عاهرة..

Views: 133

أنور الخطيب

قالت عاهرةٌ كانت تقرأ مائة عام من عزلتها

وتصفق للفانتازيا

وتبني بيتا للكولونيل الميت:

“لا شيء،

أبني أعمدة كي أتذكر أحياء مروا دون حراك،

وماتوا في أبّهة،

وفاضت طرق العاصمة الموبوءة بالدمع،

واصطف الجند المقموعون،

يحمل كل منهم خذلان الأسلحة الفاسدة،

يمشون على أرض تلعن ساكن ذاك التابوت

وتلعنهم..”

****

قالت عاهرةٌ تتسلّى في ترتيب المارينَ

وتكتب أسماء غير الأسماء:

“أعلم أن حروف البدلات الرسيمة

كانت وهمية..

أعلم أن البذخ الفاحش لم يأت من تعبٍ،

أعلم أن القصص الملقاة على صدري

كانت تتبجح كالأسطورة،

أعلم أن ذكورة ذاك الليل

اشتُقّت من حبة صبح زرقاء،

وأعلم أن غلاف الألبوم لزوجٍ

لم يعرفني..

وكذلك، لم أعرفه..

***

قالت عاهرة وهي تداعب زنبقها في شرفتها:

“أين تأخذك الخطى،

الطريق، كما ترى، مزدحمٌ بي:

شجرٌ يحمل أسمائي،

أرصفة تحفر معناي،

أحزاب تتمطى مثلي،

وطنٌ يتمرجح في نهدَيْ،

قالت عاهرة قادمة من جبهة قتلاي،

منذ ساح دمي الأول،

والخطباء ..

يجيؤون إلى هذي الشرفة كل مساء،

يغتصبون اللغة المخبوءةَ في صوتي،

يعتصرون حليب الثورةِ،

اصعدْ شرفتيَ الظمآى للموت،

كي نجمعَ دمع الأطفال،

وتكتبَ أجملَ شعرٍ في موتي..

(https://flathatnews.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *