العزلة الاجتماعية

Views: 80

ميشلين مبارك

سوف يأتي يوم تذوب فيه أرواحنا في الآلة التي اخترعناها أو في العملة النقدية التي ابتكرناها. فتسيطر على حياتنا المادة، إن عبر هواتفنا الذكية أو عبر المال أو من خلال شهواتنا، حتى نصبح غير قادرين على الإمساك بزمام أمورنا، غير قادرين على العيش من دون الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال.

سوف يأتي يوم، تنقلب فيه الآيات والحكم، تتبدل فيه الأحلام وتتحول الأيام إلى أوهام. نعم يستعبدنا الوهم وتأكلنا العزلة.

نبني عوالم خاصة بنا ويصير لكل فرد من العائلة عالمه المنعزل عن اخيه أو عن أي إنسان من البيت نفسه أو المحيط نفسه. فيعيش كلّ منا في عزلة اجتماعية، في علاقات واهية مع الآخرين، لا رابط فيها سوى جدار هشّ.

ولربما الفايسبوك كان خدعة بصرية نختبئ خلف جداره من وحدتنا واوجاعنا، نعبرُ إلى عالم التمدن في انعزالية التخلف، إنما ننتصر على وحدتنا بالكتابة والتفاعل، علّنا، يومًا ما، نحفرُ في الذاكرة الالكترونية.

الحقيقة، اكتشفتُ أننا نذهب ونعود في مشهديات مختلفة، لكننا في الغالب نبدو خالي الوفاض الاّ من المحبة، حفاة الأقدام الاّ من رمال الكتابة العالق في أرواحنا.

هذه الروح لا ولن نكتشفها خلف ذاك الجدار، هذه الروح لن تعرفنا ولن نعرفها إن لم ننصت اليها.

نعم سوف يأتي يوم يختل فيه ميزان الحياة، إن لم نعطِ إلى الحياة روحها.

أمّا بعد، فما أجمل من العودة إلى الطبيعة، نصغي إلى ألحانها، نكحل أعيننا بمفاتنها، نستلهم سماءها. وما أجمل صلاتها في روحنا وجمال هيكلها في أجفاننا.

الطبيعة أيها الأصدقاء هي بعض من ذاكرتنا وذكرياتنا المسكونة بالترحال.

(www.sapns2.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *