(بين بيروت والقمر) لـناجي بختي… كنتُ بطلاً في رواية ابني

Views: 497

سليمان بختي

    كنت بطلا في رواية ابني أ.ناجي بختي ” بين بيروت والقمر” (2020) الصادرة في لندن بالانكليزية عن دار(انفلاكس برس)  في 304 صفحات.

كنت بطلا وانا لم اسع في حياتي الى هذا الدور، وكنت انس بالظلال والنداء الخفي. وكنت اصلح ، ربما لدور صديق البطل او الذي يؤيد البطولة ويحتفي بها.

ما كنت اعرف ان الكثير من  العبارات التي اطلقها بانتباه او بدونه في حواري معك يائسا او عاثرا او ضاحكا ستجد  طريقها الى صفحات رواية ناجحة  او لحديث نادر الحدوث. وها انا اعترف امامكم انه لقطني في حديث كان يدور بيني وبينه فنزع عنه الحجاب وعممه. وانني سمعت صوتي بين السطور.

ولكن، عذرا كنت اود القول، “اما اباك فقد اعجبته نفسه فاحب ان يضعها امامك وحدك”. ثم اتوارى واخفي وجهي في جريدة اقرأ فيها اخبارنا المتكررة والمتهافتة والتي جعلت جيل جدك وجيلي وجيلك يواجهون المشاكل والصعاب والظروف والاسماء عينها ويتعثرون بلا امل.

لا اخفيك يا ولدي انني اغتبطت حين رايت بعض القراء والنقاد يتوقفون امام شخصية الاب ويحبونها ولكنك اضفت من الفلفل والبهار الكثير. فانا احب حياتي ابا هنا في بيروت وفي تلك الشقة الصغيرة في الطابق السادس في بناية في رأس بيروت التي استطعنا تحويلها الى مكتبة لا تتسع لغير الكتب. واننا اختبأنا جميعا (امك وانا واختك وانت) اكثر من مرة في الحمام في الحروب العظيمة التي مرت علينا في  1993 و1996 و2005 و2006 و2008 ونجونا. كأننا كنا نعيش لننجو وحسب، وحتى في زمن السلم الاهلي وتحت سقف الطائف.  القيت في سمعي نغما حلوا. وراعني انك تذكرت كل تلك التفاصيل كأنك كنت تسجل بصمت ونحن لا ندري.

سرني انك ذكرت  ذلك الحوار يوم سألتني “نحن شو”. وقد سألك احد اترابك في المدرسة: “انتوا شو”. فسألتك وماذا اجبته؟ فقلت:”نحن عادي”. فاثنيت على جوابك الرائع لان العادي طموح المستحيل في هذا البلد الذي كل الناس فيه” سوبر وغير شكل ومش عارف حالك مع مين عم تحكي”. جوابك كان هدية قيمة لي  ولوالدتك  استقيته صادقا من تربية ونشأة لا تقيم وزنا لتلك الانتماءات والاهواء والاعتبارات.

 اما الحادثة الثانية فهي قصة شتلة الارز الصغيرة التي جلبتها شقيقتك رناد  من المدرسة وزرعناها في حديقة البناية وصرنا نسقيها ونرعاها. الا اننا فوجئنا ذات يوم برؤيتها مقتلعة ومرمية قرب الحائط. واوجعنا ذلك وحيرنا. وحاولت مبررا ان شجرة الارز يصعب نموها على الساحل. ولكنني كذبت لانها تعيش في الساحل والجبل والبقاع والجنوب  والشمال،والاهم انها تعيش في القلوب.

ما العلاقة بين بيروت والقمر؟ واكتشفت ذلك في السطر الاخير من الرواية. ولكنك حين اهديتني الرواية كتبت كنت اود ان اصبح رائدا فضائيًا واغزو القمر. ولكنها على الارجح انها (دي ان اي) فغدوت كاتبا.

    اخيرا البطل هو من يسجل في الغربة كل هذا الحب لاهله  لمدينته لوطنه. بطلي هو انت.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *