سليمان رياشي وداعا!

Views: 535

يقظان التقي

عشرون سنة واكثر سليمان رياشي يحرّر صفحة “راي وفكر” في ” المستقبل ” ، الصفحة التي رأسها الدكتور رضوان السيد ، وقبله سعد محيو ، التي استقبلت مئات الكتّاب والمفكرين العرب ، يحرر ويناقش ويعيد صياغة المواد ، ويحاضر بخلفية تاريخية ونضالية من الواقع الذي الذي يعرفه جيدا يتنفسه، وكان ملتحما به في كفاحه من اجل القضية الفلسطينية الى الاقصى . ما خلاّ ملف نشرته ” المستقبل ” في السياسة والفكر ، والقضايا العربية من بصمات وذاكرة سليمان رياشي .

يقظان التقي

 

حاولت ان اقنعه عبثا بكتابة مذكراته التي تشكل تاريخا فلسطينيا كاملا ، وعن اليمن الذي يعرفه جيدا بتفاصيله الدقيقة ، واخيرا نشر بعص حلقاته حول عدد من البلدان العربية . المهم حول الرياشي تاريخه النضالي ، الصارم ، المخيف ، الى افكار ومنهجية ، واستقلالية موضوعية و دينامية جديدة. ابن زحله الكاثوليكي شغل لسنوات مع نايف حواتمة ما يقيم وزارة خارجية في العلاقات الفلسطينية العربية والاوروبية .مكتبه لا يهدأ من فكرة ، من نقاش صعب وطويل كفاية . حول الجريدة الى منصة مفتوحة تعددية ، لاقلام من صلب مناخات القومية العربية ، لا يهادن حول فكرة يقينه فيها ثابتا مع القضية الفلسطينية ومع القضية الثورة السورية ، اليمنية ، الليبية ، التونسية ، المصرية او غيرها ، الثورة التي حلت باسمائها وقاماتها الكبيرة على صفحاته . سليمان عروبيا وثوريا مطلقا .

يلتهم الكتب ولا يترك مقالا الا ويقرأه ويأرشفه بعناية مركزة لوجبة يومية مسائية وهكذا،بين ثقافة السؤال وفلسفة الخبرة التجريبية .

رحمه الله كان ذاكرة ومؤرخ الجريدة ، صنع فيها اكثر من نجم /سياسي / اعلامي لثقافته وحكمته الواسعة .

شخصية ممتازة / فوق العادة . شهما / كبيرا / جسورا / وكريما تشاركيا في افكاره وارائه .

سليمان ليس هناك من موت قط . الجبل لا يسقط ، يمّور. .

الموت تهويمات ، كنا محظوظين برفتقتك . صنعت فينا الكثير ، عرّاب نجاحاتنا ، متدفق حبا، ومودة، وشغفا . لم تكن نجما ، خارج الصورة ،فوق الشهرة . اتذكر صورة تركتها في خيالي” انك ما تزال تسمع صوت دواليب الطائرات وهي ترتطم على ارض العالم الذي زرته ، وتشم رائح دخان عجلاتها التي زرت بها العالم بمهام نضالية والى الان ” ، واذكر صفحات الموت الي اوردتها في اليمن والسودان وسوريا ، وكنت تسال بعد كل رواية كيف كنت تقف ذاهلا عن نفسك تنظر ابعد من السجن او الموت نفسه، وتتفقد الحائط الذي صدمك واذا ما زال متعافيا وتنسى جسدك ؟ ” .. وساذكر امرا حساسا ، كيف رفضت ان تتقاضى راتبا تقاعديا من الثورة الفلسطينية التي حضنتها وحضنتك عمرا واكثر متمردا بفكرة النضال والواجب والحرية .. “

ساشتاق اليك كثيرا ، وساراك امامي ذلك الافق الذي يلمع خلف الكواكب والنجوم حيوات اخرى ، تعلمت انها هي تلك المصادفات الجميلة التي جمعتنا كعائلة واكثر ، والتي تبقى ذوات حيّة . وداعا سليمان .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *