ها قد عدنا من رقاد

Views: 24

محمد إقبال حرب

عمت صباحاً يا صاحبي ها قد عدنا من رقاد، ها قد عدنا من نوم طويل وقد زرعنا في بيادر الليل أحلاماً. لم يكن لدينا شك بأننا سنعود لنقطف الثمار من شجرة الأيام. عدنا متقاتلين متكالبين فاستنجد بعضنا بالرمضاء واستغاث البعض الآخر بالعدالة. لكنها لم تستجب رغم إصرار كثير من أبناء الوطن على وجودها. لكن العدالة سجينة برزخ التيه حتى يأتي حامل المفاتيح فيطلق سراحها كما قال بعض المدعين. (https://veroinn.com/) وقال غيرهم بأنها قد قتلت منذ عهد الأولين.

ماذا حصل للعدالة؟ ما حلّ بها؟ قيل بأنها ذهبت في سبات عميق، أعمق من سبات الدببة والأفاعي. خرجت من دورة الحياة لقرون خلت مع وعد بعودتها عندما تسمح الظروف.

انتظرنا قيامتها مع كل يقظة من غفوة موت قصيرة ولم تجد لها طريقاً إلى ديار البشر لتلبي النداء. لكنها ما لبّت نداء. نناجيها من جوف الليل ونهتف “أصابنا الظلم في مقتل” فلا ترد ولا تحفل نموت، نُذلّ ونُقتل … ولم تسل سالت دماؤنا أنهارا فلم تصحُ يوماً بللها طوفان نجيعنا لم تحفل لمصابنا وقد أغرقنا الخوف في نتانة البلل نصرخ فلا تسمع يُحاط بنا فلا ترى ولا تقشع…. تُقتل في عرض البحر آمالنا، في بيوتنا، ويسلب منا الوطن في جحيم الاستبداد وصلافة الاستعباد دون أن تعود مبشرة بمولود اسمه أمل.

هل أصيبت بصمم؟ فلم تسمع نواح الثكالى ووداع الهاربين من وطن طارد. ألم ترَ رقاباً تُنحر، ونساء تغتصب وأطفال تهتك وتنهب؟ ألم ترَ المستبدين بلا مناقب، بلا أخلاق … بلا دين ألم تسمع أصوات المآذن المساجد وقرع أجراس الكنائس من كفرة يرفعون شعار الدين؟ هل من ناهرٍ لها فتصحو؟ هل من ناع لها فنبك؟ هل ماتت العدالة؟ أم هل نحن ساكتين خامدين مستكينين في معبد الجلاد نقدّس سوطه؟ ومن عبَد جلاده استحق الموت ذليلاً. عد حيث كنت خامداً يا صديقي فلا عدالة ولا أمل في بلد طغاته آلهة. لا، لا تعد إلى زريبة الفناء، هيا بنا إلى معبد الزعيم لنقدم له قرابين الطاعة عله يكرمنا بأساور مذلّته عدالة طاغ يعشق هتك الأعراض. 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *