قصيدة وتعليق

Views: 51

سمر الخوري

 

أَرِمالٌ مٌتحرِّكةٌ أنا

أسرابٌ مرَّ من هُنا

أَمْ ضحكةٌ أَطلقها الزَّمانُ

عبرَ أَبجديَّةٍ ، طواها

النِّسيان…؟ “

…..

إنّي عاشقةٌ حتى الوجع”

                       سحر حيدر: غلالة الشمس

 ***

شمس الشعر وعطش بروميثيوس

غلالة الشمس امرأة….تذوب كالوجع. ..عارية إلا من الدهشة.

سحر حيدر…كم أكرهك!

لقد كشفت عريي، في هذا الوجود. أضأت في عيني مزامير حب الألم. نسجت في تضاريس كياني رغبة السفر إلى عالم كلمات ليست كالكلمات. فجرت في كياني/ الذات حب الآخر. أجبرتني على الاعتراف بأني نجمة ذرية في فضاء عالم انسحبت ذراته إلى ما وراء الانفجار الكبير.

سحر حيدر…صانعة المرأة التي “فلشت”قلبها للرجل، بغير اتضاع. كبرياؤها نسيج أنوثة محترقة كالشمس، نارية كالشعر، نورانية كخمرة نؤاسية.

وتتساءل الشاعرة السحر: أرمال متحركة أنا؟

كيف تنبت الرمال في صحراء الشمس والحب والعبير؟

كيف تنتحر الرمال على شاطئ الفخر والامتداد نحو الأعماق؟

وأعماق الشاعرة متحركة، تجذب أصداف البحر، وصدفة سحر الأنا المنسحبة إلى الصفوف الخلفية، وراء خط الدفاع الأخير؟

كيف تتحرك الأنا في بوحها التيه الآخر والأخير؟

وفي غياهب الغياب الأخيركان الحضور الشمسي الأول. تساؤل افتراضي يتضمن خيارات متآلفة بين الرمالوالسراب، يتلاقى فيه صوتا الميم والراء.. والشاعرة بارعة في مداعبة الأصوات ومخارج الحروف. فالميم مسكنها الشفتان تقود إلى راء اللسان، رمال متحركة نحو أعماق الأنا، قبل أن يتبدل المسار من الداخل إلى الخارج، في حركة دائرية لا تتوقف. (رم= م ر ) . والحركة الدائرية تتلاقى وحركة الرمال التي تجذب إلى أعماقها من يحاول العبور على سطحها، وصولا إلى عمق الأنا/ الحقيقة /الشعر.حركة نحو العمق تقابلها حركة سطحية هي السراب. والسراب امتداد أفقي نحو الآخر الذي قد تخدعه ابتسامة الشاعرة، أو فرحها. ذاك الفرح السرابي الذي يخفي جرح الحياة. إنه فرح عابر على جواد أبجدية جاد بها الزمان، على حين غرة، وطواها النسيان. إنها فلسفة الحضور والغياب. فلسفة البحث عن الكيان، في صيرورة العدم.

ويخرج جواب من ثنائية البحث عن الذات. تعلن الشاعرة سحر حيدر حقيقة كينونتها وهويتها المصيرية:

إني عاشقة حتى الوجع

حقيقة تتصل فيها الذات بتأكيد له علاقة جوهرية بعنوان الديوان: غلالة الشمس. فالغلالة هي العشق الذي يخفي في ثناياه احتراقا لا نظير له، وجعا لا متناهيا.

أيتها الشاعرة الوجع الاحتراق، وجعك منارة تضيئين عبره دروب أرواحنا المظلمة. تنطوين على ذاتك. تحترقين. تحترفين استعارة الألم. (https://yellowtail.tech) غلالة ضحكتك العابرة رسالة تعلن عبثية الوجود، سرابية الفرح، وسرمدية النور /الشعر المتفجر من أعماق الألم.

سحر حيدر،أيتها البروميثيوسية ، كم أغبطك..وأكرهك لأنك أضأت في روحي الشمس وعشقا صوفيا بلا ندم.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *