اختتام القمة العالمية للتسامح بحوار حول الفرص والسياسات الواجب تفعيلها

Views: 735

 اختتمت القمة العالمية للتسامح التي نظمها المعهد الدولي للتسامح، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بدبي، برعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أعمالها اليوم، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات والمؤسسات والمنظمات، ووزراء ومسؤولين دوليين وقيادي عدد من الجهات الدولية الفاعلة والمؤثرة، وخبراء ومتخصصين ورجال دين ودعاة سلام وإعلاميين.

أدار الجلسات والمناقشات شخصيات حاورت صناع السياسات ورؤساء المنظمات الدولية حول الفرص المتعلقة بالسياسات الواجب تفعيلها لترسيخ ثقافة التسامح بين الشعوب وأبرز التحديات التي تواجه المجتمعات في عملية الإندماج وقبول الاخر. كما وفرت اللجنة المنظمة على هامش الحدث مكتبة رقمية متخصصة ومعرضا للمؤسسات والجهات الحكومية لاستعراض برامجها ومبادراتها المتعلقة بنشر قيم التسامح، ومعرضا فنيا يقدم للمشاركين تجارب تفاعلية تفتح نوافذ المستقبل بطريقة مبتكرة.

السويدي

وقال المنسق العام للقمة العالمية للتسامح خليفة الشاعر السويدي: “توقعت مع انتهاء الدورة الثانية نجاحا مميزا هذا العام من خلال رؤيتنا للاستعدادات التي بدت أقوى وأفضل من سابقتها”.

وشكر “كافة الجهات الداعمة والمشاركة التي أسهمت في إظهار القمة بحجم يليق بمستوى الإمارات -منارة التسامح- العالمي”. كما شكر “جميع القطاعات والمؤسسات الراعية لإنجاح التظاهرة الانسانية العالمية التي أسعدت الجميع بنجاح مقاصدها وغاياتها النبيلة”، مؤكدا أهمية “المحافظة على السمعة والثقة التي اكتسبتها القمة بمشاركة فاعلة”، مشددا على أن “اللجنة المنظمة تبني على النجاحات التي تحققت حفاظا على المكانة التي أوجدها الحدث لنفسه”.

جلسات

وناقشت جلسة العمل الأولى في اليوم الثاني والأخير والتي حملت عنوان “دور قادة التسامح: تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولا إلى عالم متسامح، “قادة التسامح في كيفية تحقيق المنفعة الإجتماعية والإقتصادية والإنسانية داخل المجتمعات وجعل العالم متسامحا، شارك فيها رستم نور علي مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان، والدكتورة لوسي جانيت بيرموديز رئيسة مجلس دولة كولومبيا، وموفريات كامل وزيرة السلام في جمهورية اثيوبيا والاميرة لمياء بنت ماجد آل سعود الأمين العام وعضو مجلس أمناء مؤسسة الوليد الإنسانية في السعودية، وأدار الجلسة علي العلياني مقدم ورئيس تحرير مركز إذاعة “الشرق الأوسط” في المملكة العربية السعودية.

مينيخانوف

استهل الجلسة رئيس جمهورية تتارستان متحدثا عن روح التسامح الديني التي “تمتاز بها الدولة التي تضم 4 ملايين نسمة، ينتمون لأكثر من 173 جنسية، ويدينون بالإسلام والمسيحية”، عارضا لصعوبات “واجهتها الدولة سابقا وفقدوا بسببها مساجد وكنائس لكنهم اليوم يعيشون في حالة من التناغم والإنسجام بعد اعادة بناء المدارس والمساجد والكنائس والتي تضم اكثر من 1500 مسجد، وفي نفس الوقت يعملون بشكل نشط لقطع الطريق أمام أي أصوات متطرفة ومتعصبة بإسم الدين”، مشيرا الى وجود “قادة دينيين ومساجد تعانق كنائس في كل مدنهم”، متطرقا إلى جهودهم من أجل “بناء علاقة جدية مع الثقافات المختلفة، كما أن لديهم استراتيجية ستساعد على بناء العلاقات وجعل الجمهورية آمنة وسالمة”، ووجه دعوة للحضور لزيارة بلاده.

كامل

وأوضحت وزيرة السلام في إثيوبيا ان سبب استحداث وزارة للسلام “انبثق من التزام إثيوبيا والحاجة الماسة لبناء سلام إيجابي، مع الأخذ بالإعتبار الماضي والحاضر والمستقبل للمجتمع”، مشيرة إلى أن “مجتمعهم يتسم بتنوعه حيث يضم أكثر من 150 مليون نسمة و80 جنسية بأعراق وثقافات وديانات مختلفة”.

وذكرت أن “بناء السلام المستدام يقوم على رأس المال الاجتماعي”، متطرقة الى بعض المبادرات التي أطلقتها الوزارة، إضافة الى “إقامة سلام مع الدول المجاورة كالسودان، مع مساع حثيثة لتمكين مواطني الدولة لان السلام في يد الأفراد وهو جوهر فكرة تأسيس وزارة السلام”.

الأميرة لمياء

وردت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود على تساؤل عما إذا كان “التسامح ترفا أم احتياجا، وهل العمل الخيري برهن وأعطى الناس القدرة على انتهاج مفهوم التسامح”، قائلة: “العمل الإنساني أشمل من العمل الخيري ولا يمكن مد يد العون دون أن تكون متسامحا”، مشيرة إلى أنهم “يعملون في 180 دولة ولا يوجد تفريق بجنس أو اعرق أو لون”.

بيرموديز

واستعرضت رئيسة مجلس دولة كولومبيا كيفية نشأة العنف في بلادها، لافتة الى أنه “في عام 1948، قتل زعيم سياسي ما أدى إلى كثير من الصراعات بين الأحزاب، لا سيما الحزب المحافظ والليبرالي، ومنذ 60 عاما ونتيجة لهذا الصراع، تطور العنف وانتشر وأيضا باتت كولومبيا ضحية للعنف”. وقالت: “كان هناك مجموعات مسلحة في العاصمة بوغوتا اقتحمت القصر الملكي ودمرته، ونتج عن ذلك أيضا وفاة مائة شخص، وفي تسعينيات القرن الماضي وقعنا اتفاقية سلام ومعاهدة مع هذه المجموعات المسلحة التي باتت حزبا سياسيا، يعمل نحو تحقيق أهداف المعاهدة”. أضافت: “كل ما يحدث الآن من جهود لاحتواء الصراعات والنجاح المتحقق بدأ بمصرع قائد وزعيم”.

الجلسة الثانية

وأجابت جلسة العمل الثانية على تساؤل كيف يمكن للتعددية أن تكون مفتاح التغلب على التحديات العالمية، وتحدث فيها قادة سياسيون ورؤساء منظمات غير حكومية، تطرقوا إلى مناقشة نوع السياسات التي ينبغي تنفيذها لتعزيز السلام والتسامح بين الدول. أدار الجلسة الرئيس التنفيذي لمؤسسة “المساواة” العراقية جابر بدت، نائب رئيس مجلس الامناء وامين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور عبد الله محمد الفوزان الذي تحدث عن قضايا “الحوار والتلاحم الوطني في المملكة العربية السعودية”، وقال: “لم تكن عمل مؤسسيا، ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني جاء لبناء بيئة حاضنة للحوار وتحقيق ما يسمى الوحدة أو اللحمة الوطنية في المجتمع السعودي”.

كريستوف

وقال الرئيس التنفيذي رئيس مجلس “معهد وحوار بحوث الحضارة” في ألمانيا جان كريستوف: “إن التحدي هو في نشر الامن عبر العالم، ما يتطلب عملية تعلم حقيقية حول معنى التداخل الثقافي، بيد أن ما نراه عالميا من طريقة التعليم التي رغم تطورها لا تزال تعزز الاختلافات”.

ولفت إلى أنهم “يعملون على تطوير المناهج في بعض الدول”، منتقدا “طرق التدريس عند البعض واستخدامه كسلاح لتشجيع الإختلافات والأصل تزويد الطلبة بالمهارات الحضارية وإدراك الفروق والاختلافات وكيفية التعامل معها”، مشددا على “دور القيادة السياسية وعدم تركيزها على الجانب المحلي فقط والتحلي بالإلتزام”.

فيلما

وتناولت رئيسة ومؤسسة مركز أبحاث “ما بعد الصراع” في جمهورية البوسنة والهرسك فيلما ساريك “الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها الدولة، فمنذ 30 عاما كانت تشهد حروبا ممزقة، ولديهم حاليا أكثر من مليون لاجىء في العالم”. وقالت: “مهمتنا صعبة ونعمل منذ 15 عاما بشكل بالغ الصعوبة، والدولة تشهد حالة تعاف لكن الشعب يعاني من ارث الجريمة والتعليم ما زال ينطوي على عنصرية ومظاهر كثيرة أخرى له”.

واكدت “العمل مع المجتمع المدني لأن الحكومة ضعيفة وهناك معاهدة سلام في البوسنة التي قسمت الى كيانين”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *