المبدعات العربيات … وأيام مصرية

Views: 10

إيمان رسلان

بين خلود الاهرامات  وعبق الازهر وخان الخليلي  والكتبخانة، ومتحف الحضارة وسط الأديان السماوية الثلاثة إلى وموسيقى الفلامنجو من الأندلس وإسبانيا … دارت وقائع ايام نساء مبدعات من العرب ….. منهن في الطب إلى الرواية ومن الهندسة للشعر ومن صناعة الموضه الى الاقتصاد والعمل الاهلي الاجتماعي والثقافي ومن الموسيقى الى الاعلام  ومن علم النفس والإبداع إلى التكنولوجيا وعلوم العصر، هكذا كانت التخصصات  كلها. إما البلاد فهي من مصر ولبنان وسوريا وفلسطين  والعراق والسعودية وعمان والبحرين والكويت والسودان  والجزاائر والإمارات والأردن … جامعة عربية مصغرة فتحت لهم مصر ووزارة الثقافة ود ايناس عبد الدايم   أبواب التواصل فى تكريم مستحق  والمفاجاة  ان دار الهلال كانت (الحضانة ) التى ترعرع فيها معظم علماء ومثقفات  ومبدعات العرب !

المبدعات العربيات تتوسطهن وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. هشام عزمي

 

عندما كنت ابدأ التعريف  وتقديم نفسي للمبدعات للحوار معهن أجد ترحيبًا مذهلا كدت ان ابكى منه فهن ومن كل التخصصات تربين على مطبوعات دار الهلال وكتبها ومجلاتها، حتى انني اقول بفخر إننا وان كانت تسبقنا الأهرام اسمين علم في الحياة العربية تبقى لدار الهلال تميزها لانها كانت مؤسسة ثقافية ومتعددة  الإصدارات والإسهامات، على عكس الأهرام الذى طغى عليه الجانب السياسي والصحفي.

  كلهن بدون استثناء لعبت المؤسسة بإصداراتها دورا في حياتهن بل بعضهن كان النشر عندنا .. تلك المصادفة لمؤسستى جعلتنى اربط ايضا في ذهني بين التأسيس اللبناني من جورج زيدان، ولكن  القوة الرسمية من مصر وبين منتدى المبدعات العربيات وهى فكرة لبنانية ايضا وكانت المرة الأولى هذا العام من لبنان ايضا، وقامت به جمعية أهلية برئاسة سلوى الأمين  وجمعيتها(أهل القلم)، وفيه أطلقت النسخة الأولى وتم تكريم للسفيرة مشيرة خطاب والروائية هالة البدرى من مصر …

وكان من الطبيعي ان يكون المنتدى الثانى او الإطلاق الحقيقي والانتشار هنا من مصر  عندما تبنت مصر ووزارة الثقافة والمجلس الأعلى الفكرة التي نقلتها السفيرة مشيرة والكاتبة هالة وتحمسوا لها جدا، لانها بالفعل عمل جديد هو تكريم الإبداع غير الرسمى ودعم لاسماء قد لا تجد التعريف والتكريم المستحق الا في مجال التخصص الدقيق على المستوى العلمى او الثقافى .. ولكن ليس على المستوى العربى وبتنوع هكذا فلا انتشار الا لو جاء من مصر ليست شوفينية مصرية ولكنها حقائق التاريخ والجغرافيا والعلم والثقافة بلد الـ١٠٠مليون   وكان الجندى غير المجهول لهذه الأيام المصرية هي وزارة الثقافة والمجلس الأعلى وهالة البدرى ثلاثة فى واحد ……

د. سلوى الأمين تتسلم درع التكريم من وزيرة الثقافة المصرية

 

هذا هو المنتدى الثانى للمبدعات العربيات وكانت نسخته الأولى قد قامت بها ونفذتها د سلوى الأمين وجمعية ديوان أهل القلم، لذا بدأت من الاسم والفكرة فقالت كل عطاء وابداع يبدأ من القلم فى العلم والمعادلات الى الرسم والفنون والأدب والشعر،  ووجدت عبر تاريخى في الاحتكاك بالثقافة العربية انه لايوجد غير الجوائز الرسمية للدول حتى لو سمح لأقطار الأخرى بالتقديم وانها تكون متخصصة جدا، أي فىي الطب او الشعر والقصة، وليس هناك تواصل وجمع للمرأة العربية من تخصصات وإنتاج مختلف وتكريم شعبي لكى يتعرفوا عليه، وبالتالى حينما طرحت الفكرة وجدت ترحيبًا كبيرًا، وكان اللقاء الاول بلبنان، وتم عقد الحوارات والاستقبالات الرسمية ايضا للمبدعات العربيات وعملي فى ديوان القلم هو عمل ثقافي وحواري وليس اجتماعيًا، لان الحوار هو عمل فكري بالأساس حتى بين العلماء …

د ايناس عبد الدايم ولانها فنانة في الأساس في الموسيقى أدركت فورا أهمية ان يكون إنطلاق النسخة الثانية من مصر، لان كما قالت الإبداع يجب ان يكرم فما بالنا اذا كان للمرأة  وفى كل المجالات .. وهو ما أكد عليه د هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وتوفير كل الإمكانيات طوال الخمسة ايام للمنتدى. (Adipex)

  وتقول هالة البدرى رئيسة التحرير السابقة لمجلة الإذاعة واحدى أهم الروائيات العربيات  ان الإبداع لا يقتصر على الفنون وللاسف النساء العربيات لا يعرفن بعضهن البعض الا في التخصص الدقيق جدا، ولذلك كانت الفرصة في مصر هي دمج العلم والثقافة سويا لتعريف وتشبيك الجميع لتكون ايام الإبداع المصرية بعيون عربية نقدمها للمصريين وللعرب وللعالم.

د. سلوى الأمين تلقي كلمتها في الملتقى

 

فكرة دمج العلم والثقافة جعلتني اعرف لأول مرة نسمع عن تخصص جراحة المستقيم والقولون في السعودية تقوم به استاذة جراحة هي دسمر الحمود على عكس ما نعرفه عن احتكار الرجال لهذا التخصص، فما بالنا بالسعودية وهي حاصلة على وسام الملك عبد العزيز والعديد من الجوائز العالمية.

ايضا د نعيمة بن يعقوب الجزائرية التي أسست لتخصص جديد في علم النفس لا يكتفى بنظرية فرويد في التحليل وانما ينظر للانسان وربطت ذلك بالإبداع والموهبة…

ود عواطف عبد الكريم أول مصرية وعربية تبتعث وتدرس التأليف الموسيقى الأكاديمي،  ود سامية التمتامي التى احرزت تقدمًا في علوم الوراثة  وأسبابها. أما د صفاء ناصر الدين الفلسطينية من جامعة القدس وتميزها العلمي في الهندسة والتكنولوجيا  حتى وصلت الى منصب نائب رئيس جامعة القدس بالقدس الشريف رغم انف الاحتلال الاسرائيلي.

وآباء اسماعيل الشاعرة السورية في المهجر بأمريكا، ولطيفة يوسف الفنانة التشكيلية الفلسطينية التي تجوب العالم برسوماتها تعكس النضال والإبداع الفلسطينى، وماري لوي المصرية وأول عربية تؤسس خط انتاج وأزياء لتغزو مصر والعرب والعالم تجمع فيه بين العلم والإنتاج والإبداع، ودرية شرف الدين صاحبة الايادى البيضاء في تقديم السينما العالمية والعربية للجمهور ووزيرة الثقافة السابقة، وكذلك المبدعة المصرية والعربية الروائية سلوى بكر.

د. سلوى الأمين تكرم الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. هشام عزمي

 

 اما التراث العربى وفنون شعر المرأة  فكانت من نصيب المبدعة سعيدة خاطر من عمان السلطنة التاريخية من عصور ما قبل الإسلام وابداع عربى ونسائى في الشعر والثقافة بل والسياسة ايضا، فهى عضو البرلمان العماني، تماما كما جذبت السياسة وعضوية والبرلمان بثينة خضر مكي، من الإبداع الروائى والقصصي، وانها اول سودانية تقتحم مجال صناعة النشر والطباعة.

والعراقية بثينة الناصري أديبة وقاصة تعكس هموم الحبيب العراق وتراثه القديم كأقدم الحضارات العربية،  ومن البحرين المناضلة والمثقفة التنويرية صاحبة العمود اليومي فوزية رشيد وحكايات في التنوير، بجانب عملها بالترجمة ونشر الروايات.

  اما اصغر الحضور فكانت موزة غباش من الإمارات والحاصلة على الدكتوراه من ام الجامعات العربية قسم الاجتماع لجامعة القاهرة  وخبيرة علم الاجتماع وسياساته، ود يمنى الخولى صاحبة الإسهامات الفلسفية  عند العرب والمسلمين.

 وختامه مسك مع ونورا المطيري  المبدعة الروائية  والزميلة الصحفية وصاحبة الابتكارات الإعلامية في انتاج البرامج وتطويرها بالعمل فى مجال شبكات التواصل الاجتماعىً

هذا التواصل وربط العلم والثقافة في تكريم  وتواصل عربى  ما كان لنعرفه وينتشر ما لم تكن بداية فكرته من لبنان وترسيخها رسميًا من مصر، تمامًا كما بدأت دار الهلال فكرة لبنانية، لكنها لم تعرف وتنتشر عربيا إلا من مصر، فتحية للإبداع النسائي العربي من العلم الى الثقافة.

د. سلوى الأمين مع مجموعة من المشاركات في الملتقى أمام القصر العيني
Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *