الْمَجْدُ الأدَبيُّ

Views: 280

محمد بربر

 

إنَّ مَجْدِي في أَنْ أَكُوْنَ أَدِيْبـــــًـا

لا يُوَازِيْهِ فِي الْعُلى أَيُّ أَمْــــــــرِ

وَحَيَاتِي فِي الشِّعْرِ خَيْرُ دَلِيْــــلٍ

عَنْ طِلابِـــي لَهُ وَرِفْعَةِ قَــدْرِي

مَا تَنَازَلْتُ فِي حِمَى الْفِكْرِ يَوْمـًـا

عَنْ قَنَاعَاتِي أَو مَبَادِىءِ فِكْــــرِي

فَمَرَامِـــــي لا يَنْتَهِي عِنْدَ حَـــــدٍّ

وَطُمُوْحِي لا يَدَّعِي فَضْلَ غَيْــرِي

وَجِهَادِي فِي الْحَقِّ أَفْضَلُ عِنْـدِي

مِنْ كُنُوْزِ الدُّنْيَــا ، وَمَالٍ وَتِبْـــرِ

قَدْ تَغَرَّبْتُ كَـــي أَظَلَّ مَصُوْنــًـا

فِي حَيَاتِي ، أَعِيْشُ رِحْلَةَ عُمْرِي

وَتَحَمَّلْتُ مِنْ أَذَى النَّاسِ شَــــرًّا

هَدَّ جِسْمِي ، وَفَاقَ طَاقَةَ صَبْرِي

قَدْ خَبِرْتُ الأَذَى لَدَيْهِم غَبَــــاءً

بَيْنَ شَرَّيْنِ ، وَالأَذَى فِعْلُ شَـــرِّ

بُلَدَاءٌ ، فِي حِسِّهِمْ ، فِي هَوَاهُـمْ

جُهَلاءٌ ، فِي فِعْلِهِمْ جَهْلَ كِبْـــرِ

فُقَرَاءٌ ، فِي ذَوْقِهِمْ ، فِي حِجَاهُـمْ

سُخَفَاءٌ ، في عَيْشِهِمْ عَيْشَ هَــذْرِ

قَدْ أَصَمُّوا أَذْهَانَهُمْ ، فَاسْتَكَانُـوا

مُنْتَهَـى الدَّاءِ ، دَاءُ جَهْلٍ وَفَقْــرِ

غَيْرَ أَنّــِي مَا زِلْتُ فِيْهِمْ أَمِيْنــًـا

فِي كِفَاحِي أَخْشَى شَماتَةَ دَهْرِي

مَا تَوَانَيْتُ أَنْ أَصُوْنَ بِنُصْحِـي

حَقَّهُـمْ فِي الْوَرَى ، أُبَيِّــنُ عُــذْرِي

وَاعْتِرَافِــــي بِمَا أَسِيْتُ جَدِيْــــرٌ

بِاعْتِزَازِي وَشُعْلَةٌ فَوْقَ صَـدْرِي

فَجِهَادِي فِي النَّفْسِ بَعضُ صَلا تِي

حِيْنَ تُتْلَـــــى ، وَآيَةٌ يَوْمَ حَشْــرِي

وَجُمُوْحِـــي بِمَــا تَخُــطُّ يَمِيْنِــــي

يُشْعِلُ الرُّوْحَ  حِيْنَ أَكْتُبُ شِعْـرِي

فَلِسَامِي الْمُنَى ، حَمَلْتُ يَرَاعِــي

نَاطِقًا عَنِّي ، كَاشِفًا بَوْحَ سِــرِّي

وَلِدَرْبِ الْعُلى ، مَدَدْتُ شِرَاعِــي

فَوْقَ رَحْبِ الْمَدَى ، عَلَى جَنْحِ نَسـْرِ

أَسْتعِيْدُ الْحَيَـــاةَ ، رِحْلَــــةَ مَجْــــدٍ

إِنَّ شِعْرِي مَجْدِي ، وَحِلْيَــةُ دُرِّي

أَقْتَنِيْـــهِ ذُخْرًا ، لِمَاضِي كِفَاحِـــي

وَلآتِـي الأَيَّــامِ أَحْفَظُ ذِكْــــــــرِي

إنَّ مَجْـــدِي فِي عُنْفُوَانِ أَدِيْـــــبٍ

أَرْيَحِـــيٍّ ، عَظِيْمِ شَأْنٍ وَقَــــــدْرِ

إِنَّ مَجْدِي فِي شَاعِــرٍ عَبْقَـــــريٍّ

عَمَّ بِالْمَجْدِ ، شِعْــرُهُ كُلَّ عَصْـــرِ

أَتَجَلَّــــى فِيْهِ وَإِنْ كَــانَ أَعْمــــىً

أَوْ حَبِيْسًـــا فِي سِجْنِهِ كَالْمَعَـــرِّي

حَسْبُــهُ أَنْ يُعَدَّ فِيْنَـــــا رَسُـــــولاً

حَسْبُـهُ الشِّعْرُ ، آيَةً حِيْنَ يَسْــرِي

فَكِبَارُ الشُّعَارِ كَانُــــــوا دُعَـــــاةً

ضِدَّ ظُلْمٍ ، وَضِدَّ بَغْــــيٍ وَكُفْرِ!!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *