قصيدة وتعليق

Views: 529

سمر الخوري

 

باب الذاكرة

تفد الأفكار من خزانة الذاكرة، تقارع النسيان، تواجهه، تعيد إليه ما ظنّه اندثر وضاع، وأراح.

باب الذاكرة خرم إبرة تخرج منها كلمة ربّما تكون مفترقًا، أو مَهدًا تضع فيه مولودًا له أكثر من اسم، وأكثر من صفة.

­ وبعد؟

الأيام وحدها كفيلة بإيضاح الصورة

                      جوزف أبي ضاهر

 

ذاكرة النسيان

كذبة…عنوان نصوص الأديب جوزف أبي ضاهر. نصوص…وأحار في الوصف.

أتكون ومضات قلب في سماء نوح، أم خربشات عقل في رداء روح؟

بين الومضات والخربشات حنين يعزف لحن النسيان، في كذبة عذبة النهدات والجروح .

وللحنين صلاة وصلات.

كذبة …عنوان نكرة لمضمون أكثر غموضا من العنوان.

كيف تكذب النصوص؟

نصوص الكذبة خمسة، بعدد الحواس. فهل يصدق سادس الأديب، أي الإحساس؟

وباب الذاكرة هو النص الثالث بين النصوص، أوسطها. ولا خير في أوساط الأمور، ولا في الوساطة أو الوسطية. كن باردا أو حارا يقول الرسول، كي لا أتقيأك من فمي.

باب مغلق على التذكر والنسيان، في رسالة الإنسان. ثنائية تجد في تآلف عنصريها إغراء العودة والرحيل.

لم ينسى الإنسان؟ والأصح أن نسأل:لماذا تعود الذكريات؟

إنه عقاب سيزيف.

وأية أفكار /صخرة تستعيدها الذاكرة الثملى بالنسيان؟

يقول العلماء: في دماغ الإنسان خزائن ذكريات، لا خزانة واحدة، يضع العقل على رفوفها الأمامية والخلفية ذكريات الحواس. واستعادتها ممكنة ولكن بشكل انتقائي خاضع لمبدأي الألم واللذة.

والأكيد في عملية التخزين أن لا شيء يندثر، أو يزول. فما نظنه زال قد يعود في ألف قناع وقناع.

كيف تعود الذكريات؟ولماذا؟  وهل صحيح أن في عودتها  العقاب؟

باب الذاكرة كبابِ الفردوس، ضيق كخرم إبرة. ولكنّه معبر استراتيجي للحياة. مفتاحه الكلمة/الحرف/الإلهام.

والكلمة في فكر أبي ضاهر مفترق بين طريقين: الولادة أو الموت. إنها الكلمة اللاوعي. من  أسمائها الشعر، واللحن، والحب، والتفاحة المشتهاة. أما الصفات وإن تعددت أصواتها، غاياتها، فهي واحدة تختصرها مرايا الذات.

خزانة الذكريات صورة مشوشة عن الإنسان في فصول الزمان. ولن تتضح الصورة، إلا بعد انكسار المرآة.

صديقي الأديب جوزف أبي ضاهر، هل تتذكرني؟ من أنا؟ أنا في ذاكرة النسيان كلمة، كذبة صادقة قد لا أقولها، في هذه الحياة.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *