لبنان في عزل ترامب

Views: 673

خليل الخوري  

كانت خاتمة كلام السفير دايڤيد ساترفيلد أمام مجلس النواب الأميركي أكثر ما لفت في الفقرة التي تناول فيها لبنان. واللافت أيضاً أنّ الموضوع اللبناني إستأثر بقسم لا بأس به من شهادة  الرجل ونظيره السفير الأسبق جيفري فيلتمان، بينما القضية المطروحة هي عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب… ومن المهم التنبّه إلى أنّ لبنان وأوضاعه عموماً وأزمته الحالية هي مدار بحث  في قضية أميركية يفترض، من حيث المبدأ، أنها شأن محض داخلي أميركي.

وهذا ما يعني أمرين متلازمين أولهما أنه حتى التطورات الداخلية اللبنانية تأخذ بعداً دولياً  على هذا المستوى العالي: بحث إمكان  عزل ترامب قبل إنتهاء ولايته الأولى الحالية، وضمناً قطع الطريق على ولاية ثانية يسعى إليها ترامب، هذا الرئيس الذي يثير الجدل الأكبر في تاريخ الرؤساء الذين إحتلوا البيت الأبيض. وهو جدل لا يقتصر على تناول النواحي السياسية العامة، والمالية، والعلاقات الأميركية الخارجية عموماً وتلك التي يمارسها على حلفاء واشنطن… وحسب، بل يتناول أيضاً الناحية الأخلاقية للرئيس.

وفي عودة إلى منطلق هذا الكلام فإنّ اللافت هو أن المتحدث أمام لجنة التحقيق الخاصة في مجلس النواب الأميركي لم يستبعد التداعيات الأمنية لما يجري في لبنان. ولقد يكون مفيداً ربط هذه النقطة بما كشف عنه التحقيق من أن ترامب قرر وقف مساعدة إلى لبنان (عملياً إلى الجيش اللبناني تتناول آليات وأسلحة وذخائر) بقيمة هزيلة (فقط مئة وخمسة ملايين دولار).

وأكثر ما يلفت أن هذا القرار متخذ منذ شهر حزيران الماضي!  أي قبل  إندلاع الحراك – الإنتفاضة –  الثورة في لبنان بأربعة أشهر! وهو ما يدعو إلى التساؤل الكبير عمّا إذا كانت الإدارة الأميركية على عِلم مسبق بما شهدته الساحة اللبنانية من تطوّرات إنطلقت في 17 شهر تشرين الأول الماضي! وهو مجرد تساؤل مشروع ترافقه علامات إستفهام تطرح ذاتها بذاتها وبقوة!

في أيّ حال يهمنا، في هذا السياق، أن نتساءل ما إذا كانت واشنطن أوقفت مساعداتها إلى الجيش اللبناني بشكل قاطع أو موقتاً. خصوصاً وأن ما ورد في الشهادة حول هذه  النقطة بالذات مفاده أن سبب إصدار ترامب أوامراه لوقف المساعدة حمل تعليلاً للقرار بأن المساعدات قد أثبتت قلّة جدواها! وهذا كلام كبير  يتناقض بوقاحة مع ما تعلنه السفيرة ريتشارد وسابقوها وموظفون عسكريون  وديبلوماسيون، مراراً وتكراراً، من إمتداح للمساعدات وتعظيم جدواها والإشادة بجيشنا.

إنها مجرّد ملاحظات إقتضتها المعلومات التي وردت عمّا إستمعت إليه لجنة التحقيق البرلمانية المكلفة بحث عزل ترامب والتي أصرّت عليها رئيسة الأكثرية المعارضة في مجلس النواب الأميركي مسز  نانسي بيلوسي التي لا يزال يراودها حلم الوصول إلى البيت الأبيض وإدارة العالم من المكتب البيضاوي وليس عبر التغريدات على موقع «تويتر».

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *