“ندوة العمل الوطني”: الانتفاضة الشَّعبيَّة تجاوزت السَّلاسل  الطَّائفيَّة والمذهبيَّة والمناطقيَّة

Views: 532

عقدت ندوة العمل الوطني اجتماعًا في 3 / 11/ 2019 برئاسة د. وجيه فانوس وأصدرت بيانًا جاء فيه:

ما برحت “ندوة العمل الوطني” تتابع، باهتمام كبير، وعبر ما تقوم به من اتِّصالات حثيثة مع جميع الجهات الفاعلة، ما يجري على السَّاحة اللّبنانيَّة خلال الأسابع المنصرمة؛ وعطفاً على البيانات السَّابقة، التي صدرت عن “النَّدوة” في هذا المجال، فإنّ اللّجنة التّنفيذيَّة لـ”النَّدوة”، أصدرت، إثر اجتماعها الدَّوريِّ للأسبوع الحالي، برئاسة الدكتور وجيه فانوس، البيان التَّالي:

ترى “ندوة العمل الوطنيِّ” أنَّ التّجمعات الشّعبيَّة الواسعة التي عمَّت البلاد، إبَّان الأسابيع الثَّلاثة الماضيَّة، أصبحت انتفاضةً شعبيَّةً تجاوزت السَّلاسل الطَّائفيَّة والمذهبيَّة والمناطقيَة، التي طالما كانت تُستخدم للفصل بين اللُّبنانيين والعمل على شقِّ صفوف نضالاتهم الوطنيَّة.

وترى “النّدوة” أنَّ ما تعيشه البلاد، حاليَّاً، من انتفاضة شعبيَّةٍ صافيةٍ، قد أثبت فاعليته العمليَّة في توحيد الفئات المنتفضة حول مطالبها المعيشيَّة وانتقاداتها للسِّياسة الإداريَّة المترهِّلة للدَّولة ومطالباتها باستعادة الأموال العامَّة المنهوبة ومعاقبة المُفسدين العابثين بأمن الوطن وسلامة أراضيه.

وترى “النّدوة” أنَّ ما حصلَ خلال اليومين الماضيين من تعامل رصين للمواطنين مع شؤونهم الماليَّة عبر المصارف، قد أكَّد سلامة الوعي الوطنيِّ المالي للُّبنانيين؛ وأنَّ هذا التصرُّف يساهم إلى حدٍّ كبير في تحصين الوضع المالي للبلد.

وترى “النّدوة” أنَّ كلَّ هذه الممارسات الوطنيَّة الجامعة، لغالبيَّة كُبرى من الشَّعب، ما برحت تتعرَّض للعمل على تسييسها لصالح زعامات ضيقة ومصالح آنيَّة ورغبات تخضع لكثير من التَّساؤلات المُشكِّكة بحقيقة أهدافها وطبيبعة توجُّهاتها؛ الأمر الذي يُشوِّه المساعي الوطنيَّة المشتركة في سبيل تحقيق هذه المطالب.

تُشير “النّدوة” إلى أنَّ أيَّ مسعىً للتَّسيِّس الرَّخيص للمطالب الشَّعبيَّة الجامعة والمُوَحِّدَةِ للموقف الوطنيِّ، يقود حتماً إلى ضعضعة الموقف الوطنيِّ؛ هذا الموقف الذي هو ضرورة لدعم الوجود الوطنيِّ الشامل داخليَّاً وخارجِيَّاً، وخاصَّة بما يتعلَّق بالعدو الصُّهيوني الغاصب للأرض العربيَّة في لبنان وفلسطين على حدٍّ سواء.

تدعو “النّدوة” إلى التَّركيز الوطنيِّ الشَّامل والمُوَحِّد للشَّعب بِرُمَّته، كما أجمع عليه المواطنون في السَّاحات الشَّعبيَّة قاطبة خلال الأسابيع الماضيَّة؛ والقائم على تحقيق المطالب المعيشيَّة وانتقاد السِّياسة الإداريَّة المترهِّلة للدَّولة والمطالبة باستعادة الأموال العامَّة المنهوبة والعمل الجديِّ على ملاحقة المُفسدين العابثين بأمن الوطن وسلامة أراضيه.

وبناء عليه،

1) تدعو “النّدوة” جميع المواطنين والمسؤولين إلى الانتباه إلى ما يُدَبِّرُهُ أعداء الوطن من مكائد، وما يُحيط بهذه المكائد وسواها من أمور ٍطالما ارتبطت، عبر التَّاريخ والحاضر، بالوجود الصّهيونيِّ الغاصب وعدوانيَّته التَّاريخيَّة والعقائديَّة الإلغائيَّة لكلِّ ما عداه.

2) تهيب “النّدوة”، بأهل السِّياسة أجمعين، أن يعوا أهميَّة السَّعي الوطنيِّ الشَّامل والجامع والمُوَحِّد، لتحقيق المطالب الشَّعبيَّة المعيشيَّة والإداريَّة والماليَّة؛ وأن يعوا حقيقة ما قد تصيبه بعض الممارسات السِّياسيَّة، إذا ما لم يُحسن النَّظر إليها بالبعد الوطنيِّ الجامع، من أذى وطنيٍّ شامل قاتل.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *