مارد

Views: 895

سلمان زين الدين

 

 

 واستيقظَ المارِدُ منْ قُمْقُمِهِ

بَعْدَ سُباتٍ طالَ في كَهْفِ المَكانْ.

ألقى دِثارَ النَّومِ عنْ كاهِلِهِ

وَهَبَّ يَسْتَشْرِفُ آفاقَ الزَّمانْ.

قدْ ضاقَ ذَرْعًا بِسُلَيْمانَ الحَكيمْ،

ذاكَ الذي ألْقى بِهِ

في غَيْهَبِ اليَمِّ البَهيمْ،

حينَ عَصاهُ مَرَّةً،

في غابِرِ الدَّهْرِ،

كَشَيْطانٍ رَجيمْ،

وَضاقَ ذَرْعًا بِعَجوزٍ

طاعنٍ في صَيْدِهِ

يُريدُ أنْ يُعيدَ ماردًا

إلى قُمْقُمِهِ بِحيلةٍ

لا تَنْطَلي على أحَدْ،  

فَالمارِدُ الشَّعْبُ الذي أرْخى

العِنانَ لِلسُّيوفِ وَالنَّدى

كي يُفْرِغَ الهيكلَ منْ تُجّارِهِ

لا شيءَ يَثْنيهِ عنِ

القَصْدِ الذي يَسْعى لَهَ

منْ أزَلِ الدَّهْرِ

إلى دَهْرِ الأبَدْ.

لا حيلةُ الصَّيّادِ تُخْبي جمرَهُ

وَلا سُلَيْمانُ الحَكيمُ يَسْتَطيعُ

النَّيْلَ منْ حُكْمِ القَدَرْ.

وَحينَ يَسْتَسْقي السَّماءَ

المارِدُ الشَّعْبُ الذي

أرْخى لِمَسْعاه العِنانْ

لا بُدَّ أنْ يأتي المَطَرْ.

الأحد، في 1 / 12 / 2019.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *