الشاعر طوني رزق: لا يحقق الشاعر ذاته إلا إذا طور شعره

Views: 805

(جريدة المستقبل الأسترالية)

يستعد الشاعر المميز طوني رزق لإطلاق مجموعته الشعرية الاولى “نبيد ختيار” مساء 10 تموز الجاري، في صالة جمعية كفرحلدا الخيرية – لاكمبا. وتضم المجموعة قصائد في الحب والغزل والوطنيات، إلى قصائد ذاتية، في لغة شعرية جاذبة، تدل على ذوق رفيع في اختيار اللفظة والصياغة المتقنة.

وبعد طول انتظار، وبمساعدة من مشروع الأديب د. جميل الدويهي للأدب الراقي “أفكار اغترابية”، وضع الشاعر رزق لمساته الأخيرة على الكتاب، ودفعه إلى الطباعة، ليضيف إرثاً شعرياً طيباً إلى مكتبة الأدب المهجري الأنيق والرفيع.

ويكتب رزق الشعر منذ أوساط الثمانينات، أي منذ كان في لبنان، وكان في التسعينات يقدم حفلات قريته “قنات” الشمالية. ويقول إنه كان في العشرينات من عمره عندما ألقى أول قصيدة في حفلة لجمعية قنات الخيرية، وكرّت السبحة. وتلك القصيدة سمعها الشاعر الراحل رامز عبيد الذي كان حاضراً، وأعجب بها، ونصح الشاعر رزق بأن يتابع طريقه باللون نفسه.

ويقول رزق إن قصائد المناسبات كثيرة لديه، وهو لم يضمنها مجموعته الأولى، وقد يخصص لها كتاباً فيما بعد. وفي “نبيد ختيار” هو يركز على شعر الحب والغزل والوطنيات وقصائد وجدانية.

ويتحدث الشاعر رزق عن شعر الحب والغزل فيقول إن قصائده في هذا الموضوع هي من وحي الخيال: “هذا هو الشاعر، وهذا هو الإلهام الشاعري الذي يجعلك تخلق وتبدع، كما أن الحياة السعيدة التي يعيشها الشاعر في بيئته وفي بيته تعطيه زخماً للكتابة”.

وعن تطوير الحالة الشعرية يؤكد رزق أن التطوير مهم جداً، وهو لم يعتمد فقط على شعر الزجل المعروف، بل توجه إلى قصيدة التفعيلة العامية، وذهّبها بالرموز والصور المدهشة. ويقول: “ما رأيت شاعراً تمكن من تحقيق ذاته إلا بتطوير شعره. ولقد رأيت وسمعت خلال رحلتي شعراء على المنابر، ولا يزالون كما كانوا من قبل. القلائل فقط طوروا وهم لا يتجاوزون أصابع اليدين. وقد تعلمت درساً من هؤلاء جميعاً، وقلت لنفسي: أنا أستطيع أن أكتب وأن أحقق الأفضل كل يوم، فلماذا لا أجرب؟ وفي رأيي هناك شعراء هم مدارس بحد ذاتهم، نقرأ لهم ونتثقف من طريقتهم”.

ويتذكر الشاعر طوني رزق عمه أبو جورج (جوزيف رزق)، رحمه الله، بكثير من الحنين والوجد، فقد توفى والد طوني عندما كان صغيراً، وعندما جاء إلى أستراليا كان أبو جورج بمثابة والده الثاني، وكان أيضاً صديقاً وأخاً، قد شجعه على نظم الشعر، وأبو جورج كان يحب الشعر ويتذوقه ويكتبه… أما الديوان الأول للشاعر طوني رزق فقد كان في ذهنه منذ عام 2009، ولكن الظروف لم تسمح بإصداره إلا اليوم.

وعن هذا الحدث يشير رزق إلى دور مشروع “أفكار اغترابية” للأدب المهجري الراقي، فقد كان طوني، كما يقول، يشبه رجلاً يسير في نفق، ولمدة طويلة، ويحاول الخروج منه ليرى بصيص أمل، وكان “أفكار اغترابية” هو الأمل الذي أخرجه من ظلام الرحلة، ويقول: “هذا المشروع أثبت أنه ليس لشخص، بل لكل مبدع لا يجد من يساعده أو لا يعرف الطريقة التي توصله إلى النشر”.

وفي نهاية حديثنا، يلفت الشاعر رزق إلى أمسيته المقررة مساء 10 تموز الجاري في صالة كفرحلدا، فيعرب عن أمله في أن تكون أمسية ناجحة، ويقول: “طبعاً سيكون هناك شعراء موجودون في الحفل، وستلقى قصائد… والدعوات موجهة إلى محبي الأدب والشعر وأبناء الجالية عامة. ونتمنى أن يكون هناك حضور كبير لكي نظهر تشجيعنا للأدب والكلمة النابضة بالحياة في هذه البلاد”. 

وسيلقي الشاعر رزق مجموعة من قصائده في المناسبة، كما سيوقع الديوان لمن يرغب، معتبراً أن المناسبة هي احتفال بولادة باكورته الشعرية “نبيد ختيار”.

وشكر رزق في الختام جمعية كفرحلدا الخيرية التي قدمت الصالة لإقامة الحفل، ومشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابية” وجريدة المستقبل التي صفها بـ “راعية الثقافة والفكر”، وكل الشعراء والأدباء المشاركين، والأصدقاء والمحبين الذين اتصلوا مهنئين، وأبدوا رغبتهم بالحضور.

***

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *