وليم حسواني…لن يأفل لك نجم!!!

Views: 20

سليمان يوسف إبراهيم

لحظة تنامى إلي أفول نجم الشاويش إبان ترقبنا بزوغ نجم الميلاد… كثير مما في، هوى مع إنهيار هذا الحريف الظريف، الذي عشت على صوته ونبرة الكرامة فيه لنصف قرن فوق الخشبة الرحبانية، وللمع من سنوات قلائل؛ جمعتني به خلالها مناسبات ولقاءات ثقافية تعددت وتنوعت؛ كانت بداياتها يوم أقام حفلا تكريميا للصديق الراحل الكبير وديع الصافي في صالونه اﻷدبي…. والكبار؟ بعضهم يعرفون، فيقدرون!

تقربت من هذا الوجه؛ وقاربته سماعا ومطالعة فكر، فحتى اﻷمس القريب كان لا يزال بيننا، يداعب صبيات اللغة الحسناء، فوق المراسح نظما، مباركة وكلاما، في توقيعات أصحاب وأتراب له…وننعم…حتى تعتعة الحلاوات لنفوسنا…

أيها الغالي؛

لن أقف بحضرة رحيلك مؤبنا أم نادبا؛ يا ابن الجيلين ورفيق روادهما من أهل الكلمة… يا من من ينابيعك على منبر الكلمة أجيال سيستقون حتى اﻹرتواء… ومن عنابرك المثقلة بيادر سنابلها من قمحك، قامات على الدهر ستغتذي العمر، ما امتد بالكلمة وأهلها أزمان!

وليم حسواني، المنير بيننا بإشعاعات حضور حتى وقوع تهدج النفس، رمقا رمقا في سمع الزمان…باق من صوتك في أذنيه أصداء إبداعات ووقع نزالات، لن تقوى على محو أصدائها من تلافيف باله.

..مدرسة في الكلمة كنت بل في مراتب الخلق ودماثة الحديث معلما…نقتفى آثاره فوق المنبرين، وعلى جادات الحب ومنعرجات المحبة الصادقة الدفاقة علينا بكل خير ، وأنت على ثقة أنه لا يبنى للثقافة صروح ولا تشاد لها في القامات معاقل من غير استتبابها بين أهلها.

كم كنت واعبا أيها الكبير، أن أصحاب العمر تشيخ أعمارهم وأما أفكارهم فلا تشيخ:فما كان منك إلا أن بثثت في صالونك اﻷدبي الذي عرفه معك جمع المثقفين، دماء جديدة تمنع عنه الشيخوخة والترهل، حافظة نضارته واﻷلق تحت مسمى جديد، يليق بمن تخيرت ﻹرثك الثقافي فأسلمتها المجذاف والياطر لسفينة “مرايا الحرف” تاركا للحرف أن يتمرى تحت أشعة فكر الشاعرة _القبطان ميريام البستاني؛ وقد تغذت من دفعك السفينة فوق يم جديد لحلم جديد مباركا لها رحلتها نحو عوالم معرفة جدد في اﻷمس القريب: فاستقلت السفينة مع رتل من أهل الثقافة المريدات والمريدين للرحلة الجديدة سفرا ميمونا.

تحية الوفاء لك أيها الكبير، حفاظنا على توفير النجاح لـ “مرايا الحرف” عاقدين الخناصر مع أهله رئيسا وأعضاء؛ نحن كما تعاهدنا أهل “لقاء” ووعدنا أن لا ننكس بالعهد يوما، ما دام بيننا من روابط فكر ووشائج ثقافة وشعلة محبة من عروق أناملنا حبرا ترتوي حتى اﻹغتذاء؛ ليبقى حلمك بمن عاشرت وبمن اورثت سهرك الثقافي على نضرته والتوهج.

نم قريرا أيها المعلم والشاويش وضابط إيقاع ثقافة وطن في زمن كانت قد طفحت فيه ثقافة وندر مثقفون؛ فأسست صالونك اﻷدبي، وهو اليوم مع المؤتمنة اﻷمينة الصديقة الشاعرة ميريام البستاني؛ ستبقى حناياه كما قلوبنا والوجدانات إسمك عند كل لقاء، تردد بصوت عنادل وتكتب بحروف من ذهب.

عنايا؛ في26/ 12/  2019

***

(*) ذكرى رحيل المعلم وليم حسواني.

(primedentistry.net)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *