولةٌ للبحث فيما إذا كانت هذه الملاحم تأريخًا شعريًّا للأحداث، أم أنّ النّاحية الشّعريّة الانفعاليّة الفنّيّة قد غلبت عليها؟ ما يعني احتمال ابتعاد الشّعر من الجماليّة لصالح الحدث والموقف، واحتمال التّناغم بينهما؛ وكل ذلك من طريق استخدام أدوات المنهج السّيميائيّ، لنستطيع، بعد ذلك، الكشف عن المستوى السّطحيّ، والمستوى العميق لهذه النّصوص. وأيضًا لتسليط الضّوء على الدّوافع والمؤثّراتُ الّتي حَدَتْ بشاعرينِ مسيحيّينِ إلى نظم ملاحم إسلاميّة؟ وهل هناك أسبابٌ سياسيّةٌ، كتأكيدهما أنّ المسيحيّينَ جزءٌ مهمٌّ من تاريخ المجتمع العربيّ، جعلتهما يقدمانِ على ما أقدما عليه؟ أمْ أنّ تشابه مظلوميّة آل البيت(ع) ومظلوميّة السّيد المسيح(ع)، كما جاءت في الإنجيل، كان وراء تعاطفهما؟ وكيف وظّف كلاهما التّناصّ التّاريخيّ والدّينيّ في ملاحمه؟ وما القيم الإنسانيّة والاجتماعيّة والرّوحيّة المستقاة منها؟ لينتهي البحث عند دراسة الكيفيّات الّتي اعتمدها الشّاعرانِ للتّعبير عن هذه القيم، ونقصد بها بِنية الأنساقِ: نسقِ الفعلِ، ونسقِ التّركيبِ اللّغويّ، والبِنية الإيقاعيّةِ: الإيقاع الخارجيّ والإيقاع الدّاخليّ.

ولستُ هنا لأشرح أدواتِ المناهج المعتمدة في هذه الدّراسةِ أمام لجنةٍ أعضاؤها أسياد المناهج قديمها وحديثها، فكما تعلمون، يا سادة، فإنّ النّصّ يقرضُ على الباحث منهجه. ولئنْ آمنّا بضرورة ألّ ينفرد منهجٌ واحدٌ في دراسةِ أيِّ نصٍّ أدبيٍّ، فقد استعنّا بالمنهج السّيميائي، وكذلك النّفسيّ والتّاريخيّ.

وأبرز ما توصّلنا إليه في دراستنا هذه:

التّشابه التّامّ بين دوافع الشّاعرينِ الّتي جعلتهما ينظمانِ ملاحمَ إسلاميّةً، وهما المسيحيّانِ المؤمنانِ برسالة يسوع(ع)؛ وقد صرّحا بدوافعهما شعرًا، وهي:  دافع الشّعور بالزّهو سعيًا إلى إرضاء الذّات_ دافع الإنجاز، وتحقيق الذّات_ دافع الحصول على المكافأة.

هذا التّشابه رصدناه أيضًا في المؤثّرات الخارجيّة الّتي راحت تتفاعل في دواخل الشّاعرينِ. فكلاهما تأثّرا بجوّ الحزن المسيطر على المجتمع الإسلاميّ بشكلٍ عامٍّ، وعلى آل بيت النّبوّة(ع) بشكلٍ خاصٍّ، لا سيّما لجهة ما عانوه من ظلمٍ، واضطهادٍ، وَفَقدِ أحبّةٍ… كما تأثّرا بالشّهادة بما هي المظهر الأجلّ للبطولة الّتي بها يستقيم ما اعوجّ. وَقدِ تفرّد سلامة في تأثّره بالزّهد، وهذا لا يعني أنّ شكّورًا كان بعيدًا من هذا التّأثّر، فقوله إنّ عليًّا(ع) حاول، قَدْرَ الإمكان، الابتعاد من تولّي السّلطة جسّدَ أسْمَى مظاهر الزّهد، لكنّه لم يأتِ على ذكر الكلمة “الزّهد” بشكلٍ صريح.

جهاد عدنان الزغير بعد نيله الدكتوراه مع لجنة المناقشة والضيوف

 

وإذا قصدنا ناحية الأسباب عندهما، وجدناها أسبابًا دينيّةً، وأخرى سياسيّةً. وقدْ بَدَتِ الأسبابُ الدّينيّةُ من خلال سعيهما إلى تأكيد التّشابه الحاصل بين مظلوميّة السّيّد المسيح(ع)، كما جاءت في الإنجيل، ومظلوميّة آل البيت(ع)، لا سيّما الرّسول(ص)، وعليّ(ع)، والحسين(ع). وأيضًا من خلل إيلائهما الفداء اهتمامًا خاصًّا، كونهما مسيحيّينِ مؤمنينِ بفداء المسيح(ع) لكلّ أهل الأرض من طريق صلبه الّذي كان قادرًا على دفعه عنه، فالفداء في المسيحيّة يشكّل نقطة الانطلاق للوصول إلى الخلاص.

أمّا الأسباب السّياسيّة فقد بدت من طريق سعيِ الشّاعرينِ إلى التّأكيد أنّ المسيحيّينَ جزءٌ من تاريخ المجتمع العربيّ قبل حدوث الإسلام، وبعده؛ وربطهما الماضي بالحاضر والمستقبل ما هو إلّا الصّورة الأوضح لتأكيدهما تلك الأسباب.

ومن النّتائج أيضًا الّتي توصلنا إليها، في دراستنا ملاحم سلامة وشكّور:

 إتّكاء الشّاعرينِ على التّناصّ التّاريخيّ والدّينيّ في ملاحمهما، فالتّناصّ عندهما لم يأتِ عفو الخاطر، بل جاء نتيجةَ دراسةٍ واعيةٍ للنّصوصِ التّاريخيّةِ الّتي عُدّتِ المَعينَ الأوّلَ الّذي نَهِلَ منهُ الشّاعرانِ، فكلاهما استحضر شخصيّاتٍ تاريخيّةً (كسرى_ فرعون_ الزّباء_ موسى(ع)_ وعيسى(ع))، لِيَسْهُلَ بعدها الكلامُ على القيم الّتي تحلّتْ بها شخصيّات الملاحم الرّئيسة.

إفادة الشّاعرينِ من بعض الأمثال والأقوال الشّعبيّة، فجاء بعضها بحرفيّته، في حين أن بعضَها الآخر جاء من طريق إذابة حمولاته الفكريّة في النّصّ الشّعريّ.

تطويع الشّاعرينِ الأوزانَ التّقليديّةَ، وقد ظهر ذلك حين ضمّنا نصوصهما آياتٍ قرآنيّةً، سواءٌ أجاءت تلك الآياتُ بألفاظِها، أم من طريقِ التّركيزِ في دلالاتها، وقد دعما بها القيم الإنسانيّة الإيجابيّة الّتي هي روح الدّين الجديد، ليشيرا من خلالها إلى الصّراع الدّائم بين قوى الخير وقوى الشّرّ، ويؤكّدا ثنائيّةَ الرّحمةِ والقسوةِ عند بعض الشّخصيّات الإسلاميّة، لا سيّما عليّ بن أبي طالب(ع)، ويبرزانِ قيمة تقدير حيوات الآخرينَ، حلفاءً وخصومًا، وقد أطلّا بها على قضايا إنسانيّة حاضرة في كلّ زمانٍ ومكانٍ.

إغناء  ملاحم الشّاعرينِ بالقيم الإنسانيّة الإيجابيّة منها والسّلبيّة، وقد ركزنا فيها من طريق إبراز تماثلاتها الدّلاليّة وتقابلاتها، سعيًا إلى الكشف عن موجباتِ الصّراع بين قوى الظّلام المتمثّلة بزعماء قريش وأتباعهم، وقوى الخير المتمثّلة بمحمّد(ص)،

تسليط شكّور الضّوءَ على بعض القيم الّتي أرساها الدّين الجديد، فالصّبر الّذي قال به الرّسول(ص)، وَجَعْلِهِ سراجَهُ ودليلَهُ، هو قيمةٌ إنسانيّةٌ إيجابيّةٌ، وقد ماثل شكّور بين الصّبر واللّطافة

أمّا على مستوى بِنية الأنساق، والإيقاع الخارجيّ والدّاخليّ في الملاحم موضوع الدّراسة، فقد توصّلنا إلى النّتائج الآتية:

استغلال الشّاعرينِ نسق الفعل في ملاحمهما عزّز حضور بعض القِيَمِ الإنسانيّة الإيجابيّة، كما أنهما استغلا نسقَ الفعل، ونسق التّركيب اللّغويّ الّذي جاء على شكل تكرار أسلوب النّداء، والتّمني، والاستفام.

نَظْمُ سلامة ملحمتَهُ على وزنِ بحرٍ واحدٍ هو البحر الخفيف، في حين أنّ شكّورًا نوّع في أوزانه، فنظم قصائده على سبعة أبحر، هي: الكامل، الرمل، الخفيف، الطّويل، البسيط، الوافر، الرّجز.

اعتماد سلامة قافيةً واحدةً هي قافية المتواتر0/0؛ أمّا شكّور فقد نوّع في قوافيه: المترادف00، المتواتر0/0، المتدارك0//0، المتراكب0///0؛ ولم يستخدم ألبتة قافية المتكاوس0////0.

إغناء الشّاعرينِ مطالع نصوصهما موسيقيا من طريق التّصريع، وإثراؤهما بعض نصوصهما بالتّصريع في قلبها، وخلو بعض نصوصهما من التّصريع في المطالع.

إتّكاء الشاعرينِ على تكرار الحرف لإغناء نصوصهما إيقاعيًّا، وإدراكهما ما للحروف من دلالاتٍ وخصوصيّاتٍ، واستثمارهما الجيّد لهذا النّوع من التّكرار بما يتناسب وقضايا قصائدهم. فتكرارهما للحروف، في البيت الواحد، جاء مركّبًا غيرَ أحاديٍّ، وقد رصدنا، في بعض الأبيات، تكرارًا لمجموعة حروفٍ، قد تصل إلى خمسة.

استثمار الشّاعِرَيْنِ تِقنيّة التّوازي، بأشكالها المختلفة، لإغناء نصوصهما إيقاعيًّا ودلاليًّا: توازي العبارات، وتوازي الشّطرَيْنِ في بيتٍ شعريٍّ مُعيّنٍ، وتوازي مجموعة أشْطرٍ في مقطوعةٍ شعريّةٍ مُحدّدةٍ.

وأخيرًا، لا يمكن لأمّةٍ أن تنهضَ ما لم تنفضِ الغبارَ عن تراثها وتاريخها، حتّى لا تكون نهضتها انتفاخًا غير مسوّغٍ، وقفزةً من فراغٍ إلى آخر، ومادّةً غريبةً لا تستطيع التّعامل معها بعد أن يذهب بريقها، فتصير نهضتها لعنةً لا نعمةً؛ وملاحم الشّاعرينِ: سلامة وشكّور، محاولةُ استحضار القيم الإنسانيّة، والمواقف البطوليّة، والقول بتشابه ما جاء به الأنبياء…كلّ هذا من أجل صُنْعِ فُلكِ نجاةٍ لأُمّةٍ تغرق؛ ونحن في دراسة ملاحمهما، في هذا الزّمن الرّديء، إنّما نعكس اهتمام شاعرينِ مسيحيّينِ بتراث المسلمينَ، لما في اهتمامهما من سموّ فكرٍ في بيئةٍ اجتماعيّةٍ لم ترتحْ يومًا مِنْ عُضال الطّائفيّة؛ وحبّذا لو يأتي من يُعمِل أدواتِه النّقديّةَ في هذه الملاحم، وفي غيرها، من النّاحية الأسلوبيّة والجماليّة، حتّى نقلّصَ بالفنّ مساحة الخلاف من غير أن نأتي على الاختلاف الّذي فيه الخلاص.

وفي عملي المتواضع هذا، لا أدّعي بلوغ الكمال، ولكّني سعيتُ، ولله الحمد، إلى أن أفتحَ نافذةً صغيرةً للإطلالة منها على الملاحم؛ وكانت غايتي تأكيدَ أنّ العمالقةَ لا يمنعهم انتماؤهم العقديّ من طرق مواضيع تخصُّ من خالفهم فكريًّا وعقديًّا، إيمانًا منهم بأنّ نتاج الإنسان، في أيِّ زمانٍ ومكانٍ، هو نتاجُ الإنسانيّةِ جمعاء، وهذا ما نحتاج إليه، في هذا الزّمن الرّديء الّذي يقتلُ فيه الإنسان أخاه الإنسان دفاعًا عن الله الّي ظنّوه ضعيفًا، وهو القويُّ القادر الخالق المبدع الجبّار الرّؤوف الرّحيم.

ويبقى السّؤال الّذي يؤرّقني: هل من يبحث عن ملاحم لمسلمينَ أبطالُها مسيحيّونَ في مرحلةٍ تاريخيّةٍ معيّنة؟

نهايةً، أشكر لمعلّمي الفاضل العميد الأستاذ الدّكتور خليل أبو جهجه إشرافه على عملي المتواضع هذا، ومتابعته الكريمة، وتحمّلَه جهد قراءته، وتوجيهاته الّتي أنارَتْ لي طريق البحث المضني، فأعطى، جزاه الله خيرًا، من وقته وصحّته، فكانَ خيرَ عَوْنٍ وسند.

كما أشكر لأعضاء اللّجنة المناقشة: الأستاذ الدّكتور يوسف عيد (قارئًا)، والأستاذة الدّكتورة هند أديب (قارئًا)، والأستاذ الدّكتور علي حجازي (مناقشًا)، والأستاذة الدّكتورة لارا خالد (مناقشًا) جهدهم المبذول في قراءة هذه الأطروحة، وتقديمهم ملاحظاتٍ قيّمةً جعلت هذا العملَ أكثرَ دقّةً، وموضوعيّةً، وعلميّةً.

وَعطفًا على ما تقدّمَ، دعوني أهدي ثمرةَ عملي هذا إلى الغائب الحاضر فيّ أبدًا والدي، رحمه الله، فأقولُ لهُ:

مَا كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّ النَّبْضَ تَأْجِيلُ

جُثْمَانُكَ الحُرُّ حِينَ النَّعْشُ يَحْمِلُهُ

مُدَّ اليَدَيْنِ، يَدَاكَ اليَوْمَ مِطْرَقَةٌ،

وَالعُمْرَ حَبْلٌ  بِجَوْفِ الأَرْضِ مَوْصُولُ

كَأَنَّ كَوْنًا مِنَ الأحْرَارِ مَحْمُولُ

عَيْنَايَ صَخْرٌ، وَهَذا المَوْتُ إزْمِيلُ

 

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *