“مهرجان فرنج الشارقة” يحوّل الإمارة إلى كرنفال للمسرح والموسيقى والعروض البهلوانية

Views: 1205

في حدث هو الأكبر من نوعه في المنطقة العربية، تتحول الوجهات السياحية في الشارقة التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) إلى منصة لما يزيد على 50 فناناً وموسيقياً ومسرحياً من مختلف بلدان العالم، ليقدموا على مدار 17 يوماً أكثر من 600 فعالية فنية وترفيهية، تتضمن الرقص والموسيقى وعروض السيرك والألعاب البهلوانية وغيرها من العروض التفاعلية التي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية.

وتفتح واجهة المجاز المائية وجزيرة النور والقصباء أبوابها خلال الفترة من 16 يناير إلى 1 فبراير 2020، أمام فعاليات مهرجان فرنج الشارقة، الذي تقدمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) بشراكة استراتيجية مع هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، وبتنظيم من (المهرجان الوطني للفنون جنوب إفريقيا) لأول مرة في الشرق الأوسط.

جاء ذلك خلال مؤتمرٍ صحفي، نظمته (شروق)  في واجهة المجاز المائية، الوجهة السياحية والترفيهية الرائدة في إمارة الشارقة، بحضور ومشاركة كل من أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي للعمليات في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وماجد حمد السويدي، مدير إدارة الترويج الخارجي في هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، ونوبيسوتو راي، المنتج التنفيذي، لدى المهرجان الوطني للفنون جنوب إفريقيا المنظمة للمهرجان والمدير التنفيذي لمهرجان فرنج الشارقة. 

عروض مناسبة للعائلات

ويعيش زوار وسكان الإمارة طوال أيام المهرجان أجواء من التشويق الحي وعروض الألعاب الرياضية والخفة في الهواء الطلق، حيث تتحول ساحات المجاز والقصباء وجزيرة النور إلى مسرح لفنانين يؤدون حركات بهلوانية فوق دراجات هوائية، ورياضيين يراقصون الكرات ويقفزون من حلقات النار، فيما يطيّر لاعبو الخفة الحمام من المناديل، في الوقت الذي يجسد ممثلو الأداء أدوار شخصيات فكاهية تتفاعل مع الجمهور وتدمجهم معها في عروض مسرحية ساخرة. 

وتمتلئ ساحات المهرجان بالألوان، حيث تصير واجهات المطاعم والمقاهي والممرات كرنفالاً لفقاعات الصابون، والعارضين الذي يمشون على الحبال، إلى جانب حملة البالونات، وأصحاب المواهب الاستثنائية من حملة الأوزان والراقصين والعازفين.

وتشمل قائمة أبرز العروض في المهرجان عرض “رجل الفقاعات المدهش” الذي يأخذ الجمهور في رحلة ساحرة يلاعب فيها الفقاعات ويتركها تقفز على الأرض ويحمل فيها أطفالاً صغاراً بمهارة ويحول فيها الفقاعات من كرات لامعة إلى أشكال مكعبة، كما تتضمن العروض “أنا لا أحب عروض الأطفال” الذي يقود الأطفال برفقة الموسيقى الحيّة إلى مسرح يقدم فيه حيله الساخرة وحركاته المبهرة.

إلى جانب ذلك يستضيف المهرجان عرض “البطريق الغاضب” الذي يقدم فيه الفنان فرانشيسكو فيتا مزيجاً فنياً بين السيرك والألعاب البهلوانية والعروض المسرحية الفكاهية، في الوقت الذي تأخذ فرقة الفنانين طوم ثام وجيمي ماك دويل زوار المهرجان إلى عالم الموسيقى والعزف من دون آلات موسيقية حيث يقدم كل منهما إيقاعات وألحاناً بأفواههم وأجسادهم، أما عرض “دمى الظل” فتتحول فيه الأدوات المستهلكة والبالية إلى مجسمات لدمى مسرحية تروي أمام الجمهور حكايات ومغامرات استثنائية ومدهشة إلى جانب العديد من العروض والفعاليات.

وخلال كلمته قال أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي للعمليات في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): “نتواصل من خلال المهرجان مع أكثر من 200 جنسية تعيش في الدولة عبر لغة الجمال والفن، وفي الوقت نفسه نمدّ جسوراً للتواصل مع مختلف ثقافات العالم، حيث نتلاقى، ونتحاور، ونرتقي بفكر الإنسان وذائقته في شتى المجالات، لنجسد على أرض الواقع  الرؤية التي أرساها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ اختار المعرفة والثقافة والفن سبيل نهضة ودليل تحضر”.

وأضاف: “يحطّ المهرجان هذا العام رحاله في إمارة الشارقة، نظراً لما تحتله من مكانة ثقافية على مستوى العالم، وما تمتلكه من بنية تحتية مؤهلة، ومقومات اقتصادية وثقافية وسياحية، تتسع لمختلف أشكال الفنون التي يقدمها المهرجان، حيث سيكون زوار وسكان الإمارة على موعد مع نخبة من أبرز الفنانين والنجوم العالميين”.

وتابع القصير: “اخترنا أن تكون رحلتنا مع الفنانين في أبرز الوجهات الترفيهية والسياحية في الشارقة، لنقدم لزوار الإمارة وسكانها تجربة استثنائية تجمع الثقافة مع المتعة، والترفيه مع التعلم، والفن مع السياحة، فهذه الرسالة التي تنطلق منها (شروق) في كافة جهود استثمارها في معالم الإمارة السياحية”.

 من جانبه أوضح ماجد حمد السويدي، مدير إدارة الترويج الخارجي في هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة: “تحرص الهيئة من خلال مشاركتها في المهرجان، الذي يعدّ إحدى أبرز الفعاليات عالمية المستوى التي تدعم الفن والثقافة والابداع، وتستضيفه الإمارة لأول مرة في المنطقة وتنظمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، على الارتقاء بالواقع السياحي لإمارة الشارقة، واتاحة الفرصة لزوارها وسياحها للاستمتاع بهذا النوع المتميز من المهرجانات الجديدة من ناحية الفكرة والمحتوى وطريقة التقديم، كما أن الحدث يسهم في إبراز المقومات الفريدة للإمارة والبنية التحتية الملائمة لاستضافة مختلف الفعاليات والمهرجانات والمعارض العالمية”. 

وتابع مدير إدارة الترويح الخارجي في هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة”: تبذل الهيئة كل ما في وسعها لدعم هذا المهرجان الذي يمثل فرصة مثالية للجميع لاستكشاف اهم المعالم السياحية في إمارة الشارقة، والاستمتاع بما سيقدمه من فعاليات متنوعة تناسب جميع أفراد العائلة، وتثري تجربة مختلف شرائح المجتمع، حيث يشكل المهرجان إضافة هامة على أجندة فعاليات الشارقة التي تزخر بالعديد من الفعاليات العالمية مثل أسبوع الشارقة للبطولات العالمية ومهرجان أضواء الشارقة وأيام الشارقة التراثية وغيرها الكثير، ما يعكس مكانة الشارقة كحاضنة مثالية لأهم وأبرز الفعاليات الثقافية والفنية والمعرفية”.

أحمد عبيد القصير

 

600 عمل فني

وأكدت نوبيسوتو راي، المنتج التنفيذي لـ “مهرجان فرنج الشارقة” خلال عرضها التقديمي أن المهرجان يتميّز بتنوّعه وثرائه ثقافيًا، حيث يشارك فنانون من المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا وإسبانيا وأيرلندا وأستراليا والإمارات، ليقدّموا 600 عمل فني تشمل 40 عرضًا مسرحيًا و20 عرضًا مختلفًا من مسرح الشارع.

وبيّنت أنّ المهرجان يقدّم عروضـًا صباحيةً خاصة لطلبة المدارس، في حين تبدأ العروض للجمهور بعد الظهر وتستمر حتى المساء. كما يوفر المهرجان دليلًا يحتوي على الفئات العمرية المناسبة لحضور الفعاليات، حيث تنقسم الفعاليات لتناسب الفئات 4-6 سنوات، 6-10 و10-14، وأكبر من 14 عامًا.

تاريخ عريق لمهرجان فرنج

وتحدثت نوبيسوتو راي عن تاريخ مهرجان “فرنج”، موضحة أن المهرجان تأسس في العاصمة الأسكتلندية إدنبرة في أواخر أربعينيات القرن الماضي، على يد عدد من الفنانين الذين آمنوا برسالة الفن النبيلة وأهمية إيصالها للشعوب، وذلك عبر تقديم عروض خارج إطار المسرح التقليدي. 

وأشارت إلى أن المهرجان حقّق شهرةً كبيرةً منذ تأسيسه، لافتتةً إلى أنه يقام اليوم أكثر من 200 مهرجان فرنج حول العالم. ولا يزال مهرجان إدنبرة الأكبر من حيث عدد العروض حيث يقدم 3000 عرض، وبيع أكثر من 3 ملايين تذكرة للمهرجان في 2019. 

وتخلل المؤتمر تنظيم عروض فنية من وحي المهرجان، قدمها فنانون من مختلف أنحاء العالم، سحروا الأجواء بجمال فنهم واستعراضاتهم التي دمجت ما بين الرقصات الغربية والفلكلورية والبهلوانية وغيرها، حيث قدّم مجموعة من الراقصين والعازفين لوحات إبداعية عكست التنوع الفني الذي سيقدمه المهرجان.

ماجد حمد السويدي

 

المشرفون على تنظيم المهرجان

تشرف مؤسسة “المهرجان الوطني للفنون جنوب إفريقيا”، المنظّمة لمهرجان فرنج في جنوب إفريقيا، على تنظيم المهرجان، بالتعاون مع شركة “دولفين كرييتف” المتخصصة في مسرح الشارع والمهرجانات العالمية والتي تتخذ من دبي مقراً لها. وأعرب توني لانكستر، المدير التنفيذي لمهرجان فرنج الشارقة الدولي للفنون، والمدير التنفيذي السابق لـ “المهرجان الوطني للفنون جنوب إفريقيا”، عن سعادته لإطلاق المهرجان في إمارة الشارقة. 

وقال لانكستر: “استطاع مهرجان فرنج على مدى العقود السابقة أن يقدم أروع العروض الموسيقية والمسرحية، ويستكمل المهرجان في الشارقة الرحلة بعروض لمجتمع وجيل جديد من رواد المسرح ابتداءً من شهر يناير القادم. ويفخر المهرجان الوطني للفنون جنوب إفريقيا بشراكته مع “شروق” ونتطلع إلى أن تكون الشارقة على خارطة مهرجانات فرنج العالمية على الدوام”.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *