محسن أ. يمّين: من خلف البحار

Views: 703

د. جان توما

وقّع الكاتب محسن أ. يمّين في ندوة حاشدة في القاعة الكبرى في إهدن مساء السبت ١٧ آب بدعوة من البيت الزغرتاوي. جاء كتابه الجديد بعنوان” من خلف البحار” وهو جمع أرشيفي تاريخي لوجوه لها خبريات خلف البحار. يرسم الكتاب وجوها وحكايات فريدة فثبّت المعلوم وأبرز المجهول منها.

ذاق محسن يمين طعم الغربة بنفسه فجاء كتابه تفتيشًا عن اللقى والمطمورات كي لا ننسى تلك الوجوه الاولى والزمن الجميل الذي مضى آملا ” أن استمر في رجاءالكتابة، الكتابة التي لولاها لكنّا أشبه بفراشات تحتفل بأنوار الحياة، إنّما إلى حبن قبل أن نصير غبارًا في الهواء ونذهب هباء منثورًا وقبض ريح”.

هذا كتاب أشبه بالسجل العائلي لمن حمل حقائبه من زغرتا وإهدن ومضى خلف البحار وكتب تاريخه وحاضره ومستقبله. لعلّ محسن أ. يمّين كان حقيبة مسافرة في هذا الكتاب، يجمع ورقة من هنا وصورة قديمة من هناك ،كأنّه يعيد رسم الماضي بوضوح في غياب السيرة الذاتية أو الغَيرية. يمتلك “محسن” القدرة على الاتصال بذاك الزمن الذي رحل، كأنّه يعيده حيًّا كي لا نقول يحيا فيه أو أنّ التاريخ شيئا منه وفيه. غريب كيف يكتب المؤلف أو يرسم الملامح من خلف البحار وهي حاضرة أمامه.

 إنّ الكتابة عن الغربة هي استعادة لمشروع قياميّ، في تثبيت الحضور ولو خرج المهاجر من بيته إلى العالم.هي محاولة لتأطير عيش الذاكرة في حضور يومي. حين تقرأ نصوص المؤلف تتساءل: هل يكتب بالحبر أو يغمس ريشته في عرق جباه المهاجرين وتعبهم ليحكي رواياتهم؟ هو يتألم كما تتلوّى ريشته على سطح الورقة كما تتغنج مجاذيف نجوم الغربة على صفحة السماء ليصير “الناس سطورًا كتبت لكن بماء”.

يحاول “محسن” أن يعيد الماضي إلى مسراه الحقيقي كمن يحقّق مخطوطة لتكون أقرب إلى النصّ الأصلي للمؤلف. كتاب ” من خلف البحار” يعيد الوجوه الضائعة إلى أرضها وأهلها لتكون بين أحبتها. أخذنا “محسن” خلف البحار وأعادنا إلى الرّصيف البحري عطشى للمزيد.

المشاركون في الندوة

 

جانب من الحضور

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *