رأي وتعليق

Views: 487

سمر الخوري

الحب يا صديقتي هو الحياة بكل مندرجاتها بل هو الحديقة الملأى بالأزاهير التي ترش طيبها وعبيرها فوق المطارح كلها، والحب هو أكبر عنوان للحياة المجللة بالعافية، بحيث أنه ليس حكراً على رجل وامراة عرفا الحب الذي أصبح غزلاً على ألسنة الشعراء..

سلوى  الأمين

 

 

بوصلة الشعراء

ويبقى الحب هو العنوان..عنوان ديوان الشاعرة سلوى الأمين.

عنوان يغري بالغوص فيه. كيف لا وهو يخترق حواس القارئ وأحاسيسه. تصفه الشاعرة بالحديقة الملأى بالأزاهير. وأولى هذه الأزاهير نرجسة تتضع أمام عظمة الله، وردة تعانق شغف الإنسان بالجمال، ابتسامة من ثغر حبيب تنسيك القدر وخطوب الحياة.

ويضوع عبير أزاهير الشاعرة الأمين. هنا رسالة خطها الوجد على صفحة عشق زهرية الألوان، خضراء الجنان. وهناك ارتعاشة قافية أثملها الجنون فباحت بهمسات الجنان. وهنالك أبيات منثورة النجوى، مفعمة بلذيذ الحنان.

عبير الحب لا يحده مكان، تقول الشاعرة. وأزيد لا يحتويه زمان.

فللحب زمان آخر، وأمكنة ليست بالحسبان.

ولكن ما عنوان الحب؟

ليس الحب ما اختفى في قلبي رجل وامرأة،أو ما بان. إنه العمر المضرج بالألوان.

الحب في شعر الأمين عنوانه الإنسان.

والإنسان شعلة تخترق الغزل المألوف، واجترار المعاني بالمجان.

الحب ليس الجسد، بما فيه من إسفاف، تبذل، أو حسد. وليس نظرة ترمي النعاج الطاهرات، بين أشداق الأسد. وليس سلعة يباع في الأسواق ما راج منها، أو كسد.

 

الحب في شعر سلوى الأمين شعلة ملائكية سرقها البوح وأهداها للبشر. لا إسفاف فيه، ولا غرور. حب يبدل الخير بالشرور، ويزرع الدرر.

ويبقى الحب في الغزل الأميني الوجداني الرقيق. غزل عناق الحبيب الحاضر في فؤاد الشاعرة افتراضا ووجدا، إنسانا ووطنا وربا أوحدا  ، مديحا، رثاء، وزهدا. كتبت للرجل النغم ، في مراكب الأحلام الوردية. كتبت لآلام الناس وللحرية. وباح بأشواقها المطر والوتر. ليس في عوالم حبها ندم. حبها جرح ، هو الشعر والألم، وبهجة النداء.

سلوى الخليل الأمين، مبارك ديوانك الثاني، مبارك أخواه الترانيم والنشيد. دواوين ثلاثة كسرت صمت الحقد البليد، وغبار الموت الجليد .

ويبقى الحب…عنوان فرح الإنسان، حيث يولد البيلسان، ويزهر الموج المحار، في عمق أعماق النفس/البحار.

أيتها الشاعرة المسكونة بالحب والشعر في زمن الأنانيات والأحقاد، هنيئا لك عرشك الكون، شعرك الأبعاد، وصولجانك الغمام والصباح، والفرح المباح، في بوصلة الشعراء.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *