“هجرة اللبنانيين: 1850-2018 مسارات عولمة مبكرة” لبطرس لبكي… مقاربة سوسيولوجية – واقعية لقضايا الاغتراب

Views: 1254

السفير سمير شمّا

الاغتراب. كأنه قدر الذين ولدوا على هذا الشاطىء الشرقي للبحر المتوسط. منذ فجر التاريخ استجاب بنو قومنا لنداء المجاذيف فانتشروا في مشارق الأرض ومغاربها. وكتب ميشال شيحا: “نحن أمة المفطورين على السفر، موجودون في كل مكان. نحن أشبه بتلك الطيور المهاجرة التي ترحل في كل فصل من قارة الى أخرى، لا بُدّ لنا من خوض العباب”.

هذه الظاهرة. أهي نعمة أم نقمة؟ الذين غادروا هذا الوطن، ما هي احتمالات وظروف عودتهم؟  هل تبقى مشاعرهم وهويتهم وتطلعاتهم لبنانية كمثل من بقوا، أم ان حقائق الحياة وأحكامها قضت وتقضي باندماجهم في عالمهم الجديد وانتمائهم إليه؟ أوضاع من غادر الى الأميركيتين واستراليا وأوروبا، ألا تختلف عن أوضاع من غادر الى القارة الافريقية؟ ومن هم في دول الخليج هل هُم حقاً مغتربون أخذاً بالمفهوم التقليدي للاغتراب؟ ماذا في شأن المتحدرين منهم وعلاقاتهم بالوطن القديم؟ مشاركتهم في الحياة السياسية والانتخابية أهي مقاربة واقعية أم ان موانع عديدة تبقيها في عالم المرتجى والاحلام البعيدة التحقيق؟ عطاءاتهم التاريخية للوطن- الأم: دعماً سياسياً لقضاياه ولما يواجهه من أخطار ومساهمة اقتصادية في بنائه وإعادة تعافيه. ما هي الشروط الواجبة الوجود لفعالية هذا «اللوبي اللبناني». لبنان! ذات يومٍ كنا نخشى هجرة ابنائه منه. اليوم يزداد قلقنا من اللجوء والهجرة إليه.

من منظار تاريخي – سوسيولوجي وأكاديمي عالج الدكتور بطرس لبكي ظاهرة هجرة اللبنانيين: جذورها الضاربة في جغرافيتنا وعمق تاريخنا وصولاً الى الأزمنة الحديثة، جاهداً لاستشفاف المستقبل وما تخبىء لنا الأيام. تابع، شخصياً، هذا الموضوع ما يقارب النصف قرن. متخصص هو في الاقتصاد، شغوف بلغة الأرقام تضيء على الحقائق كما هي. غايته، كما جاء في مؤلفه القيّم «تبديد العديد من الأوهام التي تتحكم بسلوك قادة الرأي والسياسة  في شأن قضية الهجرة».

جاء في كتاب الدكتور لبكي: «السؤال الذي يطرح نفسه هو جنسية وهويَّة هؤلاء المهاجرين وأحفادهم. هل ما زالوا يشعرون بأنهم مرتبطون بلبنان؟» يشكل هذا التساؤل البالغ الأهمية المعبَر الالزامي للوقوف على حقيقة هؤلاء المغتربين : من هم؟ ما هي هويتهم؟ وماذا عن انتماءاتهم؟

الذين ولدوا في لبنان وغادروه الى بلاد الله الواسعة تتنازعهم مشاعر متناقضة. ما أبلغ تعبير انطوني شديد – مراسل جريدة النيويورك تايمز- في كتابه «منزل من حجر». وصف مشاعر هذا الإنسان- المهاجر: «إنه رجل معلق بين مكانين: عالمه الجديد الذي يشعر فيه أنه غريب، ومكان آخر- عالمه القديم- الذي لم يعد ينتمي اليه». المهاجرون الجدد: يعاهدون أنفسهم وأحباءهم على العودة، يعيشون حنيناً الى الوطن-الأم، تلزمهم هذه «النوستالجيا» كما دعاها شفيق معلوف شاعر «عبقر» و«نداء المجاذيف»، فأنشد:

لبنان فاقد للغيَّاب/ ومن كتر شوقو تلجو داب

تلجي تسدّ عليّ الباب/ ولا الغربة خارج بلادي

عاش حنيناً الى بلاد الأرز، عاود زيارتها، ليعود  في النهاية الى البرازيل، يستقبله من أعالي «جبل السكر» في ريو دي جانيرو- تمثال يسوع المخلص، باسطاً ذراعيه مردداً: «تعالوا إليّ أيها المتعبون وأنا أريحكم»… حقائق الحياة وظروفها العائلية والمجتمعية أقوى من المنى وأحلام العودة.

المتحدرون منهم: هؤلاء الذين ولدوا على غير أرض لبنان عاشوا تحت سماء أوطانهم الجديدة، تنشقوا هواءها، شربوا من مائها وخمرها، تكلموا لغتها ونشأوا على ثقافتها وتقاليدها، حتى صاروا منها وفيها مواطنين حقيقيين. تسأل أبناء المغتربين في البرازيل، المكسيك والولايات المتحدة. أأنتَ لبناني؟ فيجيب: «والدي كان لبنانياً. أمَّا أنا فبرازيلي، مكسيكي أو أميركي، غير أني فخور بجذوري اللبنانية. هي هذه هويتهم الجديدة بمعنى الانتماء والجنسية والموروثات الثقافية والمجتمعية.

د. بطرس لبكي

 

هذه العودة المرتجاة أتلزم جميع من هاجروا أم ان ثمة تمايزاً واستثناءات؟ في «هجرة اللبنانيين 1850 – 2018 مسارات عولمة مبكرة» ونتيجة أبحاثه التاريخية، يؤكد بطرس لبكي أن «الهجرة الى أوروبا، استراليا وأميركا يطغى عليها الطابع النهائي. في استراليا نية العودة شبه معدومة. أما الهجرة الى الدول العربية وافريقيا فيطغى عليها الطابع المؤقت».

إضاءة المؤلف على هذا التمايز تبدد غموضاً وضبابية وتستبعد النظرة الأحادية الخاطئة الى قضية المغتربين. مقارنة قضاياهم في الأميركيتين وأستراليا وافريقيا ودول الخليج بمنطق واحد ورؤية مشتركة تتغافل عن تعددية واختلاف تجاربهم، تؤدي الى تعثر في الوصول الى ما يبتغيه لبنان منهم وضياع ما يرجوه.

في ضوء المفهوم التقليدي لا يُعتبر الذين غادروا الى الدول الخليجية مغتربين، فلا إلى الغرب هاجروا ولا شعروا بالغربة التي عانى منها من رحل الى الأميركيتين. أمغتربون هم؟

الأنظمة السياسية لهذه الدول المضيفة إضافة الى أحكامها القانونية لا ترتضي بهم رعاياها حملة جنسيتها، كما في الأميركيتين واستراليا وأوروبا.

أما الاغتراب الى القارة الافريقية فهو في المنزلة بين المنزلتين. مَن هم هناك عينهم على البلدان التي استضافتهم وعين على لبنان. وعلى نقيض من هاجر الى الأميركيتين وأستراليا، فقد عاد الكثيرون منهم الى لبنان ليعمروا القرى التي أبصروا فيها النور، فكانت إقامتهم الافريقية مؤقتة. والذين بقوا هل يعودون؟ هذه الفرضية تحكمها ظروف ومقتضيات الأوضاع الأمنية والاقتصادية والآفاق المستقبلية في لبنان أو حيث هم. تتراجع الى حد بعيد احتمالات عودتهم إذا ما استمرت الأزمات عندنا وبدا أفق الغد مظلماً وقد يبحثون عن أوطان بديلة.

ولا ريب أن أبحاث بطرس لبكي تأخذنا الى هذه الحقائق إذ أنها تعتمد وقائع وأرقاماً ووثائق رسمية لبنانية وأجنبية وشهادات ومقابلات واطروحات جامعية.

ويتحدث المؤلف عن مقاربة الحكم اللبناني وقيادات رأي وسياسة لقضية الاغتراب داعياً الى اعتماد سياسة واقعية من شأنها «تبديد العديد من الأوهام التي تتحكم بسلوك قادة الرأي والسياسة» كما ورد في كتابه. في الأوهام والرؤية الرومنسية – السوريالية والعثرات وسوء الفهم والتفاهم.

يحضرني هنا «مهاجرون في أميركا الأخرى» كتاب الأب سليم عبو الصادر في العام 1972 حول الإنتشار اللبناني في الأرجنتين. إنه خلاصة مشاهدة عيانية ومعايشة شخصية مضافة الى أبحاث سوسيولوجية استندت إلى لقاءات وندوات مع المتحدرين. ينتهي الأب عبو الى هذه الحقيقة: «إن ثمة سوء تفاهم جوهرياً بين الدولة اللبنانية ومَن هاجر من أبنائها والمتحدرين منهم. فالدولة تريد وترغب في اعتبارهم مواطنين لها بكل ما في الكلمة من معنى فتنتظر منهم موجبات نحوها. استثمارات اقتصادية ودعم سياسي، وتعبّر عن سخطها اذا لم يفعلوا. والحقيقة أن المهاجرين، أقلّه الذين غادروا الى الأميركيتين واستراليا، صاروا مواطنين حقيقيين في البلاد التي احتضنتهم يرغبون في إقامة علاقات ثقافية مع الوطن الأم.

علاقات ثقافية؟ الرابطة التي ضمّت المغتربين والتي نشأت في المؤتمر الذي عُقد في 15 أيلول 1960 حملت اسم «الجامعة اللبنانية في العالم». في كلمة وزير الخارجية آنذاك فيليب تقلا دعوة الى إبعادها عن السياسة مذكِّراً بالقول المأثور: «ما دخلت السياسة شيئاً إلا وأفسدته”. ورغبة في إبعاد السياسة بمفهومها التنازعي الضيق عن هذه المؤسسة، تلاقت آراء نخبة من المفكرين اللبنانيين- البرازيليين يتقدمهم البروفسور الفردو بوزيد – وزير العدل لاحقاً في الحكومة البرازيلية – على اعطائها مضموناً ثقافياً، فباتت «الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم». عندما التقيت هذه النخبة في سان باولو صيف العام 1968 أبلغني البروفسور بوزيد أن الذين ولدوا على غير أرض لبنان هم حاضر هذه المؤسسة ومستقبلها. أكدّ أن الثقافة تعني عودتهم الى تاريخ لبنان وعطاءاته، إنها التباهي بالقيم اللبنانية التي يحملون، إنها الإيمان بوطن الآباء والأجداد، إنها الدفاع عن كيانه وتجربته الإنسانية الفذة ورسالته وقضاياه العادلة متى واجهته الأخطار، إنها «اللوبي اللبناني» الحقيقي.

دعوة الدكتور بطرس لبكي الى المقاربة السوسيولوجية – الواقعية لقضايا الاغتراب تتلاقى مع نظرة السفير فؤاد الترك الذي عاش التجربة الاغترابية في الأميركيتين وترسّل لهذه القضية. لقد دعا السفير الترك إلى «إبعاد المغتربين عن كل ما هو سياسي، طائفي، حزبي، فئوي ومناطقي»، كما دعا خصوصاً في محاضرته «الى ايجاد منطق قائم على الواقعية والفهم العميق الواعي لظروف المنتشرين كي لا تكون الاوتوبيا والأوهام المجنحة والأحلام المجانية مجرّد دعوات هوائية تنفّر أكثر مما تشد».

إذا لم نعالج «سوء التفاهم» الذي تحدث عنه سليم عبو، إذا لم نتخلَ عن الأحلام والاوتوبيا التي تحدث عنها فؤاد الترك، اذا لم نعتمد على الحقائق والوقائع، حصيلة أبحاث بطرس لبكي، فإننا نكون كمن يأبى مواجهة هذه الحقائق، وكمن يطلب الزيادة فيقع في النقصان.

عندما تزايدت هذه النزعة وطالب أحد الزعماء السياسيين اللبنانيين بالعودة إلى الوطن ، انتفض الشاعر ايليا أبو ماضي الذي أنشد:

وطن النجوم أنا هنا/ حدّق أتعرف من أنا

انتفض قائلاً: ماذا يريد منّا الشيخ بطرس (يعني بيار الجميل رئيس الكتائب اللبنانية) ويلاحقنا الى هذا الحدّ؟ الشعر شيء والواقع شيء آخر. يا أخي نحن أميركان وكفى.

ويضيء الكاتب على ظاهرة مستجدة في الأزمنة الحديثة وهي هجرة اللبنانيين المسلمين، في حين أن الأكثرية الساحقة في تاريخ الهجرة هي من المسيحيين. الفتاوى والتوجهات الاسلامية التاريخية لم تشجع المسلمين على الانتقال والعيش في غير ثقافتهم وفي ظل حكم غير اسلامي مخافة ابتعادهم عن جذورهم وتقاليدهم الدينية ، فضلا عن أنها حذّرت من خطر اندماجهم في «بلاد الكفار».

 

في «مسارات العولمة» التي تحدث عنها بطرس لبكي تبدًلت هذه التوجهات، فقضت ظروف اقتصادية وأوضاع وتوترات أمنية، خصوصا «الحروب المتعددة الجنسيات في لبنان في العام 1975» ،كما دعاها، إلى أن أصبحت الهجرة تطال جميع الطبقات والطوائف المسيحية والاسلامية.

واقع خليق بالتوقف عنده واستخلاص العبر.

كما أشار الكاتب الى اختلاف جذري بين أوائل المهاجرين «حملة الكشة» ومغتربي اليوم والكثيرون منهم يمثلون «هجرة الأدمغة» الجرح الذي يدمي جسم الأمة. كما يذكر أن نسبة الجامعيين من مجمل المهاجرين متصاعدة حتى بلغت أكثر من 50 بالمئة في العام 2018. وما أبلغ تقييم شارل مالك لظاهرة الاغتراب اللبناني القديم والحديث عندما وصفها بأنها «فخر وعيب ومأساة. فخر بما يحققه المغتربون وعيب لأن لبنان لم يوفر لهم أسباب العيش ومأساة لأن الهجرة ذات ابعادٍ إنسانية وروحية». ألا يحمل طابع المأساة ما ذكره د. لبكي  من «أن هناك عددا كبيرا من اللبنانيين العاطلين عن العمل في استراليا تعيلهم التقديمات الحكومية. وقد قدرّت مراجع حكومية هذا العدد بثلاثين  في المئة من مجموع الجالية اللبنانية المقيمة في استراليا في العام 1986 والعديدون يعيشون في فقر مدقع».

****

واليوم. كيف تبدو لنا رؤية ومقاربة الحكم في لبنان والقيادات الروحية والزمنية والسياسية وتطلعاتها لقضية الاغتراب. إن ثمة تناقضاً وتعثراً وعبثية في التوجه نحو المغتربين. يخاطبونهم باللغة الآتية: لبنان مهدد في وجوده يواجه أزمة مصيرية، مشاكله الداخلية والاقتصادية متفاقمة. غارق هو في خضم الاغراب واللاجئين، «اللا لبنان احتل لبنان» كما في تعبير سعيد عقل، السفينة تترنح. وفي المقابل يدعونهم الى استعادة الجنسية، الى العودة المرتجاة، الى المشاركة في الحياة السياسية والانتخابية.

إقحام «المغتربين» في حياتنا السياسية والانتخابية دونه صعوبات ومصاعب، يثير حساسيات ولا يحل مشاكل، ترتاح له أحلامنا والطموحات، تأباه حقائق الحياة وأحكامها، يطرح مسائل قانونية، تواجهه قضية الولاء وحساسية أنظمة ذات توجهات قومية متزمتة. تواجهه خصوصاً الحقائق الآتية: حديثو الهجرة وبالتحديد الذين ينتمون الى أحزاب أو زعامات تقليدية ما زال «دمهم حامياً»، يتميزون بالتالي بكثافة حضورهم في الشأن الداخلي اللبناني. أما من غادر منذ زمن فبأي مقياس يحكم على مرشح للانتخابات النيابية في قريته أو منطقته وهو لا يعرف عنه شيئاً. لا ما يمثل ولا الأفكار التي يحمل، فكيف  في إمكانه أن يختار بين مرشحين قد يجهلهم جميعاً.

اعتبار قيادات لبنانية أن «خلاص لبنان سيأتي من الانتشار» و«الاغتراب هو منقذنا» و«لولا المغتربون لما بقي لبنان»، هو هروب الى الأمام ورغبة في عدم مواجهة الحقيقة في الوطن والسعي الى ايجاد حلول لها. إنها نزعة تحميل الغير مسؤولية هي في  غير موضعها. خلاص لبنان يبدأ باخلاص ابنائه المقيمين، جميع ابنائه المقيمين.

في إطار ابحاثه حول لبنانيي فرنسا يشير بطرس لبكي الى أن مساهمة لبنانيي فرنسا في إعادة الاعمار محدودة إن لم تكن عديمة الأهمية. فالمهاجرون، كما يؤكد، «ملدوعون بتجاربهم السابقة ويبدو أن صعوبات الحياة في لبنان تحبط عزائمهم». هذا التوصيف أقرب إلى وضع  الإصبع في الجرح لأنه يشير الى مكامن الضعف في إقامة علاقات معافاة بين لبنان وأبنائه في العالم. هذه الصعوبات تثقل كاهل المقيمين وتزيد من خطورتها، فكيف بالمغتربين؟!

الحضور اللبناني في العالم ما زال زاخراً بإمكانات دعم لبنان على مختلف الأصعدة بما فيه الدعم السياسي في عواصم القرار.

– شريطة التعاطي مع قضاياه بالعقلنة اللازمة لا بجموح العاطفة.

– شريطة ابقائه في منأى عن خلافاتنا الداخلية.

– شريطة دعوته الى الدفاع عن قضايا الوطن، لا عن  السياسات الحزبية الضيقة.

– شريطة مخاطبته بصوت واحد لا بلغة بابلية.

– شريطة تعزيز وجودنا الدبلوماسي بوجوه تتحلى بالكفاءات اللازمة.

– شريطة الاطلالة عليهم بلبنان جبران خليل جبران في «لكم لبنانكم ولي لبناني».

جبران الضوء ونسائم جبل الأرز، لا لبنان العتمة والغبار الصحراوي، لا لبنان الفساد ولا فاسدين، لا لبنان الغابة بلا شريعة. نطل عليهم بنخبة سياسية تعيده «جبل الأطياب» وتجعله وطناً- قدوة. وسنبقى نردد قانون إيمان صاحب «النبي» «أيها المتحدرون من أصل لبناني إني مؤمن بكم».

إننا على يقين بأن الطريقة الفضلى والأجدى لتقوية العلاقات بين لبنان وأبنائه في العالم هي أن يبني اللبنانيون في لبنان وطناً معافى، مستقراً أمنياً واقتصادياً، قوياً عادلاً، فيزداد تعلق ابنائه المغتربين به والتباهي باطلالته المشرقة، الحضارية على العالم. «إن لم يبن اللبنانيون هذا البيت فباطلاً يتعب المغتربون».

ولا ريب أن كتاب الدكتور بطرس لبكي يشكل علامة فارقة في معالجة قضية الاغتراب من منطلق سوسيولوجي – أكاديمي، فيقتضي بالتالي أن تعود اليه مختلف القيادات فضلاً عن العاملين في هذا الشأن للاغتناء به وإقامة علاقات معافاة ومتألقة بين لبنان وأبنائه في العامل.

****

(*) ألقيت في الندوة حول كتاب “هجرة اللبنانيين: 1850-2018 مسارات عولمة مبكرة” للدكتور بطرس لبكي في الحركة الثقافية- أنطلياس.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *