“همس الأماكن”  لوليد عبد الصمد…ضجيج البوح في همسات الحبّ

Views: 714

ميشلين مبارك

يلامس وليد عبد الصمد في تجربته الشعرية الاولى “همس الاماكن” همس قلوبنا بنثر عابق بالشعر، ليبوح بالحبّ بعد ان ضجّ الشوق في أماكن كثيرة: في هفواته، وشبابه، في اسراره وهواجسه حتى في فنجان قهوته. فيسكر هذا الشوق من دمع المقل ويفيض حنينا على الورق.

في “همس الاماكن” يكتشف القارئ التناقض الجميل بين البوح والخجل، بين الدنوّ والبعد، بين الوصال والاقصاء وكأنّ الكاتب يتصارع بين ارادتي العقل والقلب، ويظهر ذلك بوضوح في العديد من التأملات الشعرية كأن يقول على سبيل المثال في قصيدة “نجوم”:

“أحتضنك همساً

لاسبح فوق نجوم تتراءى

على مقلتيكِ”.

فيسكب شاعرنا دمع اشواقه في تأملات ، لتتحول الى رحلة انتظار، وتطول الرحلة احيانا ليتشتت حبه في تيه، في قلق، في حيرة احيانا يرفضها فيتمنى الشاعر ان يعيش حبا ورديا، نبيلا، مصبوغ بالعزّة. وهنا اقتبس من قصيدة “كبرياء”:

كبرياؤه الشرقي

يكبح صمته

رغم احتراق

روحه ووجدانه

شغفًا وشوقًا

بانتظار لحظة حالمة

وابتسامة ساحرة…”

وفي مكان آخر يقول:

“يا أمرأة اختصرت دنيايَ

ماذا فعلتِ بي؟

قربك نارٌ وبعدك جحيم…”.

وطورا يرفض هذا الكبرياء فيناجي الحبيبة كمناجاته للخمرة يريد ان ينتشي بحبها:

“سأعبر سبيل العشق في خواطري

وانتهج الجسد خمراً يروي الروح

شغفا وانتشاءً…”

وبرأيي هذا الصراع المذكور آنفا يتمظهر في بحثه عن حبّ امرأته في جسدها وروحها، يريدها امرأة كاملة الاوصاف، هيفاء، تأسره رقتها، ذات كبرياء، فيها روح نورانية، ولعمري من الصعب الحصول على امرأة كاملة الاوصاف ايها الشاعر.

“همس الاماكن” يصدح بالحبّ المعلن والجريء، في طياته تقترب شمس الشوق من القارىء، توقظه من سبات بليد، في جداول من غزليات ووجدانيات نسافر على متن همساتها لنعانق الجمال قبل اندثار الوقت.

مباركٌ مولودك الجديد صديقي الشاعر والى مزيد من العطاءات.

                                                                               

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *