حملة تحرير لبنان من الديكتاتورية الطائفية

Views: 541

حسن عجمي (كاتب لبناني)

تهدف هذه الحملة إلى تحرير لبنان من الديكتاتورية الطائفية لأنَّ الديكتاتورية الطائفية بمثابة احتلال فعلي للبنان واغتيال لشعبه. يرزح لبنان تحت احتلال الديكتاتورية الطائفية التي تنتج لا محالة الفساد والفقر والتهميش والتهجير والصراعات الطائفية. فالنظام اللبناني الحالي ليس طائفياً فقط بل هو أيضاً نظام ديكتاتوري من جراء حكم طغاة الطوائف. النظام اللبناني نظام ديكتاتورية الطوائف. والديكتاتورية الطائفية هي حكم الطوائف وطغاة الطوائف بدلاً من حكم المواطن وحقوقه.

ديكتاتورية الطوائف اللبنانية سبب الفساد في لبنان لأنها تُقسِّم اللبنانيين إلى طوائف وتحوّلهم إلى تابعين لطوائفهم وطغاة طوائفهم ما يجعل اللبناني يعمل لمصلحة طائفته المُختزَلة إلى مصلحة طغاة طائفته بدلاً من أن يعمل من أجل مصلحة وطنه. وهذا يؤدي بدوره إلى الفساد فالانهيار الاقتصادي بسبب أولوية مصلحة طغاة الطوائف وتفضيلها على مصلحة الوطن. وبما أنَّ ديكتاتورية الطوائف اللبنانية تميِّز بين اللبنانيين على أساس طوائفهم وانتماءاتهم الطائفية فهي تُحتِّم لا محالة نشوء الحروب الأهلية بين الطوائف اللبنانية. فحين يُختزَل المواطن إلى طائفة معينة فسوف يتعصب لها ما يؤدي إلى سيادة الصراعات والحروب الطائفية. لذلك من الضروري أن يتحرّر لبنان من نظام الديكتاتورية الطائفية لكي يتخلّص نهائياً من تكرار اندلاع الحروب الأهلية فيه. 

كما أنَّ هذه الديكتاتورية الطائفية تلغي استقلال المواطن اللبناني وحريته لأنها تجعله منتمياً لطائفته فقط فسجيناً لها ولطغاتها. وبذلك لا استقلال ولا حرية بوجود ديكتاتورية الطوائف اللبنانية. وبانتماء المواطن اللبناني إلى طائفة بدلاً من انتمائه إلى وطن لبناني يتحوّل المواطن إلى تابع لدول أجنبية تسيطر عليها الطائفة التي ينتمي إليها ما يحتِّم تبعية لبنان إلى دول أجنبية فيلغي استقلال لبنان وسيادته. من هنا استقلال لبنان لا يتحقق سوى بالتحرّر من نظام الديكتاتورية الطائفية. 

حملة التحرّر من الديكتاتورية الطائفية تدعو اللبنانيين جميعاً إلى تغيير النظام من نظام ديكتاتوري بطائفيته إلى نظام مدني حقيقي قائم على مبادىء إنسانوية كمبدأ حرية المواطن واستقلاله عن طائفته ومبدأ المساواة بين اللبنانيين على أساس أنهم مواطنون لبنانيون وليس على أنهم أتباع طوائف وعبيدها ومبدأ الانصاف الكامن في إنتاج مؤسسات تفيد الأقل حظاً اقتصادياً واجتماعياً. وفقط من خلال هذا النظام المدني اللاطائفي يتحرّر لبنان واللبنانيون من الفساد والانهيار الاقتصادي والتبعية والصراعات والحروب الأهلية المتكرّرة. وطنٌ تحكمه الطوائف وطنٌ كاذب ومخادع وفاسد. ووطنٌ كاذب وطنٌ بلا مواطن وبلا إنسان.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *