مصارحة من جنوب الأرض

Views: 765

استراليا- أنيس غانم

ولجت حيث لم يجرؤ آخرون. لم يكن مسموحا، أو متوقعا، أن أدخل المكان الذي استقريت فيه.

كان المستقبل بعيدا، بعيدا جدا ومجهولا، ولم يكن مفترضا أن ادرك أن هناك مستقبلا، لكنني مددت يدا الى سحابة عابرة، وقربت موعد هذا المستقبل. ولم أخفق.

كان مفترضا أن أكون جثة تتنفس. جثة تتعايش مع الأحزان والانكسارات والخيبات، ومع تقبل أن يكون الحلم معلقا على مقصلة الواقع.

الإعلامي الزميل أنيس غانم يتلقى درعا تكريمية من نقيب المحررين جوزيف القصيفي في خلال زيارته إلى استراليا

 

تعلمت من خالٍ وعمٍ الكثير. تعلمت من أخطائهما والمواهب. وكانا يملكان الكثير. طبعا لم أقل لهما أنني راقبتهما. لكنهما سيدركان ذلك لاحقا، وسيبتسمان، برضى الواثق أبدا.

عبرت حارات وأزقة، ولم أعر المستنقعات والبعوض والرطوبة اهتماما .

كنت محظوظا أنني امتلكت رئتين تنتميان لمرشح للأولمبياد، على رغم أنني كنت منبوذا الى حد ما من أقرب الناس الي.

الذين حاولوا نبذي، أحبوني لاحقا، أحبوني كثيرا، بعدما اكتشفوا عورة عنصريتهم والجهل، وحاولوا ارتكاب “معصية” القبول.

نجح الفتى (أنا) في امتحان الارتقاء عما كان مفترضا أن يكون. وصار لمعظمهم مثلا. وصاروا يتمنون الاقتراب منه.

الدرع التقديرية 

 

لم يجترح الفتى (أنا) معجزة، لكنه حاول، واجتهد على ذاته.

وها هو الآن يتقاعد بابتسامة كهل تعرّف على درب توصل الى السلام مع الذات، والى معرفة الطريق الى قلب حفيد أشقر يشبه طفولة جده كثيرا.

الآن، يا أهلي والأصدقاء، إذا أغمض الفتي عينيه (أنا) الذي دخل مكانا لم يكن مكتوبا على اسمه، فكونوا واثقين بأنه يفعل ذلك مبتسما ابتسامة شكر لثقة بالذات لم تخذله.

فقد قيل قديما (هذا من اختراعي): لا دمع كافيا لمسح ابتسامة مكتسبة بذل الاضطرار ونشوة الفوز.

يدي الى قلبي تحييكم.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *