سنهزمه

Views: 268

خليل الخوري  

حتى هذه اللحظة ليس ثمة جزمٌ بأن فيروس كورونا هو من صنع الإنسان. ولقد تبيّن أن معظم ما جرى تداوله، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، من تهمٍ متبادلة بين دولة وأخرى حول التسبّب (عمداً أو مصادفةً) بهذا الفيروس ليس سوى من الأنباء الكاذبة Fake News المُتداولة هذه الأيام على نطاق هائل والتي يستخدمها البعض عن غرضيّة أو عن حسن نية أو حتى عن غباء.

وإذا كان هذا الفيروس قد ضرب المعمورة كلها وهدد البشرية جمعاء، فإن الجنس البشري تعرّض في تاريخيه القديم والحديث، الى كوارث وجائحات وزلازل وطوافانات مذهلة الأضرار، ولكنه تغلّب عليها بالعقل الذي خصّه به الله تعالى من دون سائر المخلوقات. فالجائحة الحالية التي عُرفت بإسم كورونا سيكون مصيرها كسابقاتها.

لقد استغرق التغلّب على الطاعون والكوليرا والملاريا عقوداً طويلة، والأصحّ أنه استغرق أجيالاً عديدة. ولكن العقل البشري الخلاق تغلّب على تلك كلها، وإذا لم تكن قد غابت كلياً إلا أن السيطرة عليها تامةٌ وأكيدة وأضحى التعامل معها يتمّ ببساطة ومن دون أي رعب، مع أن كلاً من تلك الأوبئة أوقعت من الضحايا، على امتداد انتشارها، مئات الملايين.

والإنسان الذي يواجِه، اليوم، الكورونا سيتغلّب عليها حتماً، وسيطوّعها ويجعلها مثل الإنفلوانزا التي افتقدت رهبتها وإن لم تغب عن الساحة وما زالت تُصيب الناس في مختلف الأقانيم وتوقع الضحايا … ولكن الأدوية متوافرة، وفي متناول الناس أجمعين.

ومنذ اليوم الأول للإعلان رسمياً عن فيروس كورونا، تحرّك العلماء والخبراء في بضعة عشر بلداً، في محاولة لاحتوائه بالعلاج الذي يجب الاعتراف بأنه لم يتمّ التوصّل، بعد، إلى أمر حاسم في شأنه.

لكن العلماء لم ولن يستسلموا، فأُمّهات المختبرات العلمية وأكثرها أهمية وتطوراً وخبراتٍ تعمل ليل نهار. وفي تقديرنا أن اليوم الذي سيُعلن فيه عن التوصّل الى إيجابيتين ليس بعيداً: الإيجابية الأولى المهمة جداً هي إيجاد اللقاح الناجح الذي يمكنه أن يشكّل سداً في وجه زحف الفيروس، والإيجابية الثانية التي لا تقلّ أهميّةً هي إبتكار الدواء الذي يُفترض أن يكافح الفيروس بعد أن يدخل جسم الإنسان ليمنعَ إستقراره وليقضيَ على «مناعته» قبل أن يقضي هو على مناعة الجسم البشري.

صحيحٌ أن التجارب واعدة، ولكنها قد لا تكون سريعة النتائج لأن الإحتراز واجبٌ قبل إطلاق الدواء، في حال التوصّل الى إنتاجه، تداركاً لأي تداعيات سلبية تترتّب على جرعاته. ولقد كُتب على هذا الجيل أن يواجه فيروس كورونا… وسيُسجّل التاريخ أن هذه الحِقبة تميّزت بانتشار كورونا خصوصاً إن شاء الله بالتغلّب عليها.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *