أوراق صيف… عَبَر
جوزف أبي ضاهر
قبل أن يودّعنا الصيف فلش أوراقه في الشمس، وخرج حاملاً قبعته في يده.
… ترك رأسه مكشوفًا.
***
كان الصيف يستيقظ باكرًا على صوت صرّار وقح،
جمع رفاقًا من كلّ الحقول، لإقامة مهرجانات مجانيّة (!)
«نكاية» بمتعهدي الحفلات.
***
عتب الصيف على السماء:
لو كنت أعرف لغة الماء، لما تركت اليباس يتباهى… بلون الذهب.
***
بساط الصيف أضيق من بيوت الفلاحين، وأوسع من بيوت الحكايا…
خرج الأولاد من الحكايا ليلعبوا.
***
أسراب الدوري تزخرف صوتها، بنتفٍ من ثرثرة ساقية.
… وأما مناقيدها، فدقّوا على الخشب، تشرب العنقود قبل أن يُعصر، وتلتهم القمح قبل أن يُطحن… ولا تعترف بداء.
***
حديقة الصيف هي الآن في عريها، أكثر إغراء من حديقة الشتاء.
امرأة تنظر إليها مرآةً، ولا تتمالك نفسها،
تشدُّ على ثوبها الملتصق بها، وتهرب إلى ذكريات كانت ربيعًا.
***
البحر في الصيف اغتسل بالأجساد، وما خجل من موجه الذي لم يهدأ.
***
نام الصيف في الجبل على مصطبات البيوت.
الحبق، المنتور، المردكوش، وعرف الديك ينعسون مثله، لكن عيونهم تبقى ساهرة، تنتظر يد عاشق، لتنام بعدها في صورٍ، أو شعرٍ… وليغضب العطر.