تحادث وحدتها
د.قاسم قاسم
(أستاذ صف الماستر سينوغرافيا ومشرف على الرسائل في كلية الفنون/كاتب وروائي وسينمائي ومسرحي وناقد)
تجلس في المقهى، اراها والكتاب جليسها، تقرأ في عيون المارة تفاصيل حياتهم ، وحياتها مفتوحة على بعد اخر، يرشفونها بعيونهم ، وهي محاذرة هذه النظرات الغريبةتأتيهم بصدق متحررة ، عسى ان يطالعوا في انوثتها شخصية المثقفة او هكذا تتصور!
اجدها احيانا في المفهوم واحيانا اخرى في تداعيات الافكار تحادث (كانط) الزاهد في النساء وتطرب لكلماته . جاءته من لبنان حاملة باقة احاسيس وضعتها الى طاولة الفلسفة وقالت للجالس بتعب امامها ، فكر معي، تعال نطلق مشروعا نحاول مرة في تاريخنا المأزوم ان نتحرر من السائد، الميتولوجيا ، الفلسفة اساس الوعي.
وهي حاضرة غربتها في النظارات السوداء والمبتعدة في انا قتها عن الموضة ، تلبس ما يليق بداخلها، وداخلها اشراقة ، اضاءة وعي، مفتاح لابواب موصدة.