اتحاد الكتاب اللّبنانيّين: الشعب اللبناني مدركٌ المخاطر ونتمنى عدم إلغاء معرض الكتاب

Views: 688

 صدر عن اتحاد الكتّاب اللبنانيين البيان التالي:

في إطار مواكبتها الدقيقة لمُجريات الحَراك الشعبي المتواصل منذ ثلاثة أسابيع بدون توقّف، يهمّ الهيئة الإداريّة لاتّحاد الكتّاب اللّبنانيّين أن توضح بعض النقاط، وأن تطرح رؤيتها لاستثمار هذا الحَراك بما يعزّز حريّة الوطن وسيادته واستقلاله وعروبته، ويزيد من ثقة أبنائه الشباب وقدرتهم على بناء مستقبلهم في دولة المواطنة بعيدًا من المحسوبيّات والعصبيّات، دولة نختصرها بوصفها دولة القانون والمؤسّسات والكفاءات النظيفة الكف.

1- إن الهيئة الإداريّة لاتّحاد الكتّاب اللّبنانيّين ومن منطلق ايمانها بحرية الرأي والتعبير، ترى في كل كاتبٍ أو أديبٍ أو شاعر ثورة متواصلة من أجل بناء وطن حرٍّ سيّدٍ مستقلٍ، متحرّر من كل أنواع الاستبداد والاستغلال والعصبيّات الفئويّة، وكل واحد منهم يختار طريقة تعبيره ووسيلة ايصال صوته. وعليه فإنها تقدّر وتحترم إسهاماتهم الإبداعيّة في الشكل الذي يراه كل منهم مناسباً له، ما دام معبّرًا  بالجمال الفنّيّ الرّاقي عن معاناة النّاس.

2- حيّت الهيئة الحَراك الشعبي منذ اليوم الأول وهي تجدّد اليوم تحيتّها للشباب اللبناني ولطلاّبه الذين تظاهروا في كل المدن بحضارة ورقيّ ووعي، وأشاروا الى مكامن الفساد والخلل، وعبّروا عن تصوراتّهم للحلول الممكنة بما يحفظ وحدة الوطن ويمكنّه من تجاوز المرحلة الدقيقة.

3- تؤكّد الهيئة أن المقاربة الموضوعيّة للحَراك لا بد  من أن تضع في الحسبان الموقع الجغرافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للبنان، و الخشية من محاولات  العدو الصهيوني  في الاستفادة من اي انفلات أمني، أو انهيار اقتصاديّ، ومحاولات القوى الدوليّة والإقليميّة لاختراق الحراك بما يفيد مصالحها وأجنداتها، فلبنان ليس جزيرة منفصلة عن الواقع المحيط، لكن الهيئة تثق ثقة مطلقة بأن الشعب اللبناني مدرك المخاطر المحيقة بلبنان ومصمم في الوقت عينه على تفويت الفرص على كل المتربصين شرّاً به.

4- ان اللبنانيّين يتطلّعون الى بناء دولة يحكمها الدستور والقانون، وهم يدركون أنّ اتفاق الطائف لم يطبّق تطبيقا سليما وكاملاً؛ لذلك فهم يتطلّعون الى تشريع قانون انتخابي يتوافق وأحكام الدستور، وينهي الى الأبد مساوئ القوانين الانتخابيّة السابقة، وإقراره بمدّة زمنيّة قصيرة.

5- لقد بات ملحًّا النزول عند رغبة الحَراك بتأليف حكومة من الأكْفاء، نظيفي الكف، وأصحاب رؤية وطنيّة سليمة ورؤية اقتصاديّة تستطيع وقف الانهيار الاقتصادي، ورؤية اداريّة لترشيق الإدارة العامّة، ومكننتها ومكافحة الفساد والهدر فيها، وإقرار الإصلاحات التي أصبحت محلّ توافق جميع اللبنانيين، ووقف كل أنواع الضرائب غير المباشرة، وإطلاق يد القضاء في المحاسبة بما يسمح باستعادة الأموال المنهوبة على نحو سريع وفاعل.

6-تتمنّى الهيئة الإداريّة على منظّمي معرض الكتاب عدم إلغاء هذا الحدث الثّقافي، ويعلن الاتّحاد أنّه جاهز-بالتنسيق مع كل الهيئات الثّقافية ودور النشر-للإشراف على هذا الحدث، على نحو يكفل للجميع حقوقهم المادّيّة والمعنويّة

7- أخيرا، لقد تجاوز اللبنانيّون بفضل صبرهم ووعيهم مخاطر إقفال الطرقات العامّة؛  لكن من الضروري تأكيد  عدم العودة الى بعض السلوكيّات التي شابت هذا الإقفال، ليس لأنها تسيء للحَراك نفسه، فحسب؛ بل لأنّها قد تهدّد بعودة الفوضى والاقتتال اللّذين دفع اللبنانيّون ثمنهما من دمائهم وممتلكاتهم وأرزاقهم ومستقبل أبنائهم منذ العام 1975 وحتى العام 1989، ولا يزالون يدفعونه حتى اللحظة الراهنة

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *