الشتاء يصارع ذاته

Views: 331

جوزف أبي ضاهر

 

يتسكّع الشتاء في الشوارع، حاملاً معطفه على ذراعه الأيسر. أما يده اليمنى فمنهمكة برد التحيّة للمارة.

2

قرأ هواء الشتاء على الناس كلامًا قاسيًا، فتفرقوا، وتركوه وحيدًا يصارع ذاته.

3

دخل هواء الشتاء إلى الغابات حاملاً مزمارًا سحريًّا، طربت الأشجار لصوته وأنغامه، رقصت فأغرته،

ما عاد خرج من الغابة وقد بُحّ صوته.

4

لهواء الشتاء في المدينة نكهة، تضطرب الشرايين لها، نكهة تلوذ بالحلق وهمًا…

يتبدّد، قبل أن يتصاعد اللهاث من بين الشفتين.

5

هواء الشتاء في الجبل من فصيلة الذئاب. صوته في الليل ينخر العظام…

وفي النهار يهرب إلى الشجر فيتعارك معها.

6

نظر الشتاء في كفِّ التراب وحزن. لن يكون هو نفسه «سيّد» الزمن الآتي.

7

كشفت الريح عن شعرها فسمعنا الرغبة تقرع الأجراس. وشاهدنا خجل الناس يقفل الشبابيك.

8

فَرَكَ الفلاحُ يديه بمعطف الهواء… ونظر إلى السماء. أما الغني فوضع يديه داخل معطفه… وتأفف.

9

أشعل الشتاء نار المدفأة. هجمت النار على اليباس صارخةً راقصةً.

فَرَكَ طالب الدفء يديه: ما أجمل صوتها.

10

ينام القمح شتاءً على رجاء القيامة.

 

Email: [email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *