المرحلة الحرجة

Views: 296

خليل الخوري

فيما المنطقة تغلي من حولنا، وقد ازدادت غلياناً إثر عملية اللواء قاسم سليماني رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس القيادي في «الحشد الشعبي» العراقي… في هذ الوقت لم يعد جائزاً أنّ تستمر الجرجرة في مسألة تأليف الحكومة. صحيح  أن الفترة الزمنية التي مضت على تكليف الدكتور حسان دياب ليست طويلة قياساً إلى الأوقات الطويلة التي كانت تسبق تشكيل الحكومات في لبنان، إلاّ أن تلك الظاهرة ليست القاعدة ولا يجب أن تكون.

نقول هذا من دون أن يكون لنا موقف مع هذا الطرف أو ذاك من الأطراف التي تدعم الرئيس المكلّف أو تعارض تكليفه.

فقط نود أن نلفت الى أنه لا يجوز أن يدخل لبنان في المتاهة التي تُقاد إليها المنطقة من دون سلطة تنفيذية. أضف الى ذلك أن الحراك في الشارع (الذي ضعف نبضه في هذه المرحلة لأسباب عدة تراوح بين الأحوال الطبيعية والمستجدات الداخلية والمحيطة بنا) هو، بدوره، يستعجل التأليف ليكون للثورة موقف من التشكيلة: مع أو ضدّ أو التريث.

وفي المعلومات المتداولة والمعروفة أنَّ الثوار ليسوا متفقين على موقف موحّد من دياب ولا من معظم الأسماء التي تظهر في بورصة التأليف بين يوم وآخر ما ينبئ بأنّ هذا الاختلاف في الرأي من شأنه أن يضعف موقفهم ويتسبب لهم بتحرج قد ينعكس على زخم حراكهم ونتائجه.

وتذهب المعلومات أبعد، إذ تربط ضبط الحراك من الآن وصاعداً بالكلام الذي أدلى به أمين عام حزب الله سماحة السيّد حسن نصر الله الذي من أهدافه ضبط الوضع الداخلي ريثما يتبين  الخيط الأبيض من الخيط الأسود في المنطقة، خصوصاً أن منسوب التحدي بين واشنطن وطهران قد ارتفعت وتيرته منذ صباح يوم الجمعة الماضي حتى اليوم، وهو مرشح إلى مزيد من الارتفاع  كما توقعت وسائط الإعلام الأميركية التي تعاملت، بمعظمها، مع قرار الرئيس ترامب في عملية مطار بغداد بكثير من السلبية.

وبحسب تقرير ورد ليلاً الى مرجع سياسي كبير فإنّ خبراء استراتيجيين أميركيين وأيضاً أن خبراء في قراءة أمائر الوجوه   كانوا مكلفين مراقبة سماحة السيّد نصر الله وهو يلقي خطابه لإخضاع المظهر والمضمون بالتأكيد الى دراسة وتحليل عميقين. وقد ورد في التقرير الآتي حرفياً (وفق الترجمة): إنّ أمين عام حزب الله لا يريد توريط الساحة اللبنانية».

في أي حال إن اللحظة حرجة جداً وأي دعسة ناقصة من شأنها أن تتسبب بأضرار فادحة، من الجهات كلها، وأضعف الإيمان أن يجري الجميع حساباتهم بكثير من الدقة، وبكثير من المسؤولية.

لقد كان السيد نصرالله «شفافاً» في كلامه أمس، وهذا التوصيف  منه وإليه، إذ استعمله ثلاث مرات…

لذلك فإنّ الجميع مدعوون إلى الشفافية، ووقف المناكفات والنكايات والأحقاد والضغائن.

ولتكن مصلحة الوطن فوق كل مصلحة. وليقدر كل طرف لبناني ظروف الطرف الآخر.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *