أوراق صيف… عَبَر

Views: 386

جوزف أبي ضاهر

قبل أن يودّعنا الصيف فلش أوراقه في الشمس، وخرج حاملاً قبعته في يده.

… ترك رأسه مكشوفًا.

***

كان الصيف يستيقظ باكرًا على صوت صرّار وقح،

جمع رفاقًا من كلّ الحقول، لإقامة مهرجانات مجانيّة (!)

«نكاية» بمتعهدي الحفلات.

***

عتب الصيف على السماء:

­ لو كنت أعرف لغة الماء، لما تركت اليباس يتباهى… بلون الذهب.

***

بساط الصيف أضيق من بيوت الفلاحين، وأوسع من بيوت الحكايا…

خرج الأولاد من الحكايا ليلعبوا.

***

أسراب الدوري تزخرف صوتها، بنتفٍ من ثرثرة ساقية.

… وأما مناقيدها، فدقّوا على الخشب، تشرب العنقود قبل أن يُعصر، وتلتهم القمح قبل أن يُطحن… ولا تعترف بداء.

***

حديقة الصيف هي الآن في عريها، أكثر إغراء من حديقة الشتاء.

امرأة تنظر إليها مرآةً، ولا تتمالك نفسها،

تشدُّ على ثوبها الملتصق بها، وتهرب إلى ذكريات كانت ربيعًا.

***

البحر في الصيف اغتسل بالأجساد، وما خجل من موجه الذي لم يهدأ.

***

نام الصيف في الجبل على مصطبات البيوت.

الحبق، المنتور، المردكوش، وعرف الديك ينعسون مثله، لكن عيونهم تبقى ساهرة، تنتظر يد عاشق، لتنام بعدها في صورٍ، أو شعرٍ… وليغضب العطر.

 

[email protected]

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *