سعيد عقل… أثقلتنا بحب هذا العالم العربي الكبير!
د. سلوى الخليل الأمين
حين قمت بدعوة الأصدقاء والصديقات لحضور حفل منحي جائزة سعيد عقل ، هاتفني البعض قائلا :عليك أن ترفضي الجائزة لأن سعيد عقل ضد الفلسطينيين والعرب ، أجبتهم بالرفض ، جابهوني بالقول: كيف تحملين لواء العروبة والمقاومة وتنحازين لسعيد عقل، أجبتهم تفضلوا واحضروا الاحتفال وستسمعون كلمتي وساعتئذ تحكمون، بعدها وجهت الدعوة لكل السفراء العرب الذين كنت على تواصل معهم بصفتي رئيسة ديوان أهل القلم ، وتوج الحفل بحضور7سفراء منهم وعلى رأسهم سفير الجامعة العربية في بيروت والأهم حضور الرئيس الحص شخصيا وغيرهم من القيادات السياسية والأمنية … من كلمتي التي نشرت في اليوم التالي في جريدة النهار:
… يوم عبرت كلماته إلى عقلي واستراحت، تعلمت منه كيف أحب بلادي وأكبر بها.
فيا أيها الشاعر .. الشاعر
أنت من علمنا معنى الوفاء لهذه الأرض وذاك الوطن العربي الكبير.
أنت من علمنا كيف نغني لشوارع القدس العتيقة
أنت من علمنا كيف نصافح مكة وأهلها الصيدا
أنت من علمنا كيف نصدر الحضارات وكلام المجد في الكتب المرمية على أطراف بادية الشام وبلاد الرافدين وأرض الكنانة
أنت من علم كبارنا أن يفخروا بأمجاد بلادهم، فظلوا ينشدون:
للنسور ولنا الملعب
والجناحان الخضيبان بنور
العلى .. والعرب.
أنت من علمنا حب لبنان ، وكيف نزهو أننا من لبنان، وننتمي إلى صور وقانا وصيدا وبيروت وجبيل وطرابلس وبعلبك .. أعظم مدن عرفها هذا الكون.
معك أيها الشاعر العظيم، أطللت على تاريخ أمة رنحني هواها وسكن في رموش عيني وكان الضوء الذي أردته مشعشعا في البال
ومعك صدحت فيروز: سائليني يا شآم، غنيت مكة، شام يا ذا السيف لم يغب، مر بي يا واعدا وعدا،
فارتفعت أصوات الأجراس تعانق المآذن ، تداعب صلابة الصخر، تلامس قمم الجبال الشامخة، تنسج لأرز لبنان حكاية الخلود
أيها المعلم الكبير
سرك أنك أثقلتنا بحب هذا الوطن العربي الكبير فمنحتنا شرف التجلبب بقدسية عشقه المستمر …. الخ
وما إن انتهيت ، وكانت إحداهن قد حذرتني قبل الحفل من التحدث بالعروبة لأن سعيد عقل لا يتورع عن إنزالي عن المنبر ، وطبعا أجبتها هذا أمر يخصني ولينزلني ساعتئذ هو المدان.. وهنا علي القول:كم يظلم بعض الناس المتحجرة عقولهم الكبار في بلادنا وأشهد لكم أنني ما إن انتهيت من إلقاء كلمتي حتى صرخ سعيد عقل أمام الجميع قائلا: ملكة يا سلوى .. ملكة .. هذا هو الراحل الكبير الشاعر سعيد عقل له الرحمة
