حبيب يونس شاعِرْ إِلّا…  مَرا   

Views: 775

  سمر الخوري

 

ما تْخَبّري 

لَيْل الشِّعِرْ 

عَنْ غِرْبتِكْ. 

غِرْبي إِلي وَحْدي… 

ووَحْدي بِغْمِرا.

شو بْخاف يِسْرُقْ 

مِن وراقي بَسْمتِكْ، 

ويصير مِتْلي شاعر 

وْناقِصْ مَرا…       

حبيب يونس

(*من ديوان “لَوْز النَّعَسْ” الصَّادر سنة 2008)

 

ما الشعر وما الحياة؟

شاعر الغربة؟ ومن قال لون الغربة إلا بلون الفرح، والحب، والشعر؟

غربة الشعر هي الغربة الأولى، يوم خرجت حواء لتقطف تفاحة آدم ويغرقا معا في لحظات شوق أثيرية النهدات.

من قال إن الغربة ليل، وزهد، واحتضار؟ وبين ليل ووجه الحبيبة شاعر يقطف البوح عناقيد رؤيا نرجسية الثمرات.

غربة الشاعر رسالة وعي وسكر. وبين وعي الليل ونور الخمرة في جرار العشق همسات.

غربتها له وحده. غربتها هي الوحدة في عالم من ضجيج الأنا المسحور بالنغمات.

غربتها حنينه واللمسات.

وهل يصبح الشاعر شاعرا إذا لم تكن سليلة الموج والنبوة والأمسيات؟

شاعر إلا… وما الشعر في ميزان عري المسافات؟

هو الحذف مخمورا معتق الأمنيات.

ما الشعر من دونها؟ ما الحياة؟

يسرق الشعر غربتها، نظرتها، والبسمات.

كوني امرأة للشعر، للطهر، لكلمات لا تشبه الكلمات.

كوني لوزة في سهاد روحي، في احتفالات جروحي، والغفوات.

كوني نعاس اللوز، والحلم، وصحوة تعانق السكرات.

أوراق بوحي تنادي قوافيك، تقطف العري في خوافيك. وترقدين في بياض غربة اللحن والصفحات.

تقرأين غربة الليل التي تغري. يشرق الموت في ثغري. لا تخبري البحار/المحار، عن أرق/غرق، يولم في صدري ظلال المستحيلات.

أيها الشاعر الحبيب، لك القلب الغريب، لك الغربة الجارية، أحلام ملاك عارية، إلا من الشهوات.

حبيب يونس…هل ينعس اللوز بلا قلبي، وأقلام الظلمات؟

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *