الوطن الأغلى…

Views: 366

د. علي المصري

في البداية دعوني أستهل كلمتي بتقديم أحر التعازي القلبية الى أسرة وعائلة وأحباب الشهيد علاء أبو فخر الذي وحد بدمه كل اللبنانيين من كل الديانات، فقد بكاه  كل لبنان من كل طوائفه وقد أثبت اللبنانيون من جديد بأنهم يريدون لبنان بلا طائفية.

 لقد حذرت مراراً وتكراراً من غضب الشارع ومن عدم السماع الى صوت الشعب ووصلنا الى مرحلة خطرة جداً يمكنها أن تأخذ الوطن للهاوية وتؤثر على أمن هذا الوطن وشعبه، ويجب تحمل المسؤولية والوعي من الجميع لهذه المرحلة الخطرة والسماع لصوت الناس المطالبين بحقوقهم وبالعدالة وبحياة كريمة.

 لا أحد أهم من وطنه ولبنان أغلى من الأحزاب والزعماء والكراسي والمناصب، فلبنان هو وطننا والذي يملك هذا الوطن هو الشعب اللبناني وهو صاحب القرار.

وأشدد وأطلب من كل الشباب الثائر بعدم قطع الطرقات لأنها توصلنا لمكان لا يحمد عقباه. عليكم قطع الشوارع على الفاسدين لا على الشعب الذي يذهب للقمة عيشة ، وأطلب منكم كمواطن لبناني عدم التضارب مع الجيش اللبناني، فالعشب والجيش معاً هم من يستطيع صنع التغيير وأطلب من الجميع عدم السماح للفتنة بأن تضرب أوصال هذا الوطن، ولنتكاتف كلبنانيين حول هذا الوطن والجيش لنحميه من كل من يتربص به.

لبنان لن يذهب الى الهاوية إذا تكاتف اللبنانيون وإذا تم تشكيل حكومية تلبي احتياجات المواطن اللبناني وإذا ذهبنا الى انتخابات مبكرة وإذا حاربنا الفساد وتممتم الإصلاحات التي نرغب بها بالعكس، سيكون لدينا لبنان الذي نريده نحن اللبنانيين والذي سلبتموه بفضل أفعالكم وتصرفاتكم وحكم الفاسد عليكم. بسماع صوتنا عليكم بتلبية رغبتنا فاليوم القرار لنا نحن الشعب اللبناني ولن ندعكم تأخذوا حقنا من أن يكون لدينا وطن نستحق العيش فيه بكرامة ومن دون طائفية.

في بلدنا يوجد نفط وفي بلدنا يوجد شعب يحب الحياة وفي لبناننا يوجد أدمغة تستطيع أن تغيير هذا الوطن للأفضل، هنا أطلب من كل السياسيين الذين فشلو في فترة حكمهم أن يتنحوا جانباً ويمنحونا فرصة نحن جيل الشباب والشابات المثقفين بأن نجعل من لبنان منارة للشرق وأن يكون الحكم في هذا الوطن والقرار لنا نحن اللبنانيون وليس للخارج.

في هذا الوقت الحساس الذي يمر به وطننا والذي أسأل لله أن يحفظ لبنان وشعبه وكمواطن لبناني ابن بيروت سني أعلن رغبتي في إلغاء الطائفية ويبقى إسمي مواطن لبناني فقط، فاليوم لا يهم من يحكم هذا الوطن بعد الأن مهما كانت ديانته وانتماؤه المهم أن يعيش لبنان في أمن وسلام واستقرار وتطور.

ومن موقعي كاقتصادي طورت ودعمت الاقتصاد اللبناني على مدار السنوات وقدمت الدعم لألاف الشركات وسيدات ورجال الأعمال أقدم اليوم كل الخبرات والإمكانيات والعلاقات لمساعدة هذا الوطن للخروج من أزماته الاقتصادية. أعطونا استقرارًا أمنيًا واستمعوا لصوت الشعب حققوا مطالبه ونحن مستعدون لدعم لبنان واقتصاده وفتح آفاق تجارية واستثمارية له مع كافة دول العالم.

في الختام أوجه دعوة كمواطن لبناني بأن تسمعوا لنا نحن الثوار تسمعوا لصوت هذا الشعب الذي يريد التغيير أن تلبوا طموحه، فنحن شركاء أيضاً في هذا الوطن ولا نريد إلغاء أو إقصاء أحد منكم، فنحن كلنا شركاء في بناء لبنان. عليكم السماع لنا ولصوتنا وتلبية مطالبنا وإعطائنا حقوقنا. فنحن وانتم يمكننا بناء لبنان من جديد.

 وهذا النداء الأخير لان الشعب الثائر لن يتراجع ولا أحد يعلم ما قد يحدث لذلك وتفادياً لمضيعة الوقت ولذهاب لبنان الى المجهول، فلتتخذوا قراراً اليوم بتأليف حكومة تلبي مطاليب الشعب اللبناني ولتدعوا لانتخابات مبكرة ولتحاربوا الفساد ولنبنِ هذا الوطن سوياً كما يستحق .

***

(*) مؤسس ورئيس اللوبي الاقتصادي العربي العالمي، مجلس الأعمال اللبناني الصيني، الهيئة البيروتية للإنماء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *