هل نحن أمام صفقة ثقافية بين شاعر وتاجر ؟!

Views: 480

 ناريمان علوش 

«بعض الكتب يمكن تذوّقها، والبعض الآخر يمكن ابتلاعها، والقليل منها تمضغ وتهضم.» فرانسيس بيكون

 في ظلّ الفوران أو الغليان الثقافي الذي تشهده الأوساط في مجتمعاتنا العربية، دخلت المنتديات والتجمعات الثقافية في ما يشبه المنافسة لالتهام الضوء، وبالتالي التسابق على استراق المواعيد من أجندة النشاطات المرتقبة.

وعلى الرّغم من تعطّشنا للكلمة الراقية والقصيدة التي تحفر مجرى نهرها نحو القلب، إلّا أننا دخلنا في حالة فيضان.. حيث إن النشاطات تفوق مستوى الوقت والزمن، وتفوق عدد مجرّات الأبجدية. عداك عن الجمهور المتنقل الذي يحمل واجباته الثقافية الإجتماعية معه ليملأ بها فراغ المقاعد والكراسي.. ولكن، يبقى السؤال.. هل هذا الفائض الكمّي يملأ الفجوة المعرفيّة التي حفرتها التكنولوجيا؟ أم أن كل ما نشهده من إصدارات ورقية من كتب وصحف هي مجرّد وقود للأفران الثقافية لنذبح بها صقيع النرجسية ونرضي أسئلة الغرور أمام الذات الحالمة؟

ربّما ما نواجهه اليوم في هذه الساحة المكتظة بالعابرين، يؤسّس لمرحلة جديدة تقتنص الضوء من أفق الإبداع، وتطارد الإلهام كما الفراشات تُطارد العطر في وديان الأحلام وحقول الرؤى.. ربما نمتلك كل تلك الفراغات الممتلئة بالدهشة والعابقة بسكون الطمأنينة وصخب الجنون.. وربّما، ما نمرُّ به اليوم، لن يكون إلا صفقة ثقافية بين شاعر وتاجر، ولكن… لا التاجر سيصبح شاعراً، ولا الشاعر سيصبح ثريّاً…

***

(*) البناء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *