نحو إعطاء الحكومة الجديدة فرصةً مع البقاء في الشارع

Views: 581

 نزار دندش

كانوا يتحدثون في الماضي عن نوعين من الثورة، الثورة من فوق , وهي تحصل نتيجة انشقاق طرف من أطراف السلطة ( وقد جاءت سلمية في الاتحاد السوفياتي) , والثورة من تحت وهي تترافق مع حمامات دم وفوضى عارمة .

ويُسجَّلُ للعالم العربي اكتشاف نوع جديد من الثورات : لا من فوق ولا من تحت بل من الجوانب

أما ثورة لبنان ففيها بعض التناقضات البنيوية ، فهي ثورة الفقراء التي لا يشارك فيها الفقراء . هي ثورة ضد الجوع والإفلاس ينتقدها الجائعون ويتفرج عليها المفلسون .

الطبقة الوسطى او البرجوازية الصغيرة لا تفجّرَ ثورات ( حسبما جاء في علم الثورات ) بل تقود اعتراضات وانتفاضات .

ويحلو للبعض ان يتهم الخارج بالوقوف وراء كل صوت يرتفع في وجه سلطة .فهل يقف الخارج وراء انتفاضة لبنان ؟ واذا كان الجواب نعماً فأي خارج يدعم هذه الانتفاضة ؟

هل هي أميركا ؟الأميركيون لا يدعمون ثورات تحرّر بل يدعمون موجات اعتراض ضاغطة لتحقيق مكاسب سريعة وتنازلات في مجالاتٍ محددة .أما في لبنان فإذا نجح الأميركي في إيصالنا الى الإفلاس فلن يحصل على شيء يغريه في دولة ما زال رأسمالها رأسمالاً بشرياً هو عبارة عن مهارة اللبنانيين وخبرتهم .

هل هي تركيا ؟ لا اظن انها تملك القدرة على ذلك سيما وان عهد اتفاق اردوغان مع اوباما على تسليم المنطقة للأخوان المسلمين قد انتهى . واللبنانيون الذين جربوا الحرب الأهلية وما زالوا يدفعون أثمانها حتى اليوم لن يعيدوا الكرّة . ثم ان تركيا التي تسابق ايران على النفوذ في الدول العربية لن تختار لبنان الطريدة الصعبة في صيدها وهي تسجل فشلاً في ليبيا .

عدوٍّ لبنان في داخله فلنبحث عنه جيداً . ولنعط الحكومة الجديدة فرصةً قصيرة كي تتخذ بعض الإجراءات السريعة( ورئيسها ضمانة لأنه من خارج الجوقة التي دفنت الشيخ زنكو ) مع البقاء في الشارع طبعا لكن دون تعطيل اعمال الناس .

أولى الإجراءات يجب ان تكون فركة اذن لأصحاب البنوك وللصرافين ولحاكم مصرف لبنان .

وثاني الإجراءات مراقبة الأسعار وضبطها

وثالث اجراء الاهتمام بالطبابة والكهرباء

وأهم اجراء على الإطلاق هو إطلاق حملة إبعاد السارقين عن مخازن السرقة واستعادة ما يمكن من مسروقات .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *