الأبعاد الموضوعاتيّة في “العميان الجدد” للكاتب محمد إقبال حرب

Views: 897

 د.  دريّة كمال فرحات

القصة القصيرة أثبتت كيانها في عالم السّرد، فأصبح لها بناؤها المستقل، وتُركّز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد في لحظة واحدة، فالقصة هي مجموعة من الأحداث يرويها القاص وهي تتناول حادثة أو حوادث عدّة، تتعلّق بشخصيات إنسانيّة مختلفة، تتباين أساليب عيشها وتصرّفها في الحياة، على غرار ما تتباين حياة النّاس على وجه الأرض. ويكون نصيبها في القصة متفاوتًا من حيث التّأثّر والتّأثير. والتّوتر من عناصر بناء القصة القصيرة، تكامل الانطباع منسمات تلقيها بالإضافة إلى أنّها كثيرًا ما تعبرعن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.

       وبين أيدينا مجموعة قصصيّة للقاص محمد اقبال حرب، وقد عنونها “بالعميانالجدد”، وبما أنّ البحث السيمائيّ يعني دراسة العلامات، فإنّ هذا العنوان يقدّم لنا دلالات نستمدّها عبر الإشارات الموحية فيه. فالعمى هو ذهاب البصر، من هنا يتبادر إلى الذّهن بأنّه يحدثنا عن مجموعة من العميان، وعن وضعهم، لكنّ القاص يعطي لهؤلاء العميان صفة وهي “جدد”، ما يُشير إلى أنّ هناك نوعًا جديدًا من العميان، يختلفون في واقعهم، أو لعلّه يقدّم فكرة جديدة عن مفهوم العمى. وقراءة القصة تؤكّد هذا الاحتمال:”أنا من المحظوظين الذين لم ينعموا بنعمة البصر قط، بل ممن حباهم الله بنعمة البصيرة. إذًا القضية هي علاقة عكسيّة بين البصر والبصيرة، فوجود البصر ينفي وجود البصيرة. وهذا ما كان ينشده المتحدّث في هذه القصة.

       فهل كانت البصيرة هي غاية كاتبنا في هذه المجموعة، وهل سار في منهج واضح المعالم، لينقل لنا ما ينشده؟

       إشكالية مطروحة توصلنا بعد القراءة والتحليل إلى القول إنّ محمد إقبال حرب في مجموعته هذه ينهج الرمزيّة في قصصه، وهو اتّجاه ذهب إليه كتّاب القصة القصيرة، فالرّمز كما يذكر “عز الدّين اسماعيل” بأنّه أكثر امتلاءً وأبلغ تأثيرًا من الحقيقة الواقعة. والقضية ليست مرهونة بالشّكل الذي يسيطر على النّصّ الأدبيّ، إنّما بالعلاقة التّكامليّة بين الشّكل والمضمون.

فالكاتب يقدّم لنا رؤية جديدة الغالب عليها الشّكل الرّمزيّ الفياض بالإيحاءات والإيماءات الشّعوريّة والفكريّة معًا، ويتركنا منفتحين على إيحاءات جمّة ودلالات خصبة. ففي قصة تفاح حوارٌ بين تفاحتين حمراء وخضراء تحيلنا في نهايتها إلى تفاحة أدم وعلاقة المرأة بالرّجل: مضغتها الصّبية فتفجّرت لذّة التّفاحة بين فكّيها وغشى رذاذها وجه الشاب الذي ضحك بينما يحتضن حبيبته، فيما ارتعشت الخضراء غِيرة ووقعت من على غصنها تحت أقدام الشاب الذي داس عليها دون اكتراث، بينما تُناوله حبيبته نصف التّفاحة… فتذكر جدّه آدم”.صراع بين تفاحتين مختلفتي اللون إشارة إلى الأبعاد الجنسيّة وإلى الغواية التي أوقعت أدم وحواء ونتج عنها نزولهما من الجنة.

فإذا انتقلنا إلى قصة “فايسو وبوكة” وجدنا القاصّيصفها بقوله قصة حبّ عصريّة، وقد اتسّمت بالعصريّة لأنّ أبطالها من مسميّات عالم التّواصل الألكتروني، وقد أبدع في نقل أحداث هذا الحبّ، ويستمتع القارئ بقراءتها، لكنّه يكتشف في ختام القصة بأنّه قد تعرّف إلى هذا الفضاء الواسع، وعرف أصوله، وربّما تعلّم بعض تقنياته، وقد تصله رسالة الكاتب ألا وهي الابتعاد عن إدمان النت ومواقع التّواصل الاجتماعي:” لم يحتمل السيد “فايسو” الصّدمة فألغى حسابه وفتح حسابًا شرعيًا يستغفر فيه استغفارًا افتراضيًا عن إدمانه وهلوسته”.

الأديب محمد إقبال حرب موقعًا كتابه

 

أمّا في قصة ” أسرار المخدّات”، فيرسم القاص محمد إقبال حرب عالمًا خياليًّا، يحوّل فيه المخدّات إلى ناطقات للحقيقة التي يصعب تزويرها، وتأتي أهمية هذه القصة في قدرتها على نقل الفساد المستشري في المجتمع، ويسجّل الخداع القائم بين الزوج وزوجه، وقد يصل هذا الخداع بين الرجل وعشيقته، فهذا المجتمع قد تردّى ووصل إلى أسفل السّافلين، ولم يكن أمام المخدّات إلّا أن تكشف الحقيقة، وتعطي هذا الحق للابن الذي صُدم بما أخبرته به المخدّات، وقد أصبح يملك القدرة على تهديد الجميع: ” لن تجدوني أبدًا فالمخدّات أخبرتني عنكم جميعًا وسأشغلكم جميعًا بفضائحكم قبل أن تلتقطوا أنفاسكم. تركت لكم هذه المخدّات لتشهد بالحقيقة التّافهة إن عرفتم كيف تسمعون لها. أما مخدّات البيت الأبيض وفنادق الأمم المتحدّة ومشايخ الخليج والماسونيين فهي في حوزتي. أشعر بأنّني أحكم العالم، حيث يمكنني إشعال الحروب وسرقة خزائن البنوك كما فعلت أكثر من مرة وحصلت على ما يدينكم جميعًا“. فهكذا تحوّل إلى الشبح المهدّد للمجتمع المزيّف.

واستطاع الكاتب في مجموعته القصصية هذه أن يجعلنا نعيشعوالم متعدّدة، ما بين الأرض والسماء، بين الحقيقة والخيال، بين الواقع والتّمنّي، بين المشاعر الفرحة والمشاعر الكئيبة. وهو في كل ذلك ينقل قضايا مجتمعه، ويعبّر عن بعض القضايا الفكريّة والحضاريّة، ونراه يلامس أفكار النّاس وهمومهم ومشاغلهم.

وقد لجأ الإنسان إلى السّمو في التّأمل واستغراق الذّهن في التّفكير العميق حول موضوع ما محاولاً اكتشاف جوانبه كافة؛ وانطلق الإنسان باحثاً في الكون والوجود والحياة وعن سرّ الوجود وعن حقيقة الرّوح والجسد وعن الموت والحياة، وصولاً إلى البحث في الماورائيات أو ما وراء الطّبيعة. ولم يكن كاتبنا بعيدًا عن هذه الموضوعات، فنراه في قصة “عقد للإجار” يتطرّق للقضايا الميتافيزيقيّة والماورائيّة ولقضية الجسد والرّوح، وفيها إشارة إلى التّناسخ، فهذه الرّوح قد انتهى عقد آجارها مع الجسد، وعليها أن تتنقل لجسد آخر، وقد يكون جسدًا مختلفًا في الطباع والجنوسة:” أيها الرّجل عندما تولد تحدِّد مدة استخدامك لجسد وهب لاستضافتك. للجسد عمر افتراضي ينتهي عمرك بانتهاء صلاحيته. ما أنت إلا ضيف في جسد فتي قد هلك”.فهكذا يكون الإنتقال بعد أن ينتهي عقد الآجار.ويشير القاص أيضًا إلى مسألة الوجود، ففي قصة “محاق” يقول:” أنت تفهم الوجود كباقي البشر من ناحية مادية صرفة، من مشاعر تسمونها الحواس الخمس. لكنكم تجاهلتم حاسة التجلي التي تربطكم بالنور الأسمى”.فالوجود عنده ارتباط بالنّور الأسمى وهو بالمفهوم الصّوفيّ النّور الإلهي.

إنّ البحث عن ماهية الرّوح وعلاقتها بالجسد قضية تراود فكر الفلاسفة والمفكّرين؛ وتناولت الأديان ماهية الرّوح، فقال الله في كتابه الحكيم ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾، وعلى الرّغم من الوصول إلى بعض المفاهيم حول ماهية الجسد والرّوح دينياً وفلسفيّاً، إلاّ أنّه ظلّ مفهوماً غامضاً تناوله الأدباء معبّرين عن اختلاف آرائهم أو ناظرين إلى طبيعة العلاقة بين الجسد والرّوح، نظرة عميقة تؤدّي أحياناً إلى صراع اغترابيّ.

فنقرأ في قصة “الخديج” التي تمثل الصّدارة من هذه المجموعة من حيث قدرتها على عرض قضية الرّوح والجسد:” مسكين أنت ككل الأرواح الساذجة، ما أنت إلا جهاز طاقة متطور تعمل مع النفس والجسد من أجل مهمة توكل بها النفس. النفس هي صاحبة المهمة وهي المسؤولة عن الأعمال وتنفيذها، أما الجسد فيعاد تدويره إلى صناعات أخرى. لذلك يتم إرسال النفس إلى ما بعد البرزخ لتنتظر يوم الحساب بعد إتمام مهمتها. أما الروح فتعود إلى هنا كي نعيد تأهيلها للاستخدام مرة أخرى. محطات إعادة التأهيل لا تعد ولا تحصى مثلها مثل محطة الإرسال”.تكتمل فكرة التّناسخ عند الكاتب في هذه القصة، فيحدّد مصير النّفس/الرّوح، ويرى بأنّها تحتاج إلى تأهيل، وهنا تأتي أزمة القصة وذروتها وتطرأ عليها المفاجآت التييعقدها وتخلق القلق في نفس القارئ، ثم ينمو فيها الصراع مع نمو الحركةبحيث تتأزم، وقد اعتمد الكاتب على المزج بين الحوار والسرد في هذه القصة، لنتبين أزمة القصة،فهذا الجسد يحتاج إلى التّأهيل، وإلى اكتشاف حقيقته: أستغرب منكم معشر البشر، تقضون سنوات بل قرونًا في بناء المحطات لاستكشاف كل ما حولكم من أرض وأدغال وحيوانات، بل أهدرتم وقتًا ثمينًا من وجودكم وطاقة لا تقدَّر بثمن لاستكشاف الأرض والسماء ولم تسعوا حثيثًا”. أسند القاص هذا الكلام إلى شخصية أسماها الكيان، وفي هذه القصة مكاشفة لحقيقة الإنسان على هذا الكون، وعلاقته بجسده وروحه، وجهله للأسباب التي خُلق من أجلها.

وإذا ساوى أبو العلاء المعريّ بين الموت والحياة، في قوله:

وَ شَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِيــْ             سَ بِصَوْتِ البَشَير فِي كلّ نِادِ

فالتّناص يبرز هنا إلى حد ما فالكاتب محمد إقبال حرب يذكر في قصته:” ألا ترى أنكم تفرحون لقادم إلى دار بلاء وفناء وتولولون لراحل إلى رحمن رحيم. أليس من الأفضل أن تقيموا الأفراح لمن سيلقى رباً رحيماً“. نعم إنّها علاقة التساوي بين الموت والحياة، ولذلك علينا الفرح عند الموت، لأن في ذلك خلاصًا من أزمة الحياة.

وقد مثلّت هذه المجموعة القصصية لأديبنا محمد إقبال حرب تنوّعًا موضوعاتيًّا غنيًّا بالفكر والغوص بقضايا المجتمع، ونراه يتّجه إلى الجرأة في عرض بعض القضايا وتقديم أفكار جديدة غير متداولة إلّا في الأذهان، فنراه في قصة ” تأميم الأجساد” يتناول فكرة الزّواج ويشير إلى رفض الزواج الواحد الدائم: “فليس من العدل أن يستمتع فرد ما بجسد مفعم بالحب والإثارة لسنوات، بينما مواطن آخر من الجنس والعمر والوطن نفسه يفرض عليه إقامة علاقة مع جسد كريه بارد بسبب غلطة اتخذّها يوم قرر أو قررت الزّواج” ، فلا ضرورة لاستمرار الحياة الزوجيّة، لهذا كانت الدعوة إلى تحرير الأجساد. 

ويتطرّق في قصه ” القيصر” إلى أزمة اجتماعيّة مهمة إلا وهي تربية الأبناء، ويعرض لمسألة الأمومة بأسلوب مشوّق وسلس يدفع القارئ إلى الإبحار في طيات القصة ليصل في ختامها إلى مغزاها من دون الشّعور بوخز الضّمير لتوجيه اللوم لهذه الأمومة المزيفة ، “لا أعرف لماذا تريد هذه السيدة وغيرها أطفالًا من دون الالتزام باتفاقية الأمومة المنصوص عليها على صفحة القدر… لماذا يدعين الله أن يستجيب لهن إذا لم يكن بإمكانهن التقيد بقدسية الأمومة والبقاء إلى جانب وليدها تعلمه الحُب والحنان وتعطيه أمان القلب والمشاعر“، فليس  كلّ من أنجبت تستحقّ لقب الأمومة، خصوصًا مع انتشار الخادمات وتنقّل الأطفال بينهن، وفي ذلك أيضًا إشارة إلى قضية الخدم ودورهم في هيكلية الأسرة حديثًا.

وإذا تميّزت هذه المجموعة بالموضوعات الغنيّة، فنجد في قصة ” اللون الثّامن” إشارة إلى واقع لبنان بتعدّد مذاهبه وأطيافه :”بأي لون سنصبغ قناعًا يخفي حقيقة مشاعرنا؟! كيف لا يريدنا أن نختفي بظلال الألوان؟ بل كيف سنغوي ضعاف النفوس ونطمس عيونهم عن النقاء بألوان خادعة؟نحن السّبعة ملوك الألوان مع قوس قزح سيدنا الوقور قررنا أن نعين المنشور سيدًا بدل الطيف اللعين المتآمر مع الحقيقة لإذلالنا.اقتلوا الحقيقة …. اقتلوا الطّيف“، تلميح مبطن إلى تعدد الأحزاب بألوانها السّاعيّة إلى الحقيقة، لكن هذا التلميح لم يتّجه إلى الإغراق في الغموض، فيكتشف القارئ المغزى من دون أن يراه ممجوجًا مبتذلًا. وقد نراه في قصة “المشيميّ” يعرض معاناتنا مع زعماء فُرضوا علينا، لكنّهم في الأصل مسخ لا يُعرف أصلهم. ونعيش في قصة “حصّالة الذّكريات” رمزيّة مهمة إلا وهي مصادرة كلّ ما يملكه الإنسان حتّى الذاكرة، وفي ذلك دلالة غنيّة تُشير إلى سهولة السّيطرة على  من يفقد الذاكرة، فمن لا ماض/ ذاكرة  له لا مستقبل له.

أمّا في قصة “ولادة معبد” فهي تحمل مضامين متعدّدة، منها الإشارة إلى التّكنولوجيا التي باتت الشغل الشاغل للمجتمع رفضًا وقبولًا، فالكهنة اعتبروا أن هذا الكائن القادم من بلاد النّور ما هو إلّا ساحرة مشعوذة لا بدّ من حرقها،  ولم يتم قبول العلبة التي معها “لا أحد يعلم الحقيقة، الكهنة وصفوا العلبة بروح إبليس وألصقوا بها تهمة السحر والشعوذة بتلك القادمة من بلاد النّور كما تدَّعي فاعتبرها بعض المتنورين نبراس أمل”، هذه العلبة التي التي اكتشف تموز بأنّ فيها المعرفة، ومن المضامين الإشارة الى نقل هذه المعرفة، من مكان إلى آخر، وربما تُشير إلى عصر العولمة التي حوّلت الكون إلى قرية صغيرة، مع جواز وقوف القارئ مندهشًا من هدف هؤلاء الساعين إلى نشر هذه المعرفة. أمّا المعنى التّضميني الآخر فهو اختيار اسم “تموز” وما فيه من دلالة إلى الإله تموز الذي يحملاسمه معنى الأبن المخلص، وهو أحد حارسي بوابة السماء والمسؤول عن دورة الفصول عندما يبعث حياً كل ستة أشهر، ومن ألقابه الراعي والثور الوحشي ومن وظائفه الأخرى الإشراف على المراعي وهو إله الحظائر ويمثل عنصر الذكورة في الطبيعة وزوجته هي الإلهة عشتار. وموقف الكاهن في القصة إشارة إلى المواقف المتبدلّة والقادرة على اتّخاذ الرأي النقيض في الوقت المناسب، فبعد أن قاد الرفض للسّاحرة واتّهامه لتموز بالجنون، تحوّل إلى المقلب الآخر بعد أن رُفع جسد تموز: ” وما أن وصلوا إلى مذبح الآلهة حتى وجدوا الكاهن الأكبر جاثياً على ركبتيه ناظراً إلى السماء متضرعاً: إلهي تمُّوز أستغفرك وأتوب إليك، لقد أغواني الشّيطان وأبعدني عن الحقيقة. أنت الهي وهذا المعبد معبدك وسيكون تمثالك أعظم من التماثيل.سجد الرعاع وصلّى فيهم الكاهن الأكبر في معبد تمُّوز“.

       هذا غيض من فيض هذه المجموعة القصصية، التي بلغت قصصها ثلاثًا وثلاثين قصة، وإن تنوّعت موضوعاتها، لكن ما يربطها خط واحد يجمعها، فنحن نعيش مع هذه المجموعة في عالم الفضاء والكون، أو العالم الافتراضي، فعصرنا بات أسيرًا للعالم الافتراضي الذي أصبح يقود خطواتنا، لكنّ مهارة الأديب أنه يرفعنا إلى هذا العالم البعيد أو الافتراضي، ليعود بنا إلى واقعنا الأرضيّ وإلى قضايانا الاجتماعيّة والإنسانيّة والحياتيّة. وإن كانت هذه الوريقات قد عالجت القضايا والموضوعات في مجموعة “العميان الجدد”، فإنّنا لا نستطيع نسيان ما فيها من أسلوب شاعري جميل ودفق عاطفيّ، مع اعتماد الكاتب على تقنيات الأدب والسّرد فنوّع بين السّرد والحوار والوصف، ولمسنا وحدة الحدث وتماسكه في كلّ قصة، ووحده العمل السّاري فيها، إضافة إلى قوّة الشّخصيّات ونموّها وتطوّرها، مع إبداع الكاتب في رسم هذه الشّخصيات، التي نسجها من خياله وأسقطها على هذا الواقع. 

       إنّ القارئ لهذه المجموعة سيشعر بمتعة القراءة وبلذّة الانتقال بين عوالم متعدّدة، شاكرًا للكاتب أسلوبه الجميل والمشوّق. وختامًا نبارك للأديب المبدع محمد إقبال حرب نتاجه الجديد والمتجدّد دائمًا وبانتظار المزيد.                                           

                                            

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *