لا مبالاة لها أسبابها

Views: 254

خليل الخوري 

 

لماذا نمضي نحو الاستحقاق الحكومي وكأنه أمر في غاية البساطة وقلة الأهمية؟

ولماذا افتقدنا الحماسة وحتى الصراع بين الأطراف على مَن سيشغل رئاسة الوزراء، هذا الموقع الكبير الذي لديه من الصلاحيات، وفي يده من الهيئات والصناديق والإمكانات والصلاحيات (…) ما يُمكنه من أن يكون الفاعل الأكبر في القيادة اللبنانية؟

لماذا تُجرى المداولات واللقاءات، وتُرسم المخطّطات حوله بنوع من السرية وتحت غطاء من التكتم الشديد؟

هل صحيح أن غير طرف خارجي (أميركي وأوروبي – فرنسي تحديداً – واقليمي أيضاً) يتفاوت اهتمامه بين اللامبالاة والنصيحة، ليس إلّا؟

في محاولة للأجوبة يمكن تسجيل الآتي:

 أولًا – إن صدمة غياب (ونؤكد على أننا لا نحب كلمة «تغييب») الرئيس سعد الحريري من المشهد السياسي الوطني، ولو تعليقاً موقتاً، قد شكل صدمة حادّة يتعذر تخطيها بسهولة، ما انعكس عدم اهتمام من الجمهور السنّي العريض بالحال السياسية اللبنانية، وحتى بالحال الوطنية.

 ثانياً – إن الشرذمة في الطيف السني (وهي من تداعيات البند السابق) معطوفة على ما أفرزته الانتخابات النيابية في النواب السنة، زادت في اللامبالاة كثيراً.

 ثالثاً – إن الاعتقاد بأن عمر الحكومة الآتية لن يتجاوز الثلاثة أشهر، هذا إذا شُكَّلت خلال شهر تموز المقبل، وليس ما يضمن ذلك، هو اعتقاد خاطئ، إذ ليس ثمة ما يضمن إجراء الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء ولاية الجنرال ميشال عون، ما يعني أن الحكومة الجديدة ستكون ذات عمر طويل، وهو ما يُجمع عليه المراقبون على خلاف اتجاهاتهم السياسية.

 رابعاً – (هو الأخطر في تقديرنا) ثمة رهانات كثيرة، من أطراف متعددة، على أن النظام اللبناني يُحْتَضَرُ، وأن المعنيين الدوليين والإقليميين وقلة من أهل الداخل يعملون على النظام البديل ودوره وإلى أي حد سيكون في المحور الإيراني أو في المحور الإسرائيلي بعدما غيّب العرب دورهم وتحولوا إلى متلقّين وحسب ليسرح غيرهم ويمرح في الإقليم…

وتلك حكاية طويلة!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *