مفتَعَلة

Views: 625

خليل الخوري

المستجدات، أمس، على صعيد الأزمة المالية، كشفت بما لا يقبل أدنى شك أنها أزمة مفتعلة! فكيف عادت الأسواق الى طبيعتها بين ليلة وضحاها. فلا ودائع جديدة بالمليارات وردت من مصادر خارجية. ولا مئات ملايين الدولارات ضُخت في السوق المالية.

ومع ذلك عاد كل شيء الى طبيعته!

وفي تقديرنا أنّ هذا الذي حدث كبير وخطر جداً،  وبالتالي لا يجوز أن  يمر مرور الكرام. لذلك من غير المقبول، تحت أي اعتبار، ألاّ تأخذ العدالة مجراها في تدابير يجدر اللجوء إليها. ذلك أنه ليس قليلاً القلق الذي تسبب به المفتعلون.

وليس بالقليل ما ترتب عليه من إساءة (… ومتعمدة) الى سمعة لبنان.

كما أنه ليس بالقليل الذعر الذي تسببوا به جراء التظاهرات والحرائق وقطع الطرقات سيان أكان الذين أقدموا عليها مُسيَّرين أو مُستدرجين!

إننا نطالب السلطات  القضائية والأمنية والمالية (والدولة عموماً) بأن تلاحق المفتعلين المجرمين على الأجواء المروعة التي أوجدوها…

أن يُجرى تحقيق دقيق يكشف: من هو المفتعل (أو من هم المفتعلون) وما هي أدوارهم تخطيطاً وتقريراً وتنفيذاً وأن تحدد المسؤوليات بدقة ووضوح لاتخاذ الإجراءات الحازمة في حق كل  منهم وفق ما ارتكب وأساء الى البلاد والعباد.

قبل يومين جمع غداء ثلاثة شخصيات بارزة: أحدهم كان رئيساً لمجلس قضائي إداري عالٍ، حتى قبل أشهر من اليوم. والثاني كان، حتى قبل أسابيع معدودة في موقع الادعاء القضائي الرفيع. والثالث كان، ولا يزال، في موقع مالي رقابي  فاعل. وكانت الأزمة لـمّا تزل  في ذورتها. ومن خلال الحديث الذي  تبادلوه (وكان مسموعاً  من جيرانهم في المطعم) أنهم مجمعون على أنّ الأزمة مفتعلة وأنّ وراءها أهدافاً سياسية وأهدافاً مالية لتحقيق أرباح على حساب المصلحة العامة وأيضاً مصلحة المواطنين.

واللافت أن ما «حفلت» به الساحة الداخلية استهدف الرئيس ميشال عون مباشرة، إذ أُرفق بحملة جانب منها إعلامي والجانب الآخر عبر وسائط التواصل الاجتماعي وقد نزل البعض الى درك غير مسبوق من الشتائم (التي لم توفر أيضاً الرئيسين بري والحريري) وتلفيق الشائعات.

وذهب بعضهم الى حدّ الادعاء أن الغاية من رحلة الرئيس ميشال عون الى نيويورك كانت اللقاء «المطوّل» الذي عقد بينه وبين الرئيس الإيراني الشيخ روحاني. علماً أن الجميع يعرف، وقد شاهد بالصورة  المباشرة وبالصوت أيضاً، أن الرئيس عون غادر المنصة فصودف مرور روحاني فتبادلا التحية  في الممر،  وكان بينهما كلام لياقات، علماً أن  شيئاً لا يمنع عقد لقاء… ومطوّل  فعلاً بينهما في وقت يقترح الرئيس الأميركي ترامب ومنذ أشهر اللقاء مع نظيره الايراني.

إنما الواقع يدل على أن هذه الحملة الجانية تستهدف رئيس الجمهورية وأيضاً الرئيس سعد الحريري والعهد عموماً (…)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *