كيف ينظر مجتمعنا إلى المرأة الوحيدة؟

Views: 605

أمل البطي الزغبي

(عالمة اجتماع ومرشدة اجتماعية) 

هاجس الفتاة بات الزواج خوفا من الوحدة. من هي المرأة الوحيدة، هي التي بقيت دون زواج اراديا او لا اراديا، هي المرأة التي انفصلت عن زوجها فسُمّيت مطلّقة ان كان من ذنب لها او لا، هي المرأة التي حرمها القدر من شريكها طبعا لا إراديا.

صُنِّفَت ووضعت في خانة ظالمة، خانة الحاجة الى رجل… فقالو ا: الأرامل والعوانس والمطلّقات … وكأن الفرح  بات عيبا او شذوذا.

عانسا ربما لأنها لم تجد من يستحق رفقتها او فقدت ثقة، لظروف ما، به او ربما خوفا من ارتباط او او حبا بالحرية او او… فبقيت *فتاة* اراديا او ابقاها المجتمع لا اراديا.

من رافقت شخصا فصل بينهما تواصل سيئ او طباع مختلفة او ظروف صعبة فاختار هو او هي الابتعاد عن سلبية الارتباط، قالوا عنها مطلقة، فإما هي في بحث مستمر برأيهم عن بديل مؤقت او دائم واما هي مباحة لكل عابر سبيل لأنها وحيدة. فهو رجل حر وهي امرأة مطلقة.

والوحيدة الثالثة هي من فقدت شريكها ورحل عنها فسمّوها أرملة،  برأيهم هي ضعيفة وحيدة حزينة خاضعة وللأسف مباحة، ان ابتسمت صنّفوها وان حزنت لاموها.

مجتمع جاهل جاحد ذاك الذي لم يتمكن ان يراها بكافة ابعادها وقدراتها، ذاك الذي رفض ان يراها في الصورة دونه، ذاك الذي لم يرَ فيها غير حواء الملتصقة بآدم، ذاك الذي يريدها ضعيفة ليستفيد منها.

الى هذا المجتمع المتأرجح بين ذكورية عتيقة وحاجة دنيوية اقول:

المرأة فراشة، مشاعر راقية، حرية محدودة بقيم المحبة والامومة والالتزام ومسؤولية فرح من يحيطون بها.

المرأة يا مجتمعي هي تلك الخيوط العنكبوتية الرابطة والبانية والحساسة.

هي *اسمها وكنيتها ومراكزها وطبعها وصفاتها وقيمها وماضيها وحاضرها ومستقبلها وقدراتها وابتسامتها* مثله هو، فكفاها عبودية افكاركم الدونية والدنيوية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *