جديد مصائب اللبنانيين… مخدّرات في المدارس والضحايا بالمئات!

Views: 557

تتساقط المصائب والأخبار السلبية على اللبنانيين في كلّ يوم، حيث لا تنقضي 24 ساعة، حتّى يسمع اللبنانيون بخبر جديد ومصيبة جديدة. وفي هذه المرة، فإن المصيبة أصابت عشرات العائلات اللبنانية ومعهم أولادهم الذين حان وقت دخولهم إلى العام الدراسي الجديد.

حيث كُشفت معلومات أقل ما توصف به أنّها خطيرة جدًا عن تفشّي تعاطي وترويج المخدرات في عدد كبير من مدارس العاصمة بيروت ومحيطها، وعلى وجه الخصوص تلك التي تضم في صفوفها أبناء العائلات المسورين، ما وضع أهالي الطّلاب في وسط دوامة كابوس حقيقية، مع الحديث عن سقوط مئات الطّلاب في شبّاك تعاطي المخدرات، وإمعان تجار السّموم والعاملين معهم من المروجين في توزيع تلك “السموم” على الطلاب المتراوحة أعمارهم بين الـ15 و17 عاماً، ما يهدد حياتهم وأمنهم وأمانهم ومستقبلهم ومستقبل عوائلهم.

كيف تكشّفت الخيوط هذه القضية؟

مصادر متابعة عن لمسار التحقيقات الجارية بإشراف الأجهزة المُختصة أوضحت لـ”المدن”، أن “عناصر من الجيش اللبناني اشتبهوا بسلوك وتصرفات 4 من الشبان القاصرين، وذلك أثناء عبورهم بسيارة يقودها أحدهم على حاجز المدفون (طريق شمال لبنان)، ولدى قيام عناصر الحاجز بتفتيش الشّبان، قاموا بضبط سجائر من حشيشة الكيف بحوزتهم، فتمت إحالتهم على مكتب مكافحة المخدرات في محافظة الشّمال، حيث اعترف الشبان أثناء التحقيقات بأنهم حصلوا على سجائر الحشيشة من أحد زملائهم في الدراسة من التابعية التونسية.

السجن بدل المدرسة

ومع اقتفاء الأجهزة المُختصة لأثر الطالب التونسي، تبيّن أنه متواجد خارج لبنان لقضاء الإجازة الصيفية، فقامت النيابة العامة في الشمال بالإدعاء على الشبان الموقوفين الأربعة، وسطّرت بلاغ بحثٍ وتحرٍ بحق الطالب التونسي، وأحيل ملفهم على قاضي التحقيق في الشمال داني الزعنّي، وبعد أيام قليلة، واقتراب العام الدراسي عاد الطالب التونسي من إجازته إلى بيروت للالتحاق بمدرسته، فجرى توقيفه في فور وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي لينضم إلى رفاقه بالسّجن.

اهتم قاضي التحقيق بتركيزالاستجواب على كيفية حصول هؤلاء الطلاب على المخدرات، ومن يقوم بترويجها وتوزيعها عليهم وعلى طلاب في مدارس أخرى وأي مدارس… أي مدارس تنتشر فيها هذه الظاهرة الخطيرة، فجاءت نتيجة التحقيقات صادمة، وأفادت المصادر المواكبة للتحقيقات، أن “عدداً كبيراً من المدارس توزّع فيها أنواع مختلفة من المخدرات. لكن أكثرها رواجاً حشيشة الكيف، وحبوب الـ(أكس. تي. سي)، لكنّ ثمة خمس مدارس رئيسية في العاصمة بيروت وضواحيها، تنتشر فيها هذه الظاهرة، ويركز تجار المخدرات ومروجوها عليها تحديدًا لتحقيق الكسب المالي السريع والسهل، لكون أغلب طلاب هذه المدارس من أبناء العائلات الميسورة، ولديهم “يومية حرزانة” من المال، وبالتالي يعملون على ترويج المخدرات وبيعها لهم”.

ديليفري المخدرات…

ما هي الطريقة التي تستخدم لإدخال “السموم البيضاء” إلى هذه المدارس؟

تؤكد المصادر المتابعة للتحقيقات أن هناك ثلاث طرق رئيسية:

الأولى: يحضر التاجر أو المروّج، والذي يكون شاباً لا يتعدَّ العشرين من العمر، ويقف قرب مدخل المدرسة في وقت الفرصة كي لا يثير أية شبهات بوقوفه، وبناء على اتفاقات تُبرم مسبقًا، يقوم الطالب بالخروج من المدرسة ليستلم مشترياته من المخدرات ويسدد له ثمنها، ويقوم الطالب المُشتري بتوزيع المادة التي قام بشرائها على رفاقه من التلاميذ، وكلّ بحسب الكمية والنوعية التي وصلته عبر خدمة الـ “ديليفري” المطلوب مسبقاً.

الثانية: يخرج طالب أو أكثر إلى مرآب للسيارات يُجاور إحدى كبرى مدارس العاصمة، ويقوم بوضع النقود في فجوة بأحد جدرانه، ويعود إلى صفّ الدراسة، وبعد عودة الطاب بوقت قصير، يحضر تاجر أو مروج المخدرات ويستلم المال من الفجوة، ويضع مكانها المخدرات، التي يتلقفها أصحابها خلال فرصة الظهيرة ويقومون بتوزيعها داخل المدرسة.

الطريقة الثالثة: وهي تُعتبر الأهم والأخطر، ويتم تنفيذها خلال السهرات والحفلات المشتركة بين طلاب عدد من المدارس في المطاعم، وعند بدء الحفل وارتفاع صوت الموسيقى والضجيج، يدخل مروّج المخدرات، ويتوجه بشكلٍ مباشر إلى الطلاب الذين يحددون له مكان تواجدهم مسبقاً عبر محادثته على تطبيق “واتساب”، وتتم عملية الإستلام والتسليم بين التاجر والطلاب القاصرين.

أمام هذه المعطيات الخطيرة، توسّعت التحقيقات لمعرفة هوية التجار والمروجين. وحسب المصادر المشار إليها، تمكنت الأجهزة المختصة خلال الأيام الماضية، من توقيف 3 من تجار المخدرات الأساسيين، حيث ضبط بحوزة أحدهم حوالي الـ 900 كيس موزّعة فيها حصص متفاوتة من مادة الكوكايين. لكن المصيبة الكبيرة كمنت في الإفادات التي أدلى بها التجار، الذين أفادوا بالتحقيقات أن لكلّ واحد منهم ما بين الـ 500 و600 ولد (أي تلميذ قاصر) يقومون بشراء المخدرات بشكل دائم ومُستمرّ.

وأدرجت  المراجع المعنية بمكافحة هذه الآفة، التحركات الأمنية والقضائية التي تقوم بها الأجهزة المُختصة تحت عنوان “الحرب الكاسحة ضدّ كارتيل المخدرات”، و”محاولة كسر حلقة هؤلاء التجار، وإبعاد خطرهم عن طلاب المدارس،  باعتبار أن محاولة أي تاجر منهم بناء حلقة مماثلة في حال عادوا إلى مثلها يحتاج لأكثر من سنة”، مشيرة الى أن “قاضي التحقيق داني الزعني سيعقد جلستين قريباً قبل أن يختم التحقيقات الاستنطاقية ويصدر قراره الظني ويحيل المتهمين على محكمة الجنايات في شمال لبنان”.

ونصحت المصادر أهالي التلامذة بأن يعتمدوا أقصى درجات الحيطة والحذر تجاه أبنائهم، خصوصاً خلال حفلات الـ prom والحفلات المشتركة، التي يستسهل فيها التجار والمروجون عمليات الإيقاع بهؤلاء الفتيان وتوريطهم.

***

(*) موقع الهديل

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *