بيار دكاش… مُعلِّمُ القلقِ الوفيّ
د. نبيه الأعور
كرّم الرئيس العماد ميشال عون، ممثلاً بالوزير سليم جريصاتي، الدكتور بيار دكاش، ومنحه وسام الأرز من رتبة كومندور.
وهنا كلمة الدكتور نبيه الأعور في المناسبة:
فِكّيرٌ بريعٌ حصيفٌ، رُغفانُ معاجنه النبيلة من زمان الخير.. سكوبُ العقلِ نجِيبُهُ، نفّاذ البصر والبصيرة، على إيمانٍ راسخٍ بلبنانَ، وحبٍّ خالدٍ، ورجاءٍ لا يخيبُ …
مراقيه الأخلاقية أخرجها من القوّةِ الى العقل، ناذراً نفسه المتصاعدة نحو المُطلق، على مذبح الوطن، لتستحيلَ بدورها سنابل محبةٍ تُنثرُ فوقَ تُرابِ لبنانَ، تُطوّرُ إنسانه، تُحرِّرُه من الوهم والضلال والجهل والتبعية، وتشرِّعُ العقولَ والقلوبَ على حياةٍ إنسانية فُضلى، تسودها العدالة والحرّية والمساواة وتكافؤ الفرص بدلاً من 6 و6 مكرّر.

الدكتور بيار عبده دكاش هذا المُشرئبُ صوبَ الحقيقةِ والخير والجمال، والمتعلّق بحبالِ الصراحة والصّدقِ، دمعت عيناه لمّا حلَّ بوطنه ومواطنيه في السنوات العجاف، فتشَبث الى جانبهم في الشدائد يُضمّدُ جراحهم ويخففُ من معاناتهم.
صديقي: الانسانيّ البحتَ… أنت الضمير الضنين بلبنان، والنطاسيُّ المُحمّل بهموم النّاس، طبابةً وتربيةً وعلماً وثقافةً وحقّاً وحقيقةً… فكما مبضعُكَ كذلك قلمكَ القاطرِ صدقاً ، فهو ليس نديم الآمك، وإنمّا هو شريك تميزِكَ… فأنت مُعلِّمُ القلقِ الوفيّ.. وأنت سيدُ السؤالِ الذي ينقضّ على الركود فيصفعه ويكسِرُ جمودَهُ.
كُنتَ المُنبّهِ الدائم، والحريص الدائبِ على دور لبنان، إذا ما تخلّف عن نبضِ الزّمن، تُوقِظُ النهضاتِ، وتشحذ الهممَ، وتدعو لاعتماد العقل شرعاً أعلى ولمّا تزل.
هذا الوطنُ الصعبُ الدقيقُ الملامحِ العصيُّ المزاجِ والجسدِ، سيده هو العقل المُبدع، يصونُهُ ويؤكدّه قدراً مُقدّراً في مشرقنا العربي المتخبّط والعالم….
ولنا في فخامة الرئيس القوي العماد ميشال عون ، وبما يكتنز من حكمة وصبرٍ وطولِ اناة، خير قدوة تُحتذى، بالارتقاء بالدولة بقضِها وقضيضها الى مصّاف الدول المتقدّمة ديمقراطياً ، وسياسياً ، وإنمائياً ، ومالياً وإنسانياً… مُستأصلاً في الوقت عينه آفة الفساد … وجاعلاً من التنوّع اللبناني نعمةً لا نقمة ….
أما الوزير الثقيف النبيل المحتد القاضي سليم جريصاتي، الذي نثمن دوره الريادي الوطني، ونكبر فيه انفته، وعلو همته، وصدقيته، ونزاهته، فله منا أسمى آيات التقدير والاحترام، متمنين له السؤدد والاطراد.
عشتم وعاش لبنان…