قصيدۃ وتعليق

Views: 651

سمر الخوري

 

لم يبق من عمر الحكاية سوى دموع الحكاية!

كم من الحرائق أشعلتها أصابعنا في هشيم الأيام؟!

أعمارنا بيادر الوجع والأمنيات..

في مرامد الزمن بقايا من رماد!

وإلى التراب تشتاق البذور

غازي قيس

 

الحكايۃ وأعمار النسور

عمر الحكاية وأعمار البشر والدموع.

عمر ترسم أقلام الزمان بيادر وجع.

بقايا صور…شظايا نظر وأحلام رماد.

يأرق العمر في ثنايا قلوبنا كأننا ما كنا، ولن نكون.

وينتفض الرماد قصيدة ، حكاية من ألف ليلة وليلة روتها شهرزاد النبية،  ليلة غبية تستقرئ مشانق الجنون.

أيها الحلم الهارب من رماد الفينيق، أما آن لك أن تستفيق؟

أيها القيس الصديق، في ربى أعمارنا خدر، وفي الليل سكون غريق.

نشعل الليل كنيرون الرقيق، في بيدر من هشيم الذكريات. يواجهنا جمر صفيق.

ولا تستعاد أيامنا في الخليج. ينتحر فينا نداء الأريج.نسرق أنغام القدر، سنفونية الخدر، ذلك الموج العتيق.

عمر الحكاية نحن، ولا نحنو، كأن ليس بيننا فجر العقيق.

قيس، يا عاشق الأمس، والهمس، وأسواق الدقيق، ما لجمال العمر تمشي وئيدة؟ ما للجمال يذوي، يجوع، ولا يبكي، مجدنا البريق.

عمر الإنسان أعمار الحكاية، والدموع.عمر يشعل الليل والشموع.

وتنحني الآهات خاشعة، دامية الرحيق.

إلى التراب يسابقنا الجوع، والموت، والحنين كأننا لم نكن يوما من العاشقين. ولم يورق في جذورنا الشوق والجنين.

إلى التراب نشتاق، كأننا من تراب. نذكر الماضي التليد. شجرة الأمس فينا ماتت واقفة. ويحترق الجليد.

جذور الحب فينا بذور.

طفلنا المولود في رحم الغد غادر، لم يغادر، ولم يبادر، كأنه عنقاء، كأنه الزرقاء، وورقاء النذور.

طفلنا الرماد يقطف الذكريات العجاف، لن يخاف أنحناءات العصور.

طفلنا العاري كأفكاري كالنظر، أما آن لك أن تولد من جديد؟ حطم الأغلال في كهف الصديد.

سارق النار فات.

حارس الصخر رفات.

والندى أطفال حفاة.

والكوكب الدري في قلبي مجافاة.

إلى التراب روحنا، طموحنا، قصائد حبنا المقفاة.

أهكذا الأحلام تجافينا  ، نئد اللحن فينا، في كؤوس الغفاة.

أيها الخيام مهلا، لم تزر أهلا. .لم يبق من عمرنا عمر، ولا خمر، ولا أمر، ولا جمر، ولا نسور سمر، على شرفات.

أيها الصديق الغازي، عمرك ألْغازي، ورايات السفر. فاتِّقِ الله في قلبي وحبي، وآيات الخفر. فالعمر الهارب لا يعود، كما الوعود، وأشواقنا الآسفات.

غازي قيس، ، إلى بحرك الوشّاق عد من جديد، عد بعشبة الخلود، يا جلجامش العشاق.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *