حلم ووطن وكبرياء

Views: 537

لودي جورج الحداد

 

تلوّحُ لي من بعيدٍ نجمةٌ،

أرنو إليها بلحنٍ قديمٍ،

وحلمٍ مفعمٍ بعطرِ البخور…

فتهوي من أحداقِها دمعةٌ،

تبرِّدُ جبينَ الليلِ المبتور…

يرتجفُ الغسقُ في ثوانيه،

ويولدُ الفجرُ مبلَّلاً بالكبرياءِ والنُّور…

بالأمسِ…

غزلتُ الأقمارَ

على أكفِّ الطُّفولةِ،

ورويتُ الرَّبيعَ

فوقَ واحاتِ السَّحاب…

غرستُ بيارقَ الصِّبا

على آكامِ المطر،

وفاضَتِ الجداولُ تبراً

من تحتِ مساماتِ التُّراب…

انتهلتُ المجدَ شراباً

من سلسبيلِ الجذورِ العتيَّة،

وأطلقتُ العَنان لصيحةٍ،

قصمَت جدارَ السَّراب…

أيُّها الآتي أراكَ،

تخلعُ رداءَ المدى،

وتُشعلُ نواقيسَ الرِّياح…

هَأنَذا أمسكُ بيدي إزميلَ أبي،

ومنديلاً أبيضَ غسلتهُ الجراح…

سأنقشُ الغدَ صلاةً

على جذوعِ الجوزِ والزَّيتون،

وأجعلُ رايتي تمتدُّ

إلى أزقَّةِ أطفالٍ يعبثون،

أوَلم تدري بعدُ…

أنَّ بي وطناً

يهدرُ عزَّةً وشموخاً،

تكسِّرُ أمواجُهُ الجلمدَ،

حينَ تُزمجرُ على شطآنِهِ

أبواقُ المنون…

ذاكَ حلمي ويسكنني،

وتلكَ نجمتي تُشبهُني،

أمَّأ ذلكَ الصبحُ،

فجندُهُ بالحقِّ مدجَّجون…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *