عصام خليفة والجامعة

Views: 774

خليل الخوري 

أعترف بأنني ذهلت بإحالة الدكتور عصام خليفة على القضاء بـ»جناية» رأي أبداه في رئيس الجامعة اللبنانية وبعض التجاوزات فالرجل كاتب كبير ومؤرخ بارز وبحاثة من الطراز الرفيع، وقد لمع نجمه منذ كان طالباً في جامعتنا الوطنية وأحد أبرز قادة حركة «الوعي» يوم كان القرار طالبياً  – وطنياً – أكاديمياً، ولم يكن مذهبياً أو طائفياً.

وأنا لست في موقع الدفاع عن الدكتور خليفة الذي أعتز به وبشقيقه الباحث الآخر الدكتور نبيل، فالرجل له من ماضيه وحاضره وحضوره الفكري الراقي ما يدافع عن ذاته بذاته.

ولكن آلمني أن تبلغ الضحالة والجهل والأنانية هذا الحد.

وبعد، كلما طُرح، أمامي، موضوع الجامعة اللبنانية ورئيسها، تتبادر الى ذهني تلك الكوكبة من الأساتذة العلماء الكبار الكبار أمثال فؤاد إفرام البستاني وبطرس ديب وصبحي المحمصاني وألبير فرحات  وإدمون ربّابط… وسواهم من ذلك الرعيل الذي رافق جامعتنا الوطنية منذ نشأتها الى أن غيّبهم الموت.

ومن دون أي مقارنة، فقط من باب التذكير (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين – قرآن كريم) أود أن أقدم الى القارئ نبذة سريعة جداً عن رئيسين للجامعة اللبنانية كل منهما فريد في قدراته ومقوماته الثقافية والأخلاقية والمنهجية رحمهما الله.

* الدكتور فؤاد إفرام البستاني: خريج كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية بيروت. بدأ حياته مدرّساً ثم صحافياً ثم أستاذاً جامعياً. عمل محرراً  في جريدة البشير ومجلتي المكشوف والرعية. أسهم في إنشاء معهد الآداب الشرقية في الجامعة اليسوعية في بيروت، كما أسهم في إنشاء الجامعة اللبنانية التي تولى رئاستها الأولى.

أسس «منشورات الجامعة اللبنانية» التي أصدرت مجموعة كبيرة من المؤلفات. انتخب أمين سر عاماً للجنة الوطنية للأونيسكو وأميناً عاماً للجنة اللبنانية لترجمة الروائع الكلاسيكية، وأصبح عضواً في الرابطة  الأدبية عند تأسيسها عام 1928. كان عضواً في جمعية أهل القلم وأول رئيس لها (1951). وأصبح عضواً في الأكاديمية الدولية للعلوم السياسية ومركزها جنيف، وعضواً في جمعية المستشرقين الألمان.

علّم البستاني الآداب العربية والتاريخ والفلسفة الإسلامية في جامعة القديس يوسف ومدرسة الآداب العليا والأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة والجامعة اللبنانية. واستمر طوال هذا الوقت، وحتى وفاته في تحرير موسوعة «دائرة المعارف». وكان يجيد اثنتي عشرة لغة كتابة وقراءة وخطابة. ومن مؤلفاته دائرة المعارف وعشرون مؤلفاً الى آلاف المقالات (…)

* الدكتور بطرس ديب

ولضيق المجال أكتفي بالاشارة السريعة الى أنّ ديب كان رئيساً لمجلس السفراء العرب في فرنسا على درجة كبيرة من العلم والثقافة والمعرفة باللغات (…) قال عنه الدكتور جورج طعمة رئيس المجلس الوطني للبحوث:

كان إدارياً من الدرجة الأولى، وأستاذاً جامعياً قريباً من طلابه وباحثاً متعمقاً في الوصول الى المعرفة، وكان يجمع الى ثقافته الواسعة في التاريخ والفلسفة والحقوق والعلوم السياسية اطلاعاً واسعاً على كل ما هو مستجد.

وبعد، رئاسة الجامعة اللبنانية ليست تنفيعة ولا مزحة، أو هكذا يجب ألا تكون.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *